ارتكب الجيش الإِسرائيلي اليوم مجزرة في قانا اللبنانية جنوب لبنان بعد عشرة أعوام من ارتكابه مجزرة مماثلة في ذات البلدة أوقعت 109 شهداء كلهم من المدنيين. وأفادت محطة CNN التليفزيونية في تقرير لها بأن حصيلة العدوان "الصهيوني" الجوي الذي وقع صباح اليوم على منطقة قانا في لبنان قد ارتفعت إلى 65 قتيلاً. وكان شهود قد قالوا: إن عدة منازل ,وملاجئ في قانا قد انهارت نتيجة الهجوم الجوي الصهيوني الذي تسبب في تدمير مبنى من ثلاثة طوابق كان نحو 100 مدني يحتمون به. وأكدت تقارير إخبارية أن غالبية ضحايا المجزرة الصهيونية من النساء والأطفال, ولا يزال العديد من الأشخاص محاصرين تحت أنقاض المبنى المدمر. وذكر ناجون من المجزرة لقناة "الجزيرة" أن صاروخا سقط في الواحدة بعد منتصف الليل على مبنى يختبئ داخله عدد كبير بينهم 30 طفلا. وذكر مراسل الجزيرة أن 20 طفلا على الأقل كانوا بين قتلى المجزرة الجديدة. وقال مصدر أمني إن الطائرات استهدفت المبنى بقنابل فراغية مما أدى إلى تدميره بالكامل ومقتل الذين كانوا يختبئون فيه بينهم 20 طفلا على الأقل. وقال مراسل الجزيرة إن فرق الإنقاذ تعتقد وجود جرحى تحت أنقاض المنزل المكون من ثلاثة أدوار والواقع في حي الخربة. انتشال الجثث وانتشلت فرق الإسعاف في ساعات الصباح 22 جثة ومسنين كانا على قيد الحياة فيما واصل المسعفون البحث بوسائل بدائية عن ناجين آخرين نظرا لتعذر الوصول بسهولة إلى المكان. وقال مشارك في عمليات الإسعاف إن قصف البوارج الإسرائيلية على الطريق الموصل إلى البلدة القريبة من صور حال دون وصول المسعفين إلى مكان المجزرة بعد وقوعها. وانهارت عشرات المباني أو تصدعت في البلدة أو حدثت فيها فجوات جراء استهدافها بغارات جوية كثيفة طوال ليل السبت الأحد. وحمل متحدث عسكري إسرائيلي اليوم حزب الله مسؤولية سقوط ضحايا مدنيين في قانا متهما الحزب اللبناني باستخدام هذه البلدة قاعدة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وكان 109 لبنانيين سقطوا في بلدة قانا أثناء عملية عسكرية إسرائيلية سميت "عناقيد الغضب" عام 1996 بعد أن التجؤوا إلى مقر تابع للأمم المتحدة قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصفه. قصف البقاع وأفاد مراسل الجزيرة في البقاع اللبناني بأن الطيران الإسرائيلي شن غارات جديدة فجر اليوم الأحد على معبر المصنع الحدودي. وقال إن طريق بيروتدمشق قطع بفعل ثلاث غارات إسرائيلية استهدفت معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا. وقال مصدر أمني لبناني إن الطيران الإسرائيلي ألقى خلال الغارات الثلاث ثلاثة صواريخ جو-أرض على مسافة تتراوح بين خمسين ومائة متر بعد مبنى الجمارك اللبنانية في المصنع. ولم تفد المصادر حتى الآن بوقوع إصابات واكتفت بالإشارة إلى أن الطريق الدولية بين لبنان وسوريا انقطعت عمليا. وفي العاصمة بيروت تجدد العدوان الأحد عبر الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية، واستهدف القصف -الذي جاء بعد ثلاثة أيام من الهدوء في الضاحية- سيارة جيب نجا سائقها بأعجوبة. من جهة ثانية قام حزب الله اليوم بقصف مستعمرات شمال إسرائيل بأربعين صاروخ كاتيوشا، كما سقطت مجموعة من الصواريخ على مدن حيفا وطبرية وعكا. وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الصواريخ استهدفت حيفا وبلدات نهاريا وكريات شمونة وعكا، حيث سببت أضرارا بالغة في أحد المباني العامة وأدت إلى إصابة أحد السكان بجروح طفيفة. وتدور مواجهات عنيفة بين مقاتلي حزب الله وقوات لواء غولاني الإسرائيلي في منطقة مشروع الطيبة المواجهة للحدود اللبنانية الإسرائيلية في القطاع الأوسط، وقال تلفزيون المنار التابع للحزب إن جنديين إسرائيليين قتلا فيها. وقال مصدر أمني إن طائرات مروحية إسرائيلية أنزلت قوة فجر اليوم في مشروع الطيبة. كذلك دارت اشتباكات بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية في منطقة مارون الراس استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.