اثار فيلم "شفرة دافنشي" جدلا كبيرا في الأوساط الدينية والاجتماعية علي مستوي العالم ولمصر وشعبها تناول آخر للقضية ينبع من عمق الروحانيات والتدين في الشرق عنه في الغرب المادي والفيلم هو ايضا اسم لرواية المؤلف الأمريكي "دان براون" تروي في عقم وجهل امورا تتنافي مع معتقدات المسيحيين باختلاف مذاهبهم. فهي لا تعترف بصلب السيد المسيح له المجد. وتحكي الرواية ان السيد السيح انجب من مريم المجدلية بعد ان تزوجها. وسيعرض هذا الفيلم علي مستوي العالم من دول العالم في تحد غير مقبول لمشاعر المؤمنين بالعقيدة المسيحية. ونتساءل هل كل ما يخطه قلم الكاتب من خياله يجانب الحقيقة.. وكيف تجرأ هذا الروائي لأن يخلط بين الحقيقة الراسخة لعقيدة سماوية وبين خياله المريض.. انه بحق تصرف من الفوضي والسخف وتحقير الأديان.. وأنا أشك بل اؤكد ان هذا الكاتب غير مؤمن بالمسيحية فلو كان مؤمنا حتي بأي دين سماوي يعترف بالحقيقة لما تجرأ علي ان يقدم علي هذا العمل الضحل. وهل في الدولة التي يتبع لها هذا الرجل جهة مهمتها مراجعة مثل هذه الاعمال الحساسة فالدين هو حياة الانسان واستنارته وسعادته. ماذا حدث وما الذي يحدث.. اتنهد في عمق لارفع للرب صلاتي "رباه سامحنا واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا.. وارحمنا فأنت ارحم الراحمين" قضايا وتساؤلات كثيرة ستفرز جدلا عقيما. جميعنا في غني عنه هل افلست الجعبة.. هل ماتت في اعماقنا نقاوة الرغبة وما اصعب هذه الحقبة. انها بعض أيامنا الصعبة! وان كان الفاتيكان قد حرم علي اتباعه مشاهدة هذه الرواية كذلك طالب بادانتها وهنا لنا ان نتكلم بصراحة فالممنوع يصير مرغوبا فور قرار المنع لذا فالمنع سلاح ذو حدين كلاهما غير مقبول لدي غالبية البشر مما يحفز الغالبية حبا في الاستطلاع البحت بشتي الطرق للمشاهدة. كما اصدرت الكنيسة الارثوذكسية المصرية بيانا ادانت فيه هذا الفيلم وعارضته. كما نحيي العديد من الهيئات الاسلامية وبعض رجال الدين الاسلامي من علمائه الأفاضل علي موقفهم تجاه هذا الفيلم وتضامنهم مع اخوانهم في مصر وتأييدهم لموقف الكنيسة المصرية. كما نشيد ايضا بموقف فضيلة الشيخ عبدالحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوي بالازهر الشريف الذي صرح قائلا "ان أي عمل يقدم معلومات مضللة ومغلوطة عن حياة السيد المسيح عليه السلام أو نبي من الأنبياء يمثل اهانة للاسلام ولجميع البيانات الاخري. ولابد من منعه فورا" كما اضاف فضيلته قائلا: ان الازهر يرفض أي عمل من شأنه العدوان علي شخصية السيد المسيح بالصاق احداث غير صحيحة بحياته. وان النيل من نبي الله عيسي "عليه السلام" هو "جريمة لا تغتفر" وان المسلمين مأمورون ان يبروا أهل الكتاب. ومن باب البر منع القدح في عقيدتهم". إلي هنا انتهت هذه الآراء الرائعة لعالم مسلم يعرف قدر السيد المسيح والذي أساء إليه ديدات فيما كتب وهذا هو إسلام المصريين.. كما نقارن بين ما أدلي به الشيخ عبدالحميد وما خطه براون في روايته المزعومة وهنا أتذكر مقولة أو فقرة من أشعار كبلنج الإنجليزي، حيث قال: "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا"، أعتقد أن كبلنج لم يخطئ لأن روحانية الشرق وإفراز التدين الصحيح لرجاله وعلمائه من المسلمين والمسيحيين يرقي بكثير علي الفكر الغربي مع احترامنا لبعض المستشرقين المنصفين لحضارتنا القبطية والإسلامية. فالغرب بماديته لا يعطي أهله ما نملكه من وقار للأديان ان ارتقاء المادة فوق طبيعة الروح أصبح سمة تسود علي الفنانين والمبدعين وهذا يضعف دور الفنان ولا يصل به إلي الترقي المنشود في عالم طغت عليه المادة وأصبح فيه من يتجه نحو الله يعيش في صراع روحي عنيد، والسيد المسيح له المجد خير بين المادة والله حينما علمنا بأن الإنسان لا يستطيع أن يعبد سيدين إما والمال إما الله. والاقتراح الخاص بعرض الفيلم علي الأزهر الشريف هو اقتراح بناء وفق ما جاء علي لسان فضيلة الشيخ عبدالحميد.. وكم يكون رائعا أن تكون هناك لجنة مشتركة من الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية المصرية وباقي الكنائس تجتمع علي رأي واحد ويصدر البيان المشترك من الأزهر والكنيسة فيكون موضع تقدير واحترام من كل المصريين ولهم. ومن شأن هذا البيان المشترك أن يصحح مفاهيم كثيرة في عقول بعض المصريين من أصحاب الديانتين. وعلي الكنيسة أن تبادر بتسجيل رأيها مع الأزهر الشريف ضد هذه الشراسة الغربية المادية والملفقة.