تحرك محمود وجهد رائع ذلك الذي أقدم عليه الرئيس مبارك تجاه اشتعال الموقف بين سوريا والمجتمع الدولي الذي يستمد قوته من اعتماده الأساسي علي مجلس الأمن. وجاء هذا التحرك انقاذا للموقف السوري مما قد يحيق به من ملابسات وربما شواهد تفضي الي ادانته مرارا يثبت لنا مبارك انه الربان الماهر الذي يسعي لانقاذ السفينة من لجة الغرق. ان التحرك المصري كان له ثقل قوي ربما يناقضه البعض ممن لا يرغبون السلام في منطقتنا الملتهبة. ومن هنا جاء حرص الادارة المصرية في الوقت الذي باتت فيه ساحتنا العربية مشتعلة في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وما يحدث في ايران تجاه مفاعلاتها النووية واليورانيوم وتخصيبه. وكذلك السودان الذي لم يحل مشكلاته بعد. ولا ننسي ذلك التطور والتحول السياسي والديمقراطي والتوجه صوب الاصلاح الذي نؤمن انه لن يأتي إلا بنا وليس من خارجنا. خلال فوران كل هذه الأمور في أرضنا العربية يطرح المجتمع الدولي قضية سوريا إزاء لبنان وما أثاره خدام من تصريحات اشعلت النيران حول سوريا. وكانت زيارات السنيورة ومجيء بشار الي شرم الشيخ افرازا لجهود مصرية مخلصة وقد شاركت في هذا التحرك دولة السعودية الشقيقة لانقاذ سوريا التي باتت شبه محاصرة من رأي عام هائل في العالم لما أثير نحوها من شبهات. وتبقي ان تعيد الادارة السورية حساباتها جيدا وتدرك انها بالحكمة والوضوح وحدهما سيكون المخرج والوصول الي السلام المنشود والخروج من المأزق. لابد من مواجهة الحجة بالحجة والكلمة بكلمة أكثر منها تبيانا ونصاعة. وليس بالشتائم والتجريح كما حدث من نواب الشعب في سوريا للرد علي خدام. لقد كان بالأحري ان تقام المواجهة بالأدلة المقنعة البناءة وبالحقائق التي تقصر طريق النقاش وتحسمه. ان ما يحدث ربما يعود بنا الي الوراء مئات السنين. نحن في حاجة الي ان نتجرد من نزعة الهجوم والكراهية ونحل محلها الحب والتضحية والرغبة في التقدم نحو السلام الذي بدونه لا رخاء ولا استقرار وكذلك لابد من ان تتدخل كل الدول العربية لمؤازرة سوريا مهما كان موقفها فإن أي اهانة لرمز سوري هي مرفوضة لانها اهانة لكل العرب. ويكفينا عارا ما لحق بصدام وما جلبه علي نفسه وعلي أمته من هوان وازدراء. كان هو السبب الفاعل والرئيسي فيه. فإن احترام النفس نابع من ان تكون هذه النفس مؤمنة بالقيم والمثل العليا واحترام الذات. فبدون هذه المقومات لن يصبح الإنسان إنسانا. ان الجمود الذي يعانيه الشعب السوري سياسيا واجتماعيا أحد الأسباب التي تتيح للقوي المعادية دوليا فرصة محاولة التدخل في الشئون السورية الأمر الذي يهدد سلامنا جميعا. بالرئيس بشار الأسد أن يسعي لاشاعة مناخ جديد يتسع لحياة ديمقراطية أكثر تعددا وبراحا. مقويا لبنات مجتمعه قبل ان تصيبه الهشاشة ويدركه الذبول. ولم لا يتدخل العرب للاصلاح بين سوريا ولبنان محققين للطرفين ضمانات السلام اللازمة من خلال اجتماع طاريء وسريع لجامعة الدول العربية. لماذا لا نتحرك قبل فوات الأوان. حتي نحمي ليس سوريا فقط. بل نقوي كل بلادنا العربية من مغبة التدخل الأجنبي الذي أمسي حلما يحتمي برداء العولمة. ألسنا في حاجة الي ان نفكر بعمق لنحمي الأوطان من قوي تتقنع بأقنعة معظمها مصطنعة هدفها اذلالنا واضعافنا حتي لا نكون علي طريق النهضة والرقي فيستعبدنا الآخرون. ولتحقيق ذلك علينا ان نبدأ بتنقية أنفسنا من الداخل السنا يا سادة في عالمنا العربي في حاجة الي ان نحب بعضنا بعضا لأن هذا الحب الذي افتقدناه.. صير الاخوة اعداء.. تعالوا نتسامح ونتحد ونتكاتف لنمحو هذا العداء.. ونبني مجدا قديما افتقدناه!!