جاء اغتيال عماد مغنية رئيس أركان حزب الله في دمشق يوم الثلاثاء الماضي والذي تشير أصابع الاتهام الي اسرائيل ليشكل ضربة ثلاثية لكل من سوريا التي اغارت عليها الطائرات الاسرائيلية قبل نحو ستة اشهر في دير الزور دون رد حتي الآن وحزب ا لله الذي لعب مغنية دورا بارزا في انتصاره خلال حرب يوليو 2006 وكذلك لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس الذي يتخذ من دمشق مقرا له حيث بات يخشي من ملاقاة مصير القيادي العسكري بحزب الله. واذا كانت سوريا سبق ان تعهدت بالاحتفاظ لنفسها بالرد في الزمان والمكان علي الغارة الاسرائيلية التي زعمت اسرائيل انها استهدفت مفاعلا نوويا تحت الانشاء وهو ما لم يحدث فاننا نعتقد ان الضغوط باتت متزايدة علي الرئيس السوري بشار الاسد باتجاه رد ما علي تكرار الاعتداءات السورية علي سيادة بلاده. اما حزب الله فلا يتصور ان يمر مرور الكرام علي جريمة اغتيال مغنية حيث يجمع الكثيرون انه سيرد لا محالة لكن المحللين يختلفون حول توقيت الرد وهل يكون سريعا ام بعد طول تفكير وترو. ويتعين في المقابل علي خالد مشعل وكل اعداء اسرائيل ان يراجعوا اجراءاتهم الامنية بعدما اصبحت ايدي الموساد اقرب اليهم مما يتصورون. ومن المؤكد ان اسرائيل تعلم قبل غيرها ان جريمة اغتيال مغنية لن تمر دون حساب وهو ما جسدته الاجراءات الامنية المشددة التي شملت الدولة العبرية وسفاراتها في الخارج من منطلق ان حزب الله يظل قادرا علي تنفيذ تهديدات امينة العام حسن نصر الله بشن حرب مفتوحة علي اسرائيل في كل ارجاء العالم. وقد تلقت القوات الاسرائيلية المنتشرة علي طول الحدود مع لبنان اوامر بتشديد اجراءاتها الامنية ضد اي هجمات ممكنة بعد ان حمل حزب الله اسرائيل مسئولية مقتل عماد مغنية. وصرح مسئول امني اسرائيلي لاذاعة الجيش الاسرائيلي طالبا عدم كشف هويته ان حزب الله "تلقي ضربة قوية بمقتل" عماد مغنية في انفجار سيارة مفخخة في دمشق الثلاثاء. واتهم حزب الله اسرائيل بالمسئولية عن مقتله، وهو ما نفاه مكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت. واضاف ان "حزب الله سيحاول العثور علي نقطة ضعف ومهاجمتها ولكن دون ان يؤدي ذلك الي اشعال حرب مع اسرائيل، وذلك لكي يثبت انه تم الانتقام لمغنية". لكنه رأي انه من غير المرجح ان يطلق حزب الله صواريخ علي شمال اسرائيل كما فعل خلال الحرب التي جرت صيف 2006 مع اسرائيل خشية من رد فعل "شديد" من اسرائيل يدفع ثمنه لبنان. ورفض متحدث باسم الجيش الاسرائيلي التعليق علي تلك الانباء التي وردت في الوقت الذي يستعد حزب الله لدفن مغنية في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية. من جهة اخري عززت اسرائيل اجراءاتها الامنية حول سفاراتها وقنصلياتها ومكاتب الوكالة اليهودية التي تتعامل مع شئون الهجرة "خشية ان يشن حزب الله وحلفاؤه الايرانيون هجوما" ضدها، حسبما ذكر مسئول. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان جهاز الامن الداخلي (شين بت) المسئول كذلك عن الحماية الخارجية، هو الذي اصدر هذه الاوامر. كما اوصي الشين بت بتعزيز الاجراءات الامنية علي خطوط العال الجوية الاسرائيلية وعلي السفن الاسرائيلية وكذلك حول الكنس والمؤسسات اليهودية في انحاء العالم. ورفض المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية اريه ميكيل التعليق. وقال "ليس من عادتنا ان نصدر تصريحات حول الاجراءات الامنية التي نتخذها". ومغنية من كبار قادة حزب الله ونسبت اليه مسئولية العديد من الهجمات ضد اهداف غربية واسرائيلية في الثمانينيات والتسعينيات. وفور ورود نبأ مقتل مغنية، حذرت وسائل الاعلام الاسرائيلية من احتمال ان يشن حزب الله هجمات انتقامية. وتساءل المعلقون في وسائل الاعلام الاسرائيلية عن الثمن الذي سيدفعه اليهود في انحاء العالم بعد ان اتهم حزب الله الدولة العبرية بقتل مغنية. ورغم نفي اسرائيل اي ضلوع لها في مقتل مغنية، رحب مسئولون كبار علانية بمقتله. وقال وزير البيئة جدعون عزرا المدير السابق لجهاز الامن الداخلي "آمل في ان يعرف كل ارهابي انه سيتم القبض عليه في النهاية، وانا مسرور بان هذا حصل لمغنية. آمل في ان يتلقي من قام بذلك التهاني المناسبة". كما صرح عامي ايالون الوزير دون حقيبة واحد المدراء السابقين للشين بيت ان مقتل مغنية هو "نصر في الحرب ضد الارهاب". واضاف "انها رسالة الي الارهابيين بان لا احد منهم بعيد". ومغنية مطلوب في تفجير السفارة الاسرائيلية في بوينس ايريس عام 1992 الذي قتل فيه 29 شخصا وتفجير المركز الثقافي اليهودي في المدينة نفسها حيث قتل 86 شخصا. ويشتبه الاسرائيليون بضلوعه في اسر جنديين اسرائيليين في يوليو 2006 مما ادي الي اشتعال الحرب بين اسرائيل وحزب الله. ووصف اليكس فيشمان المعلق في صحيفة "يديعوت احرنوت" عماد مغنية بانه "الارهابي الاول في العالم حتي انه ياتي قبل اسامة بن لادن". وفي صحيفة معاريف، قال اوفر شيلاه ان السبب في مثل هذه العمليات هو رغبة اسرائيل في "الانتقام واستعادة الكرامة وزرع الخوف في قلوب الاعداء.