تزايد حدة الأزمة السياسية اللبنانية ومخاوف من تجدد الصراع الطائفي بعد ان قال الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إن جماعته ملتزمة بدعم حزب الله قبل محادثات برلمانية دعا اليها الرئيس اللبناني ميشال سليمان غدا الاثنين لاختيار رئيس جديد للوزراء يكون من شبه المؤكد أن يفوز حزب الله وحلفاؤه -ولهم 57 مقعدا في البرلمان- بأغلبية لاختيار السياسي السني عمر كرامي لرئاسة حكومة جديدة. وتحول جنبلاط الذي كان مواليا لسورية إلي المعسكر المناوئ لها بعد اغتيال الحريري لكنه غير موقفه مرة أخري وتصالح مع سوريا العام الماضي. واستقال وزراء حزب الله وحلفاؤه من حكومة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأسبوع الماضي قبل أيام من إصدار المحكمة الدولية لمذكرة اتهام سرية من المتوقع أن تتهم أعضاء من حزب الله بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وينفي حزب الله أن تكون له علاقة باغتيال الحريري ويقول إن المحكمة تخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية ووصف جنبلاط المحكمة بأنها أداة للتدمير. وبعد يومين من انتهاء وساطة قام بها وزيرا خارجية قطر وتركيا بالفشل يوم الخميس الماضي تتزايد حدة الأزمة السياسية التي أثارت المخاوف من تجدد الصراع الطائفي في لبنان. ويقود جنبلاط كتلة من 11 نائبا في البرلمان وتأييده ضروري لتحديد أي من الطرفين - حزب الله والحريري - يشكل الحكومة. وقال سعد الحريري إنه سيسعي لتشكيل الحكومة. وحث جنبلاط كافة الأطراف علي مواصلة الحوار وحذر من استبعاد أي طرف قائلا (إن أي محاولة إلغاء من طرف إلي طرف آخر هي مغامرة مستحيلة لا يمكن إلا أن تولد مزيدا من الانقسام). وفي النظام السياسي اللبناني لتقاسم السلطة يجب أن يكون رئيس الوزراء سنيا والرئيس مسيحيا مارونيا ورئيس البرلمان شيعيا. وأسقط حزب الله الذي تدعمه إيران وسوريا حكومة الوحدة الوطنية الهشة التي تزعمها سعد الحريري المدعوم من الولاياتالمتحدة والسعودية بعد أن فشلت الرياض ودمشق في التوصل إلي اتفاق يحتوي التوتر بسبب مذكرة الاتهام. واتهم حزب الله وحلفاؤه الولاياتالمتحدة بتخريب الجهود السورية السعودية بممارسة ضغوط علي الحريري كي يتوقف عن دعم هذه الجهود. وألقي الحريري باللائمة علي حزب الله في فشل هذه المحادثات.