أعلنت جماعة الإخوان المحظورة انسحابها من الجولة الثانية لانتخابات مجلس الشعب بعد فشلها في إحراز أي مقعد في الجولة الأولي. قرار انسحاب المحظورة جاء كما يقول المرشد العام للجماعة بعد مراجعة مجلس شوري الجماعة الذي قرر بغالبية 72 في المائة مقاطعة الانتخابات.. رداً علي الإسقاط المتعمد للإخوان. الحقيقة أن الإخوان أسقطوا أنفسهم في الانتخابات لأنهم لم يستغلوا فرصة ذهبية أتيحت لهم في البرلمان السابق لخدمة الناس.. والقيام بدور فعال ومشاركة إيجابية لحل مشاكل المواطنين بوجود حوالي 88 نائباً منهم، ولكنهم للأسف انزلقوا ل .تفاهات. وانشغلوا برفع شعارات جوفاء.. والدخول في مهاترات وخناقات تضر ولاتنفع. فشلهم في هذه الانتخابات أمر طبيعي.. ويدركون أيضاً أنهم لن يحققوا شيئاً في جولة الإعادة.. لذلك وجدوا أن إعلان الانسحاب هو خير وسيلة للحفاظ علي ماء الوجه. أما حزب الوفد.. فقد حدثت مصادمات واشتباكات بين مؤيدي الانسحاب من الانتخابات.. ومعارضي الانسحاب الذين يجدون الفرصة للفوز ببعض المقاعد تحت قبة البرلمان بالإضافة للمقعدين اللذين أحرزهما .الوفد. في الجولة الأولي للانتخابات. الانسحاب ليس في صالح حزب الوفد.. لأن الفرصة متاحة أمامه للفوز بمقاعد أخري.. وأن تواجد مجموعة من نواب الوفد تحت قبة المجلس سوف يثري الحياة البرلمانية والنقاش والحوارات.. كما أن تواجدهم أيضاً سيدعم حزب الوفد في الشارع السياسي وليس فقط تحت قبة البرلمان.. بالإضافة لفرصة التعبير عن مشاكل الناس وهمومها وآلامها وطموحاتها والمشاركة الإيجابية في التشريع والرقابة.. والدفاع عن مصالح المواطنين. الانسحاب لن يفيد حزب الوفد.. بل يؤدي لضياع فرص كبيرة في المشاركة في صنع القرارات التي تهم جموع الناس.. والتشريعات التي يصدرها مجلس الشعب فيما يتعلق بقضايا الوطن والمواطن. الانسحاب يمثل نوعاً من السلبية والهروب من المعركة. الحزب أو النائب الذي ينسحب من المعركة الانتخابية.. يخذل الناخبين الذين وقفوا معه وساندوه في الجولة الأولي.