حذر الرئيس حسني مبارك من عواقب انهيار عملية السلام ومما يؤدي اليه العدوان الاسرائيلي الراهن من تقويض فرص استمرارها ونجاحها وقال ان المذبحة البشعة ضد المدنيين الابرياء في "قانا" هي شاهد علي انتهاك اسرائيل الصارخ للقانون الدولي وانزلاق عدوانها علي لبنان الشقيق لمنزلقات خطرة. واكد في كلمة وجهها امس حول العدوان الاسرائيلي علي لبنان ان مصر تدين بأقوي العبارات هذه المذبحة البشعة وتدعو لتحقيق دولي عاجل يكشف ملابساتها وتحمل اسرائيل مسئوليتها، كما تدين مصر بذات القدر ما اسفر عنه العدوان الاسرائيلي المستمر من سقوط العديد من الشهداء والجرحي ونزوح مئات الآلاف من ابناء لبنان وتشريدهم. واكد الرئيس مبارك ان العدوان الاسرائيلي ليس هو السبيل للتعامل مع الازمة الراهنة وان الحاجة الملحة والعاجلة انما تتمثل في وقف فوري غير مشروط لاطلاق النار بفتح الباب امام جهد دولي ينهي الازمة ويتعامل مع مسبباتها. وقال مبارك ان مصر تعرب عن اسفها وانزعاجها عن عدم التوصل لوقف فوري لاطلاق النار فلقد فشل اجتماع روما الاسبوع الماضي في تحقيق ذلك كما عجز مجلس الامن عن التعامل السريع والفعال مع العدوان الاسرائيلي وعن تحمل مسئوليته في الحفاظ علي السلم والامن الدوليين. واكد ان هذا التلكؤ والعجز علي حد وصفه ربما يعكس الاختلالات الجوهرية في نظام الامن الجماعي الذي تمثله الاممالمتحدة والقصور الذي يعتري النظام الدولي الراهن علي نحو ما سبق لمصر ان حذرت منه مرارا ودعت الي تصحيحه. واكد ان تزامن العدوان الاسرائيلي علي لبنان مع عدوانها المماثل علي الشعب الفلسطيني بالاراضي المحتلة انما يؤكد حقيقة ان توقف عملية السلام هو لب المشكلة وجوهرها، ويؤكد الحاجة لاعادة النظر في مسار جهود السلام والتقييم الامين لمسببات توقفها واخفاقها. وكشف مبارك عن انه اصدر تعليمات لوزير الخارجية احمد ابو الغيط لتكثيف التحرك المصري في الاطارين الاقليمي والدولي ومتابعة التحرك بمجلس الامن والتعبير بقوة ووضوح عن موقف مصر الثابت من الاعتداءات الاسرائيلية علي لبنان كما دعا المواطنين للمساهمة في دعم الشعب اللبناني.