كانت إيناس جوهر رئيس قطاع الإذاعة علي صواب عندما قررت استبعاد نجوم الإذاعة من المنافسة علي الفوز بجائزة "الفارس الذهبي"، التي تمنحها الإذاعة لنجوم العام، واقتصارها علي نجوم السينما والمسرح والتليفزيون فقط، ومبررها في هذا "حقن الدماء بين الإذاعيين"(!) لكن كان عليها، قبل هذا، أن تضع معايير موضوعية وقواعد علمية للاستفتاء حتي لا يفاجأ المتابعون بفوز يسرا كأفضل نجمة وهى التى لم تقدم دوراً سينمائياً واحداً طوال عام 2007(!) وإذا كان اللقب عن دورها فى "قضية رأى عام" فكيف تصبح نجمة العام؟! كان ستديو "48" للتسجيلات الإذاعية الذى يحمل اسم الموسيقار محمد عبدالوهاب قد ضاق بالعدد الكبير الذى توافد عليه، من ضيوف وكاميرات فضائية وأرضية.. مصرية وعربية، وأيضاً أجهزة تسجيل صحفية وإذاعية، مما كان له أكبر الأثر فى زحف الكاميرات على المكان الذى وقف فيه أحمد أنيس رئيس مجلس الأمناء لتوزيع الجوائز، والفوضى العارمة التي ضربت المكان المحدود، وبسببها تدخلت إيناس جوهر لتطالب الكاميرات بالتراجع، ومراعاة الانضباط والنظام، وعندما استقرت الأوضاع بدأت مراسم توزيع الجوائز لكن الفوضى لم تنته وكانت سبباً فى توقف المراسم أكثر من مرة، خصوصاً في ظل عدم التزام الفائزين بالحضور في الموعد المحدد للحفل، واضطر "أنيس" للصعود "فى حال توافر الفائز" الأمر الذى أغضبه، وبسببه غادر المكان لتستكمل رئيس الإذاعة تسليم الجوائز علي المتخلفين عن الحضور! أمر آخر لفت الاهتمام فى هذا الحفل "الفقير" تمثل فى غياب عدد قليل من الفائزين مثل: محمد هنيدى وأحمد السقا وياسمين عبدالعزيز وشيرين عبدالوهاب وآمال ماهر وعمار الشريعى ووفاء عامر وأيضاً كريم عبدالعزيز فى الوقت الذى حرص عدد كبير أيضاً على الحضور وتسلم جوائزهم بأنفسهم مثل: أحمد حلمى ومنى زكى ويحيى الفخرانى ويسرا وتامر حسنى وهاني شاكر وأيمن بهجت قمر وأحمد عزمى والموسيقار الكبير عمر خيرت والمخرج مجدى أبوعميرة فيما أناب الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة ابنته لتتسلم جائزته. أما الظاهرة التى أثارت امتعاض واستنكار الكثيرين فتجلت فى تهافت المذيعين ومقدمى البرامج الإذاعية والتليفزيونية علي إجراء حوارات مع الضيوف، حول مواضيع شتى وليس عن المناسبة وحدها، وكانت النتيجة أن رفع عدد كبير من الضيوف والنجوم راية العصيان، وامتنعوا عن الموافقة علي التسجيل معهم كما فعل يحيى الفخراني ويسرا ود. أشرف زكى، الذى تذرع بأن سيارته فى الممنوع(!)، وذهب ولم يعد، ومعه صلاح عبدالله، واقتصرت التسجيلات والتصوير على الصغار أو الباحثين عن الشهرة، كما فعل "حكيم" ووصل الأمر إلي أن انشغال أحمد عزمى بالتصوير حال بينه واستلام جائزته فتسلمها المنتج عصام شعبان مما أغضبه، ورفض استلامها من المنتج لأنه "ضيع فرحتها" كما قال ثم انتزعها وغادر المكان غاضباً بينما ظل "حكيم" متشبثاً بالوقوف أمام أى كاميرا أو جهاز تسجيل حتى أنه كان يدعو الإعلاميين للتسجيل والتصوير معه بعد فوزه بجائزة أفضل مطرب شعبى. مأزق آخر تسببت فىه مقدمة الحفل نجلاء غنام المذيعة بالإذاعات الموجهة عندما ارتكبت أخطاء لا تحصى، ولا تغتفر، على الرغم من أنها كانت تقرأ من ورقة، فعلى سبيل المثال أعلنت أن نشوى مصطفى أفضل نجمة سينمائية قبل أن تتراجع وتعلن أنها يسرا(!) وأكدت أن عمرو دياب فاز بلقب "الفارس الذهبى" عن أغنيته "الليلادى" وأن الذى سيتسلم الجائزة هو حسين الجسمى، منافس عمرو دياب، مما فجر عاصفة من الضحك الهستيرى والسخرية فى الحفل المتواضع! إيناس جوهر علقت، فى تصريحات خاصة ل "نهضة مصر" على ما جرى في الحفل بقولها: - لم نكن نستطيع رفض حضور هذه الكوكبة الضخمة من الإعلاميين والكاميرات الفضائية والأرضية، لكن عدم مراعاتهم النظام دفعنى، فى لحظة، إلي الإمساك بالميكروفون والتنبيه، بحدة، علي ضرورة التشبث بالانضباط، لكن رئيس مجلس الأمناء طالبنى بأن نترك للجميع حرية ممارسة عمله بالشكل الذى يروقه، ولأن الحدث كبير بالفعل لم نستطع أن نفعل شيئاً لكننا نظمئنكم أننا سنراعى مستقبلاً كل هذه الأمور، ولن أقول الأخطاء، ومن بينها مثلاً أن الاستفتاء لن يقتصر علي مستمعى ثلاث شبكات إذاعية فقط هى: الشرق الأوسط والشباب والرياضة وإذاعة الأغاني، ولابد أن ينضم جمهور شبكة صوت العرب للاستفتاء وأيضاً للبرنامج العام، وأن يتسع نطاق الاستفتاء ليشمل الشخصيات السياسية والأدبية والمفكرين والشعراء، وفى هذه الحالة لن يقتصر الاحتفال على حفل بسيط بل سيتحول إلي مهرجان كبير تعلن فيه الإذاعة عن فرحتها، ويتم خلاله توزيع الأدوار علي الجميع. وحول السر وراء استبعاد نجوم الإذاعة من الاستفتاء بررت هذا بقولها: - حقناً للدماء بين أبناء الإذاعة، فالصراع بينهم سيكون شرساً للفوز، والسبب الثانى -فى رأيى- أن الإذاعة خارج المنافسة(!) وأبدت سعادتها للحضور الضخم للنجوم، وحرصهم علي استلام جوائزهم بأنفسهم مما يعنى الثقة فى الإذاعة وجمهورها واستفتاءاتها.