تكبدت مشقة كبيرة في الوصول إلي دور العرض لمشاهدة فيلم »زهايمر« فقد كان هناك زحام كبير علي شباك التذاكر حينما سعيت لمشاهدة الفيلم خلال أيام العيد فعثرت علي تذكرة بصعوبة.. وبحثت طويلا حتي أستطيع أن أجد مكانا لركن سيارتي.. وبعد مشاهدتي للفيلم وعلي بعد خطوات من دار العرض استوقفني أحد الباعة وهو يحمل عدة شرائط »سي دي« للفيلم الذي شاهدته لتوي وحينما سألته وكيف حصلت عليها ولم تمض سوي أيام علي بدء عرض الفيلم قال لي أنا مجرد موزع لها.. وحينما شككت في جودة النسخة قال لي بثقة أتحداك.. خذها واذا وجدت بها أي عيب عد واستعد فلوسك فورا فأنا أقف يوميا في هذا المكان ولا أغادره وهذا اسمي المدون علي بطاقتي.. قالها وقد أخرج بطاقته ليؤكد لي صدق كلامه.. ولم يكن فيلم عادل إمام وحده هو الذي يوزعه بل كل أفلام العيد المعروضة حاليا في دور العرض.. حملت النسخة لأشاهدها واكتشف أنها نسخة جيدة وبلا أي محذوفات ولا تختلف في شيء عن الفيلم وتباع بخمسة عشر جنيها قابلة للفصال.. وهذه السرقة تتم في وضح النهار وعلي مرأي ومسمع من الجميع وهذا في حد ذاته خراب لأي منتج واذا استمرت سوف تدمر صناعة السينما كلها.. ليس هذا فقط بل ان الأفلام الجديدة مصرية وأجنبية تستطيع تحميلها مجانا من شبكة الانترنت ومن بينها أيضا أفلام عيد الأضحي الجديدة فهي متاحة الآن لتحميلها علي عدد كبير من المواقع بل ان أحد المواقع كتب ان نسخة فيلم »بلبل حيران« رائعة وبجودة عالية حيث تم تحميلها أثناء العرض الخاص للفيلم.. مع ان معلوماتي انه لم يكن هناك عرض خاص من أساسه.. فكيف تسلل هؤلاء وقاموا بتصوير فيلم علي مدي ساعتين وهل تتحمل السينما كل هذا الخراب.. ولماذا سيذهب المشاهد أي مشاهد ويتكبد مشقة الذهاب إلي دار العرض، بينما الفيلم متاح بكل سهولة بين يديه ويستطيع أن يشاهده عائلته وأقاربه وجيرانه أيضا وكيف يستطيع المنتج أي منتج أن يستمر في ظل هذه الخسائر المتلاحقة.. بل وكيف نسمح بضياع حق الدولة من الضرائب التي تحصلها علي تذاكر العروض السينمائية ومن الايرادات التي يحققها المنتج.. وأين هي القوانين التي يجب أن تتصدي لحماية هذه الصناعة المهمة.. لقد سألت أحد المسئولين عن كيفية مواجهة هذا السطو العلني للأفلام خاصة ان الرقباء يحملون صفة الضبطية القضائية فأكد لي ان امكانيات تصديهم لذلك محدودة في ظل مافيا منظمة تقوم بنسخ الأفلام وطبعها وتوزيعها في نفس توقيت عرضها. اعتقد ان القضية كبيرة وخسائرها عديدة ويجب أن تتصدي كل الأطراف المعنية لها حتي لا تسرق السينما في عز النهار!