فى الوقت الذى تصاعدت فيه حدة الانتقادات للفنان أحمد عيد، وفيلمه "رامى الاعتصامى"، لدرجة أن مجموعات من الشباب كونت "جروب" على "الفيس بوك" تحرض ضده، وتندد به وبرؤية فيلمه التي قالوا إنها تسخر من شباب "الفيس بوك"، وتقلل من أهمية الحركات الجديدة التي باتت تؤمن بثقافة الاعتصامات والاضرابات، أصر الفنان أحمد عيد على موقفه الذى تبناه مع "رامى الاعتصامى"، وأعلنها صراحة أنه لا يؤمن بثقافة الاعتصام! ماالقضية التي كانت تشغلك ودفعتك لتقديم فيلم "رامى الاعتصامى"؟ ليست قضية بعينها، بل مجموعة من القضايا التى يعيشها المجتمع المصرى، كالمجموعات التي يكونها الشباب على "الفيس بوك" للاعتراض أو الاحتجاج علي مظاهر خلل ما فى المجتمع، أو أزمة رغيف العيش، وغيرها من القضايا التي باتت تشغل المواطن المصرى فى الفترة الاخيرة. ولماذا اتهمك شباب "الفيس بوك" بأنك تحرض السلطات ضد من يقوم أو يفكر فى الاعتصام؟ لقد فهم البعض رسالة الفيلم بطريق الخطأ، فأنا ليس لدي اعتراض علي اللجوء إلى الاعتصام كوسيلة لمواجهة القوانين التي تسنها الحكومة وتصب فى غير صالح الشعب، فالاعتصام ينتج عن ضعف الأداء الحكومى أو عدم فاعلية القانون بحيث يكتشف المواطن انه "مش عارف ياخد حقه بالقانون" فيلجأ إلي المظاهرات والاعتصامات "ولو الحكومة بتحل مشاكل الناس ماكانش المواطنين لجأوا إلى المظاهرات". أنا لا أؤمن بثقافة الاعتصام، ولن ألجأ إلى هذا الحل على الاطلاق، لكن من الممكن أن انضم إلى مظاهرة، لكننى على الرغم من الممكن أن انضم إلى مظاهرة ، لكننى على الرغم من هذا أؤيد اعتصام المواطنين إذا رأوا أن فى هذا حلاً لمشاكلهم مع الحكومة. هل شاركت فى كتابة السيناريو، كما هى عادتك فى أفلامك الاخيرة؟ لا .. لست مسئولاً عن التأليف فى هذا الفيلم، بل هو سيناريو لؤى السيد، وهو الذى عرضه على، واعجبتنى "الحكاية" ووافقت من دون تردد على تقديمها، بعدما تحمست لفكرة الشاب الروش السطحى الأفكار، الذي يرغب فى جذب انتباه فتاته فيتفتق ذهنه عن فكرة تغيير النشيد الوطنى والعلم ويكون "جروب على الفيس بوك" من أجل هذا السبب .. ولاشك أنها فكرة طازجة للغاية وغير مسبوقة وعصرية بدرجة كبيرة. وهل واجهتكم مشكلة مع الرقابة لتمرير هذه الفكرة؟ على الإطلاق على الرغم من أننى كنت "مرعوباً" فى البداية خشية الصدام مع الرقابة، وظهور مشاكل قد تعطل خروج الفيلم إلى النور قبل أن أفاجأ بأن الرقابة لم تعترض على أى مشهد، وهو مامنحنى الثقة فى أننا نقدم فكرة جديدة ومختلفة لذا لم تواجه عقبة رقابية من أي نوع. هل تتعمد أن يكون هناك خط سياسى فى أفلامك؟ أبداً، وكل مايحدث مجرد صدفة، لكن هذا لا يمنع من أننى أراها فرصة لمناقشة هموم الناس فى المجتمع، وأنا جزء من هذا المجتمع، ولدى قناعة كبيرة بضرورة طرحها على الملأ، فى إطار من السخرية اللاذعة التي تقرب القضية أو المشكلة من الجهات المسئولة والجمهور فى آن واحد، فأنا حريص على تقديم البسمة التي يفتقدها المواطن فى حياته اليومية. كيف كان رد فعل الجمهور الذى شاهد "رامى الاعتصامى"؟ بالبلدى كده "ميه ميه"، فالجمهور أعجب بالفيلم وفكرته، وأنا نفسى تواجدت فى أكثر من دار عرض، وتابعت المناطق التى فجرت ضحكات الناس، وتلك التي لمست همومهم وأوجاعهم، وتأكدت أننا نجحنا فى تقديم معادلة صحيحة، بدليل أن الفيلم حقق فى أسبوعه الأول مليون جنيه، وحظى بإقبال جماهيرى كبير طوال أيام عيدالاضحى المبارك. ومن الذى اختار "أيتن عامر" و "لانا سعيد"؟ كلنا شاركنا بالترشيح، سواء المنتج أوالمخرج أو أنا، فنحن لم نعرض دوريهما على أي من النجمات لأن واحدة منهن ماكانت لتوافق لصغر مساحة الدورين، وليس لأننى أردت الانفراد بالبطولة، أوحتى لا يسرق أحد مني الكاميرا، كما زعموا! وهل صحيح أنك ابديت عدم رضائك عن أدائهما فى الفيلم؟ (ضاحكاً) الجميع فى الفيلم قدم دوره بالشكل المطلوب بالضبط، وإن اعترضت على أى منهم فى لحظة فهذا يرجع إلى أننى شخص يبحث عن الكمال والانضباط، وكل من يتسبب فى لحظة فى تعطيل التصوير يصيبنى بانزعاج وضيق شديدين خصوصاً أننا كنا نسابق الزمن للحاق بالعرض فى عيد الاضحى المبارك، والحمد لله نجحنا فى هذا بدليل عرض الفيلم قبل أسبوع من العيد، وحقق نجاحاً أرضانى والجميع. وهل صحيح أنك تخشى عرض أفلامك فى الموسم الصيفى حتى لا تضع نفسك فى مواجهة صعبة مع النجوم والاباطرة؟! أولاً أنا لا أرى نفسى فى منافسة مع أحد لاننى مختلف عن الآخرين، و"اللى فى دماغى يؤهلنى لتقديم فيلم جيد ومختلف"، وبالتالى "ماليش دعوة بأى أحد " والظروف هي التى تحدد توقيت نزول فيلمى، وليس الخوف من مواجهة أحد، خصوصاً أننى مازلت أعمل بروح الهواية، وليس الاحتراف كغيرى، كما أن أفلامى ليست مرتبطة بموسم معين، بل هى أفلام الاسرة التي لا تخجل منها. لكنك لا تحقق الإيرادات التي تجعل منك نجماً بين زملائك؟ "الايرادات مش فارقة معايا"، ويكفينى أن أفلامى تُعرض بشكل جيد وتحقق الايرادات التي تشجع منتجيها على الاستمرار، بدليل أن "مفيش منتج أنتج لى وخسر أو أفلس، وتوقف عن الانتاج".. وهذا كاف. أين انت من التليفزيون؟ فى خطتى القادمة، وعندما يعُرض عليِ العمل الذى يرضينى، وأرى نفسى فيه. وهل تشترط وقتها أن يكون دور بطولة ؟ "طبعاً أمال هأطلع كومبارس"؟ ماالذى ينغص عليك عروض أفلامك؟ غياب العدل، بمعنى أن يتم توزيع الافلام علي دور العرض بشكل متساو، وبعدها نتحدث عن الايرادات، لكن من غير المعقول أن نتهم الفيلم ، الذى يعرض فى 15 دار عرض مثلاً، بأن ايراداته قليلة مقارنة بأفلام تعرض فى 40 دار عرض ووقتها يصبح الحكم علينا صادراً عن منطلق صحيح ومعايير موضوعية. ومتى تقف علي خشبة المسرح؟ بداية علينا أن نتفق بأن مسرح القطاع الخاص لم يعد له وجود الآن، هناك اعتبارات كثيرة يجب أن نفكر فيها قبل الموافقة على الوقوف علي خشبة المسرح، أولها النص الجيد وثانيها مكان العرض وفريق العمل بالكامل لكننى لا أمانع فى الوقوف على خشبة مسرح الدولة. حوار: مي سكرية