تعهد سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان بالتعاون الوثيق مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان من أجل تشكيل حكومة جديدة. ودعا في أول تصريحات له بعد انهيار حكومته إلي الحوار وتغليب العقل علي التشنج، حسب وصفه. وقال الحريري بعد اجتماعه مع سليمان إنه وسائر الحلفاء والأصدقاء في المجلس النيابي، سيشاركون في الاستشارات النيابية، وسيتعاونون مع سليمان إلي أقصي الحدود في سبيل تشكيل حكومة جديدة تلتزم مقتضيات الوفاق الوطني، وتشكل فرصة للبلاد لتغليب منطق العقل علي عوامل الاحتقان والتشنج. وأكد في بيان تلاه في القصر الجمهوري ألا بديل عن الحوار، وان أي جهة لن يكون في مقدورها أن تلغي جهة أخري في لبنان. وأكد التزامه بالانفتاح علي التعاون مع سليمان وكل القيادات، علي قاعدة الحوار الدائم والتوصل إلي حلول منطقية للقضايا المشتركة مهما كانت معقدة. وتنتظر الأزمة السياسية في لبنان بدء الاستشارات النيابية التي يجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع رؤساء الكتل البرلمانية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين لتسمية رئيس الحكومة الجديد وسط مؤشرات قوية باتجاه إعادة تسمية الحريري مجددا لتشكيل الحكومة. واستقبل الرئيس السوري بشار الاسد أمس وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وبحثا المستجدات علي الساحة اللبنانية. وتتجه الانظار نحو كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي خرج في صيف 2009 من قوي الأغلبية التي تضم الحريري وحلفاءه إلي موقع وسطي، حيث تحتل كتلة جنبلاط 11 مقعدا في البرلمان من ستؤيد في المرحلة المقبلة. بعد السقوط الدرامي للحكومة اللبنانية، والتوترات التي نتجت قبل إعلان محكمة العدل عن التقرير النهائي عن قضية اغتيال «رفيق الحريري» رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، كشف الموقع الاخباري الأمريكي «نيوزميكس» في تقرير له أن تقرير المحكمة سوف يتهم كلا من إيران وحزب الله بالتورط بشكل مباشر في عملية الاغتيال. واتهم التقرير الزعيم الروحي الإيراني آية الله «علي خامئني» أنه من أعطي الأمر باغتيال الحريري، وأنه من المتوقع أن يكشف تقرير المحكمة عن أن الحرس الثوري الإيراني بمساعدة حزب الله، حيث إن قائد «قوات القدس» في الحرس الثوري «قاسم سليماني» صدرت له التعليمات باغتيال الحريري وكلف بها قائد جناح العمليات في حزب الله «عماد مغنية». وأوضح التقرير أن الإيرانيين رأوا في الحريري عميل السعوديين في لبنان، وأن اغتياله سيمهد الطريق أمام حزب الله للسيطرة علي لبنان، مشيراً إلي تورط مصادر سورية في عملية الاغتيال.