تصاعدت حالة من الانقسام بين علماء الدين الإسلامي خاصة بين علماء الحديث بعد أن فجر د. عطية القوصي المؤرخ الإسلامي الكبير مفاجأة من العيار الثقيل عندما قال: ان التاريخ الإسلامي مليء بالمغالطات التي يجب أن نعيد فحصها جاء ذلك في بحث اعده لطلبة كلية الاداب قسم التاريخ مؤكداً ان هذه المغالطات جعلت الغرب ينظر للإسلام بصورة سلبية واحدثت المشكلات في التعامل العقلاني والمعروف مع الإسلام. أضاف ان من العجيب وجود كتب من الموسوعات التي يصنفها البعض علي أنها اصح الكتب بعد كتاب الله تعالي امثال كتاب مسلم في الاحاديث النبوية وما ورد في سيرة ابن هشام اسحاق حيث يقول ابن اسحاق ان رسول الله "صلي الله عليه وسلم" تزوج السيدة عائشة في التاسعة من عمرها وذلك الافتراء والخطأ في حق الرسول الكريم، حيث لا يعقل مثل هذا الكلام فكيف يتزوج الرسول بمن هي صغيرة السن والصحيح ان الرسول تزوجها في سن الثامنة عشرة بدليل ان الرسول "صلي الله عليه وسلم" قد مات بعد زواجه منها بأعوام قليلة وكان يقول لاصحابه "خذوا النصف عن هذه الحميراء" فكيف يعقل ان يأخذوا نصف دينهم عن صغيرة كما انها لن تعقل الفهم لتلك المبادئ العميقة التي يلجأ إليها فيها امثال والدها ابي بكرالصديق وعمر بن الخطاب وغيرهما من الصحابة الكرام. ومن المغالطات التي احصاها د. القوصي ان البعض قال بأن اليهود قاموا بتسميم الرسول الكريم بأن وضعوا له السم في الشاة وأنه مات مسموماً من جراء ذلك حيث ان المعروف عن السم انه يقضي علي الذي يتناوله في الحال والرسول مات بعد تلك الحادثة بسنوات وأن هذا هو كلام اليهود الذين ادعوا قدرتهم علي التأثير في الحياة الكريمة للرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم"، وأن الحقيقي لوفاة الرسول هوالحمي التي اصيب بها والتي كان يشتكي. وأن المؤرخين قالوا بأن الرسول قد اعطي قدرة اربعين رجلاً في الجماع. فهل يقبل علي الرسول ومن ناحيتهم اختلف علماء الدين حول تأييد كلام د. القوصي أو رفضه، حيث اكد البعض ان التاريخ الاسلامي يحتاج إلي إعادة مراجعة مما يستلزم ان تكون هناك لجان من المؤرخين والعلماء المفكرين في الفقه والحديث لإعادة الصيغ التاريخية مرة ثانية بدلاً من المآخذ التي أكدها الغرب علي المنهج الاستدلالي التاريخي في الاسلام. ويقول د. ابراهيم عبد الشافي الاستاذ بجامعة الازهر أن التاريخ الإسلامي كتبه بشر ليسوا منزهين عن الخطأ او وبالتالي يمكن ان يكون هناك بعض التجاوزات التي لا يمكن ان يقبلها العقل ويتم احتسابها علي المنهج الاسلامي وبالتالي لابد من تكوين لجان مشتركة من اهل الفكر التاريخي والمثقفين لتنقية الشوائب والعوالق التي اوضحتها بعض الاحداث التاريخية التي لا يمكن أن يقبل ورودها فهناك بعض المغالطات لا يمكن تصديقها تحت مسمي انها مدعومة بالاحاديث باعتبار أن هناك الكثير من الاحاديث التي اثبت العلم الذي اشتقه علماء التثبت من رواية الاحاديث بأنها غير صحيحة علي الإطلاق. من جانبها قالت د. سعاد صالح استاذ الفقه الإسلامي بجامعة الازهر أن هناك فرق بين السيرة النبوية والتاريخ الاسلامي والتفسير القرآني والثلاثة يحتاج الأمر إلي إعادة النظر والتعديل خاصة وأن المجتمع المسلم يعاني اسوا المعاناة بسبب هذه التفسيرات. الداعية الإسلامي يوسف البدري قال : هولاء لا يجيدون سوي الطعن في الإسلام وأحكامه الثابتة وعقائده الموضوعية ويتمسكون بمايلقيه إليهم المستشرقون من شبهات باطلة مردود عليها بما يدحض ذلك الافتراء والكذب الصريح فهم قوم حاقدون علي الإسلام.