لم نجد تذاكر في عدة سينمات وأخيرا وجدنا تذاكر بصعوبة في سينما بالمعادي وكان الزحام شديداً جدا وكأن الشعب المصري كله جاء ليدخل الفيلم!! بشر من كل الطبقات الاجتماعية يجمعهم فيلم واحد وضحكة واحدة من القلب!! منذ سنوات لم نفعلها كأسرة ونذهب للسينما في العيد فالزحام يكون شديدا علي كل دور العرض ولكن من أجل " رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة" قررنا وصممنا أن نري الفيلم الذي يجمع بين يوسف معاطي وهنيدي والذي توقعنا أن يكون قنبلة الموسم وقد كان بالفعل. لم نجد تذاكر في عدة سينمات وأخيرا وجدنا تذاكر بصعوبة في سينما بالمعادي وكان الزحام شديداً جدا وكأن الشعب المصري كله جاء ليدخل الفيلم!! بشر من كل الطبقات الاجتماعية يجمعهم فيلم واحد وضحكة واحدة من القلب !! ضحكنا كما لم نضحك من قبل مع محمد هنيدي في دور يعتبر من أهم وأروع الأدوار التي قدمها للسينما فرحنا بعودة هنيدي كما فرحنا بعودة صورة المدرس الذي لا يبيع ضميره ولا يهاب أحد ولا يهمه سوي تقديم سلعة تعليمية في غاية الجودة....كوميديا الموقف كانت عالية جدا في الفيلم خاصة ان في الفترة الأخيرة يتم الاعتماد كثيرا علي كوميد يا الايفيه ...الاستفادة من المراهقين بعالمهم وقاموسهم اللغوي أضاف كثيرا لجرعة الكوميديا وايقاعها وجذب جمهور المراهقين أكثر للفيلم لأنهم شعروا ان الفيلم لا يضحكهم فقط بل اخترقهم وعبر عن عالمهم، ورأينا نجوما صغار ننتظر ظهورهم علي الشاشة الي جانب النجوم الكبار ليضحكونا في عدة مشاهد كوميدية قوية!! الممثلة القديرة ليلي طاهر أسعدنا أن نراها مرة أخري بعد طول غياب عن شاشة السينما وكانت كعادتها متألقة ومقنعة وأم مصرية جميلة. الممثلة المطربة سيرين عبد النورالتي لعبت دور البطولة النسائية كانت طبيعية وجذابة ومثلت الدور ببساطة وبدون ابتذال مما جعل المشاهد يتقبلها منذ اللقطة الأولي. للأ سف لم يتم الا ستفادة كما ينبغي من ادواردو فهوممثل له جمهور ولكن لم نشعر بوجوده في الفيلم وكان من الممكن أن تعطي له مساحة أكبر من ذلك كانت ستضيف للفيلم ولن تؤثر أوتقلل من الأدوار الأخري فهويمثل المدرس ضعيف الشخصية والذي يعطي دروسا خصوصية فكان من الممكن أن تكون له مواقف سلبية كوميدية مع تلاميذ المدرسة بل ومع نقيضه بطل الفيلم أيضا !! كذلك الضحكات التي كان يؤديها بعبقرية نجم الكوميديا الأسمر كانت تضحك الجمهور كثيرا وتلخص كل ما يمكن أن تقوله الكلمات ولكن أيضا كان من الممكن الاستفادة من إمكانياته أكثر من ذلك بكثير وكان سيضيف ضحكات أكثر للفيلم فما زلنا نذكر دوره الذي أضحكنا كثيرا في فيلم الناظر وهوفيلم كان احد أسباب نجاحه هو تعدد نجوم الكوميديا به إلي جانب البطل الرئيسي الذي لن ننساه أبدا علاء ولي الدين رحمه الله عليه. هنيدي كان مجرد ظهوره يضحك الجمهور قبل حتي أن يتكلم...أضحكنا هنيدي وكنا في أشد الحاجة للضحك في هذه الأيام المحبطة ولكن بعد أن خرجنا من الفيلم شعرنا بأن الفيلم رائع ونريد أن نراه مرة أخري ولكن وجدت نفسي أنا وأصدقاء آخرين دخلوا الفيلم وأعجبهم نردد نفس الأسئلة مثل لماذا جعلوا المدرس المحترم صاحب المباديء ينحني ليلتقط النقود من تحت أقدام الراقصة كان من الممكن أن يراقبها من بعيد ويجعل شخصا آخر يقوم بلم النقطة...لم نقتنع بمنطقية المشهد فهويتعارض تماما مع شخصية البطل القوية والمتمسكة بالمباديء!! كذلك لم يكن مقنعا أن مغنية جميلة وشابة تقع في حب هذا الريفي التقليدي شكلا وموضوعا والذي يأتي من عالم مختلف تماما عن عالمها بل كان من المنطقي مثلا تبرير زواجها منه باستغلالها لطيبته حتي يساعدها علي أن يكون لديها إقامة ولا يتم ترحيلها من مصر... وكان من المتوقع أن يكتشف انها تستغله ويعود إلي قريته للفتاة التي كان سيخطبها في بداية الفيلم...لم نشعر أيضا بالصراع النفسي الذي عاني منه قبل أن ينزلق في الدروس الخصوصية والزواج من المغنية التحول في الشخصية تم بسهولة لا تناسب تعنت الشخصية وصدقها وإخلاصها لدورها التربوي في بداية الأحداث!! كذلك الموقف الذي تآمر فيه التلاميذ علي المدرس. ولم يسمحوا له بدخول دورة المياه كان مهينا أكثر ما كان مضحكا ومرة أخري الشخصية التي نفتخر بها يتم إهانتها إهانة بالغة وكأن كثير علينا أن نجد نموذجا متكاملا أومثل أعلي لا يتم خدشه وحتي إذا ضعف لأنه بشر يتدارك ضعفه ولا تقهره النساء أو النقود ولا يقبل الإهانة .... شباب هذا الجيل يحتاج أيضا لهدف ما وفكرة ما ومنطق ما في القصة التي تضحكه فبقدر احتياجنا للضحك من القلب وهذا وجدناه في الفيلم نحتاج أيضا لمثل أعلي , وقد أكد لنا الفيلم أن الفقر والحاجة هما أساس فساد العملية التعليمية فالدرس الخاص هوأضمن وأقصر طريق للثراء السريع ومهما زاد أجر المدرس أوطبق الكادر فلا ألف كادر سيكون مثل دخل الدرس الخاص ونفس الحال بالنسبة لمجال الطب فالطبيب ممكن أن يجري عملية لمريض لا يحتاجها المريض بل يحتاجها الطبيب ليدفع من فلوس العملية قسط السيارة أوالفيلا أومدارس الأولاد الأجنبية.. نشكر يوسف معاطي مرة أخري علي أفكاره الرائعة المختلفة والمتجددة. التي أضحكتنا وأمتعتنا كثيرا ويكفي أن نري اسمه علي أفيش أي فيلم فندخله ونحن متأكدون ان الفيلم ممتع ومتميز.. تهنئة لكل من شارك في الفيلم وتهنئة خاصة لهنيدي علي العودة الرائعة لجمهوره الذي افتقده وعلي الفيلم الذي أضاف لفرحتنا بالعيد فرحة أخري وضحكات حقيقية. مبروك :"رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة".