جاءت المذبحة الاسرائيلية في "قانا" اللبنانية والتي اقدمت عليها الغارات الاسرائيلية فجر الاحد الماضي 30 يوليو 2006 فاستشهد من جرائها عشرات المدنيين من بينهم ما يربو علي 37 طفلا، 31 من النساء والشيوخ لتتمزق القلوب... وتنتهك المشاعر.. تنتحب الأحجار التي اختفت من تحتها جثث هؤلاء الشهداء لتزيد من عويل الانسانية.. وانتحار ما تبقي من مثل وخلق وبقايا من أوراق سبق أن تضمنت أحكاماً وقوانين واتفاقيات دولية.. لتضع قواعد وأسساً لعلاقات الدول.. وضمانات سلامة الشعوب والمدنيين في الحرب.. أو السلام.. فلا عزاء لمؤسساتنا الدولية.. ومنابرنا العربية.. فإن لله وان إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..!! قرية "قانا" مرة أخري.. فقد شهدت عام 1996 مذبحة سابقة نفذتها ايضا الطائرات الإسرائيلية إبان حكم شيمون بيريز عام 1996 من خلال غارات الغدر العسكرية الإسرائيلية في عمليات "عناقيد الغضب" وكان ضحاياها أيضا من المدنيين من سكان جنوب لبنان!! وإذا كنت في مقالي السابق عن "الموقف العربي ومخاطر الفتنة الكبري" والذي نشر بتاريخ 29 يوليو 2006 أكدت أن إسرائيل كانت تعد لهجومها علي قواعد "حزب الله" في اطار مخطط ضخم ينفذ حاليا وأن حادث اختطاف الحزب لجنديين إسرائيليين.. قد اتخذ ذريعة استخدمتها إسرائيل للقيام بعدوانها.. خاصة وأنها من خلال قيادتها العسكرية أصدرت توجيهاتها للجنود والقوات من الإسرائيليين المتمركزين بالاراضي القريبة من الجنوب اللبناني وقبل ستة أيام من خطف "حزب الله" للجنديين الإسرائيليين للاستعداد لمعركة عسكرية مع قوات هذا الحزب تم الاعداد لها من شهور. وعلي الرغم من الغضب العالمي.. والعربي.. الذي ازدادت جذوته بالمذبحة الإسرائيلية في "قانا".. فقد فشل وخذل مجلس الأمن الدولي في جلسته الطارئة عقب هذا العدوان الإسرائيلي البشع في اتخاذ قرار بالايقاف الفوري لاطلاق النار.. والذي أكد عليه رئيس الوزراء اللبناني بعد المجزرة والتي من جرائها ألغيت زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس.. لبيروت.. لتبقي في إسرائيل.. ثم تعود لبلدها.. وقد اقترنت الآمال بأن تفعل شيئاً بعد ان وقع الحادث العدواني علي "قانا" وهي في زيارتها بالمنطقة. إلا ان المخطط الأمريكي الإسرائيلي وظف الدبلوماسية الأمريكية.. الإسرائيلية لإجهاض أي خطوات ايجابية لوقف فوري لاطلاق النار لتحقيق ابعاد مخططاته المشتركة.. بتمهيد الارضية "لشرق أوسط جديد" و"الغلبة لهم" كما جاء علي لسان رايس من قبل!! ولن يكون ذلك إلا من خلال تجريد "حزب الله" من سلاحه.. واستبدال مواقعه في الجنوب بقوات تحالف دولية جديدة.. وهو ما يتطلب في تقدير رئيس الوزراء الإسرائيلي لأيام أخري قد تصل من 1214 يوما.. فغارات طائرات قواته كانت تقصف مدناً أخري في جنوب لبنان أثناء عقد مجلس الأمن لجلسته علي أثر عدوان "قانا".. وصدور بيان عن نتائجه أهم ما جاء فيه "العزاء للبنان وأسر الضحايا؟! وطلب تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة عن تفصيلات الحادث ونتائج التحقيقات حوله في مدي أسبوع من تاريخه".. وقد اعتبر البعض ان مجرد صدور هذا البيان.. كان إنجازاً وسيمهد بإذن الله.. لإيقاف نزيف الدم اللبناني!! ألم يكن أمام المجتمعين بجلسة مجلس الأمن عقب حادث قرية "قانا" الأخير صوراً أو نماذج أو أفلاما مسجلة.. عن نتائج العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل اطفال أبرياء ونساء وشيوخ... دون أي من مقاتلي "حزب الله".. أو العثور حتي علي رصاصة واحدة بين طبقات المبني الذي تهدم.. وأخرج رجال الانقاذ والدفاع المدني والمتطوعون اللبنانيون جثث الضحايا مشوهة.. أو محتضنة ما بين أم وطفلها.. أو ناظرة من حبات عيون بريئة إلي بارئها.. أرجو.. أن تعرض تلك الوثائق والأفلام التي رآها.. كل العالم من خلال السماء المفتوحة.. علي أعضاء المجلس في الاجتماع القادم.. مع ما قد يضاف لها من أفلام عدوانية إسرائيلية جديدة.. لا يعرف إلا الله سبحانه مداها للآن.. خاصة وأن العدوان مستمر وجثثاً جديدة تنتشل. ألم يكن أمام المجتمعين التصريحات الواضحة للمسئولة عن منظمة "هيومان رايتس" والتي أدلت بها عقب العدوان الأخير.. علي قرية "قانا" اللبنانية.. وأذاعتها كل الفضائيات المعنية.. والتي أكدت إدانة تامة لإسرائيل لأن المبني الذي استهدفته الغارات الإسرائيلية بعدوانها.. لم يكن به أي قوات "لحزب الله" ولم يكن به إلا المدنيون ومن بينهم الأطفال والنساء والشيوخ.. شهداء هذا العدوان البشع.. وعندما سألتها إحدي المذيعات لمحطة فضائية اذاعت تصريحاتها.. عما إذا كان هناك تعارض بين تصريحاتها "الواضحة".. وأي موقف آخر من الاحداث ورد في تصريحات أخري للأمين العام للأمم المتحدة.. قررت وأكدت "أن تقرير المنظمة التي ترأسها وبحثت حادث الاعتداء الإسرائيلي بكل دقة.. يدين إسرائيل ويؤكد علي أن هذا المبني