وسط صمت دولي وعربي مريب واصلت اسرائيل سياسةالعقاب الجماعي لنحو 5.1 مليون فلسطيني في قطاع غزة حيث حاصرتهم ومنعت عنهم امدادات الغذاء والدواء والوقود فيما امطرت سماءهم بالقنابل والمتفجرات من الجو والارض وهو ما يشكل جريمة حرب لا تسقط بالتقادم. وقد ادي الحصار التام الذي فرضته السلطات الاسرائيلية علي قطاع غزة منذ الخميس ردا علي اطلاق صواريخ علي اسرائيل، الي تفاقم ازمة المحروقات في القطاع مما اثار قلق الاممالمتحدة وتنديد الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. وواصل الجيش الاسرائيلي في الوقت نفسه عملياته في القطاع وادت غارة جوية علي جباليا الي استشهاد ناشطين اثنين من حركة حماس. ومنذ مساء الخميس توقفت امدادات القطاع من المحروقات والمواد الغذائية وايضا المساعدات الانسانية بسبب قرار اسرائيل تشديد الضغط علي حماس لوقف اطلاق الصواريخ علي جنوب اسرائيل. وادي ذلك الي نفاد الوقود في العديد من محطات التوزيع ما ادي بدوره الي توقف مولدات الكهرباء عن العمل وانقطاع التيار الكهربائي لثمان ساعات في اليوم. في المقابل فان قطاع غزة ليس معرضا لنقص المواد الغذائية حيث تملك الاممالمتحدة مخزونا يكفي لشهرين. وقال مسئول رفيع المستوي في الاتحاد الاوروبي الذي يمول شراء المحروقات الفلسطينية، طلب عدم كشف هويته، ان اسرائيل "اغلقت كافة نقاط العبور مانعة بذلك عبور المحروقات حيث لم تتم اي عملية امداد الجمعة". وهرع سكان قطاع غزة الفقير ذي الكثافة السكانية العالية، الي محطات توزيع الوقود للتزود حال علمهم بنبأ اغلاق القطاع. وقال ابراهيم البربري صاحب محطة بنزين في مدينة غزة "لقد نفدت كميات السولار (المازوت) من المحطة وكميات البنزين لن تكفي الا لساعتين ولا يوجد لدينا احتياطات وذلك لعدم اخطارنا بانه سوف يتم تقليص كميات الوقود". واضاف "انا اواجه الان مشاكل مع السائقين والناس لانهم ياتون للتزود بالسولار وانا لا يوجد لدي سولار لتزويدهم" مشيرا الي ان اغلب سكان قطاع غزة يستخدمون المازوت. وقال مسئول وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) جون جينج ان محطة الكهرباء الوحيدة في غزة التي تعمل اصلا بنصف قدرتها التشغيلية، يمكن ان تتوقف عن العمل في حال لم تحل مشكلة الوقود سريعا. واضاف لوكالة فرانس برس "نحن قلقون جدا لان هناك اصلا انقطاعات كبيرة للكهرباء" بسبب تقليص تزويد اسرائيل غزة بالكهرباء منذ ديسمبر، موضحا ان مستشفيات قطاع غزة تعاني مشاكل في عملها لهذا السبب. واشار الي ان "احياء مثل حي الشجاعية (في غزة) انقطعت عنها الكهرباء منذ اربعة ايام". وقال جينج وايضا المسئول في الاتحاد الاوروبي ان السلطات الاسرائيلية ابلغتهما ان الاغلاق التام لقطاع غزة "سيبحث مجددا الاثنين". وازاء هذا الوضع دعا طاهر النونو المتحدث باسم حكومة اسماعيل هنية المقالة في بيان تلقت وكالة برس نسخة منه "مصر الي اتخاذ قرار جريء وشجاع بفتح معبر رفح لادخال المواد الاساسية اللازمة لاستمرار الحياة في غزة وانقاذ (عشرات) الجرحي وعلاجهم في المشافي الملائمة خارج فلسطين". ومعبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر مغلق منذ استيلاء حركة حماس علي السلطة في قطاع غزة في يونيو. ولم تسمح السلطات المصرية بفتحه الا في حالات نادرة لتمكين الحجاج الفلسطينيين من المرور. وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض السبت ب"حماية دولية" لسكان قطاع غزة. وقال في كلمة القاها في افتتاح مشروع منطقة صناعية في سلفيت بالضفة الغربية "يجب ان يتدخل المجتمع الدولي لوقف العدوان الاسرائيلي وتوفير الحماية الدولية لشعبنا من جبروت الاحتلال الذي يساوي منطقه الظالم بين هلع الاسرائيليين ودم الفلسطينيين". وانتقد فياض من جديد عمليات اطلاق الصواريخ التي تتبناها خصوصا حركتا حماس والجهاد الاسلامي. وقال "علينا ان نتحلي بما يكفي من الشجاعة الادبية والحس بالمسئولية تجاه مصير شعبنا وقضيته لندرك ان اطلاق الصواريخ لم يجلب علي شعبنا سوي الكوارث والويلات". واكد ايضا ان "التصعيد العسكري الخطير من قبل اسرائيل واستمرار الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية" يهددان بنسف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي تم احياؤها في نوفمبر الماضي. من جانبه اعرب الامين العام للامم المتحدة عن قلقه ازاء الوضع في القطاع وطالب بوقف تصعيد العنف. وقال "اضافة الي تصاعد العنف فان قرار اسرائيل غلق معابر غزة التي تستخدم لايصال المساعدات الانسانية، يثير القلق الشديد". وندد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسي باغلاق قطاع غزة ودعا "اللجنة الرباعية والاممالمتحدة خاصة عدم الاكتفاء بتوجيه النداءات والتحرك الفوري والجدي لوقف مسلسل العدوان والسماح للمساعدات الانسانية بالدخول الي غزة وانهاء الماساة الانسانية التي يعاني منها سكان قطاع غزة، وتفادي انهيار مفاوضات التسوية الجارية علي المسار الفلسطيني- الاسرائيلي". كما ادان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي السبت "اسرائيل لارتكابها المجازر المتتالية في قطاع غزة" ودعا الاممالمتحدة ومجلس الامن للتدخل لوقف "العدوان" الاسرائيلي وفك "الحصار الظالم" علي قطاع غزة.