ليست فزورة دينية أن يفهم بعض المشايخ "المودرن" ان معايير الاخلاق تختلف من بلد لبلد داخل القارة الواحدة، فلماذا لا يفهم هؤلاء ومعظمهم صناعة فضائية منتشرة في سماوات العالم المفتوح انه لا علاقة بين قواعد القانون وقواعد الاخلاق وان منطقة التماس بين الدائرتين القانونية والاخلاقية يحددها المناخ العام داخل كل دولة علي حدة بموروث ثقافي يحترمه الجميع، وتأسيسا علي هذا لماذا لا يفهم بعض الدعاة من المشايخ انهم غير مطالبين بالتعميم بمعني الاعتقاد بأن ما يصلح تطبيقه شرقا قد يصلح للتطبيق غربا أو العكس، فقد اخذت الجلالة الافتائية احد الشيوخ علي منبر قناة أرضية فأفتي برأيه الشخصي في "شاكيرا" وقال: هي "عاهرة"، وكأن العهر من الصفات الخاصة بعالم النساء فقط والراقصات بصفة خاصة، وان "العهر" في حد ذاته من الصفات ليس من المسائل النسبية التي قد تطول أي مخلوق علي وجه الأرض بصرف النظر عن جنسه وهويته، وكأن "العهر" ليس له وجوه تتغير وتتبدل مع معدلات الصعود والهبوط للرسم البياني لبعض المصالح، أو كأن "العهر" ليس الابن الشرعي للمبدأ السائد في زمن الفضائيات "من اين تؤكل الكتف" وهو "العهر العام" الذي اضاف للعهر الخاص ابعادا فضائية ومستترة، وبين المعني العام والخاص لوصف العهر خرج احد المشايخ عن النص، وسقط في دائرة السب والقذف العلني الذي يستوجب المساءلة القانونية امام القضاء، حتي لو كان السب والقذف في حق "راقصة عاهرة" - علي حد تعبير الشيخ الافرنجي - علي احدي القنوات، ونحن نتصور ان شيخنا المودرن تارة والمعمم تارة اخري لن يستطيع ان يضيف لهيئته ما يمكنه من الافلات من حكم الادانة الذي سوف يترتب عليه بالقطع دفع مبلغ محترم من التعويض للست شاكيرا وبقوة القانون، وهو نفس القانون الذي طبق بحذافيره علي الكاتب الكبير "احمد عبدالمعطي حجازي لصالح احد العرضحالجية ممن دأبوا علي رفع دعاوي السب والقذف للحصول علي التعويض المناسب في كل مرة. "دينا" الراقصة المصرية عندما اقدمت علي رقصتها الشهيرة في وسط البلد اعطت درسا ببلاغة راقصة لذوي الاقنعة من "الرقاصين" في وسط البلد والشوارع الخلفية والازقة والحواي الارضية، ودينا رفضت خداع جمهورها بالاقنعة حسب التساهيل ، الراقصة، ولم تمارس مهنتها المعترف بها من نقابة الفنانين والمدونة ببطاقتها القومية "راقصة" ولذا فلم تفلح معها محاولات الادانة بالخروج علي قواعد واصول المهنة بعد ان اعطت درسا للجميع في "الشفافية" للراقصين والراقصات، علي جميع الاحبال في عصر النفاق والانفصامية وتوزيع الذات علي الفضائيات، باقنعة متجددة، ومن مناخ "الرقص المحلي" الي "الرقص العالمي" فلم نجد شاكيرا قد بدلت ثيابها في الطائرة قبل ان تهبط الي ارض مصر، فهي تفخر ايضا بأنها "راقصة" ولا تجمع بين وظيفتين، وشاكيرا اصطحبت معها "البودي فريند" وقدمته لجمهورها تحت سفح الهرم بهذه الصفة، ولم تقل اقدم لكم زوجي علي سبيل الخداع، ولنا ان نقبل أو نرفض دون ان نترجم رفضنا هذا بالسب والقذف العلني ونقول "عاهرة" وهي الراقصة التي استقبلها الرئيس الفنزويلي هوجو شافير في مطار فنزويلا استقبالا رسميا، فهل الرئيس الفنزويلي خرج عن اطار الدين والاخلاق؟! .. يا فضيلة الشيخ المودرن يقول الله في كتابه العزيز "لكم دينكم ولي دين" ويقول: "لست عليهم بمسيطر فالزم عليك بيتك ولا تجاهر الا بما يعنيك حتي لا تحصد الندم والغرم المالي في النهاية و"لسانك حصانك". لا ادري علي وجه اليقين حتي كتابة هذه السطور ما هي حثيثيات مصادرة كتاب الشيوخ المودرن للدكتور محمد فتوح ، هل المصادرة من اجل تشجيع الدولة لصناعة المسخ الديني، فمرة نراهم في صورة "افندي" آخر شياكة برابطة عنق زاهية، ومرة اخري نراهم شيوخا معممين بالجبة والقفطان في أكبر تظاهرة دينية وازدواج المعايير العامة والخاصة،. كيف نعطي لهؤلاء صك المرور الشرعي داخل ذهنية الامة من خلال المصادرات واقرار المظاهر الدينية باسلوب أو لعبة التبادل والتوافق الشكلية لاستهداف واستقطاب العامة والخاصة، فهل سمع احدكم عن داعية اسلامي بمنظرين، منظر سلفي ومنظر حضاري "مودرن" للتحايل علي مشاعر الناس من البسطاء في كل زمان ومكان، وهل هذه المسالك الدينية المرضي عنها بمصادرة كتاب الشيوخ المودرن هي نوع من المكر الشرعي المسنود من بعض المؤسسات الدينية المحلية أو العالمية، بعد تقديم فروض الطاعة والولاء لاصحاب الفضائيات الدينية الكرماء مع المشايخ المودرن والمشايخ السلفيين علي حد سواء، وكلهم دأبوا علي تقبيل عتبات الفضائيات المباركة، لنيل الرضا الديني قبل الشهرة وجمع الغلة في جيوب قابلة للتمدد والعمق والاتساع. كتب ممنوعة خفر ساحل وحراسات دوريات ليلية علي شطآن المشاعر وانهار القلب حلقات رقص مجنون وطقوس من نار لا ترهبني الحرب الكونية ولا كل أسلحة الدمار فأخطر وجوه الحرب والرعب احتفالية ظلام بعد اغتيال الحمام وعصفور الجنة ودعاء الكروان الا نامت أعين الجبناء؟! عن دق طبول الحرب لاغتيال الحياة باسم الدين وباسم الحرب؟!!