عندما أفلتت بعض أسماك القرش المحقونة من عدو لدود حقود في شرم الشيخ، قامت الدنيا ولم تقعد علي مصر ووزارة البيئة، كأنها نهاية العالم رغم أن فتوة العالم أمريكا تسجل حالات أسبوعية كما ذكرت جريدة اليوم السابع.وعندما أوقعت مصر بشبكة تجسس لصالح إسرائيل المربوطين معها بمعاهدة سلام، جن جنون العدو اللدود الحقود، وكأننا يجب أن نرحب بهم، ونترك لهم البلد سداح مداح!وعندما وقعت الجريمة القذرة من عدو لدود حقود لكنيسة القديسين قامت القيامة ليس من أجل الضحايا الأبرياء، وإنما للشماتة في مصر وتحريض العالم عليها بحجة أنها غير قادرة علي حماية المسيحيين، وكأنهم جاليات وليسوا أبناء مصر! رغم أن بلطجية العالم عندما انهار مبني التجارة العالمي لم تقم الدنيا علي أمريكا، وتتهمها بفشلها في حماية أبنائها!والترتيب العالمي للدول المعرضة للإرهاب والذي تضعه مؤسسة ميبلكروفت البريطانية Maplecroft يضع الصومال ثم باكستان والعراق وأفغانستان وفلسطين وكولومبيا المراكز الأولي، والولايات المتحدة المركز 33، أما مصر فخارج هذا التصنيف، فلماذا كل هذه الهوجة ضد مصر؟! الحقيقة الوحيدة المؤكدة من هذه الجريمة الحقيرة هي أننا في حالة حرب، ولا بد أن نعي الأهمية لهذا المنطق، ونعلي الهمة لهذا المنطلق. وإن كانت مصر - كما يخرِّف القردة والخنازير - عاجزة عن حماية المسيحيين، فكل المصريين علي أتم استعداد ليفدوا أشقاء الوطن والدم بأرواحهم؛ لأنهم إخوة من رحم الأم الواحدة مصر، التي تكشف المحن مدي الغل الدفين لدي بعض الدول من فشلها الذريع في تفتيت المجتمع الذي تذوب خلايا أبنائه في بعضها، أما الخلايا السرطانية المقتحمة للجسد فسيلفظها، ويكون مصيرها الحتمي هو الفناء.. الأمن ليس رجال الشرطة فقط، الأمن الذي سيحمي أشقاءنا المسيحيين هو الأكثر من 80 مليون مصري، فليفنوهم جميعًا لو أرادوا فتنة.. ووقتها سيري أولئك الكلاب معني المقاومة الشعبية لجرائمهم الوضيعة.. تلك المقاومة التي طيرت عقل نابليون في الحسينية والعدوان الثلاثي في القناة.. سيفاجأون بلمحمة شعبية تفوق ملاحمهم التي يخترعونها كما يخترعون تاريخهم.هم لا يدركون بحقدهم أن ما يفعلونه يزيد تلاحم الشعب وحبه.لا يدركون بغبائهم أن الشعب المصري كالجبال الرسوبية كلما تفتت، تلاحمت وقويت؛ لأن المصريين شعب عاطفي.. فأنا مثلاً اسمي عاطف؛ لأن أمي كانت تتمني أن تنجب طفلاً مثل عاطف وليم جارنا، وقد كان، وأنا تربيت في منزل عمي وليم بالزقازيق مع منير رفيق عمري، ومنذ عام 92 والكاتب العظيم يعقوب الشاروني يتبناني.كل الشعب المصري يعيش نفس تجربتي، وكل الشعب يعي تمامًا المؤامرة الوضيعة، وزاد وعيه بعد العملية الخسيسة لكنيسة القديسين التي لحمت شرخًا بسيطًا في نسيج المجتمع.ولو أن ذلك العدو اللدود الحقود لديه ذرة عقل لأدرك هذا، ولفكر في مؤامرة أخري غير هذه، لكنه لن يفهم؛ لأن الحقد سوَّد قلبه، فهو كالحجارة أو أشد قسوة، وأعمي عقله، فهو كالأنعام بل هو أضل. أحزنني كثيرًا أن مدرس ابني محمد صارح أبناءه الطلاب بأنه خائف من الذهاب إلي الكنيسة، وأنا لا ألومه، ولكن أقول له: لستم أقلية ولا مستضعفين.. أنتم نحن.. وسنفديكم بأرواحنا؛ لأنكم أرواحنا.