أي عاد أصاب الأمة في لغتها؟ أي خيبة تلك بل أي فضيحة نالت من شرف الأمة وكيانها؟! إلي أين أيتها اللغة العريقة أسفاً وخجلاً منك أيتها الغالية فكم قدمك الإعلام العربي علي أطباق باردة لا روح فيها ولا حياة!! إلي أين يالغة القرآن؟! ما لي أراك تهجرين ديار العرب فكم أهانوك وأنت الأصيلة؟ وكم أغضبوك وأنت العريقة؟ حملت لهم كتاب الله وما شكروك فرحوا بلغة الأعادي فأنكروك مهلا يا محرك القلوب والأفهام.. ألم يكن لك حق الرعاية والعناية والدرجة الرفيعة.. ألم يكن لك الوجاهة والصدارة قرونا طويلة.. كم كنت قبلة من لا لسان له ومحور من يحاور ويداور ولسان من يحاضر لك الجلال والمهابة.. لماذا ترحلين وإلي رحال من تضعين!! إسرائيل!! كدت لا أصدق مثل هذا القرار الخطير من وزارة التربية والتعليم في إسرائيل بتعميم دراسة اللغة العربية في جميع المدارس ابتداء من الصف الخامس الابتدائي اعتباراً من العام الدراسي القادم وتبدأ بالاستعداد من الآن في تجهيز أكثر من ألف معلم لغة عربية من اليهود غير ما هو موجود بالفعل.. ولا تتعجب فهذا ما اقترفته أيدينا!! الأطفال يا سادة في إسرائيل تدرس اللغة العربية وأطفالنا وآباؤهم يلهثون وراء المدارس الأجنبية وباقي مسميات اللغات علي اختلاف ألسنتها.. ناهيك عما يدور في مسلسلات تافهة وإعلام مريض بالسذاجة والعامية وأخطاء ارتكبناها ومازلنا نتمادي فيما حتي هربت اللغة الشريفة من بين أيدينا!! لك الحق فيما تريدين بعد أن أدرنا الظهور واختل منا اللسان.. حقاً نجحت إسرائيل في سلب الأرض وتغيير المعالم وبتر الأشجار وقطع الأغصان ومحو رموز العرب من جذورها والآن تبدأ غزوا جديدا من نوع عنيد تريد التدخل في أعماق التراث والثقافة الأصيلة العنيفة بعد تهويد المقدسات وفعل المحرمات إن هذه الفعلة النكراء ذات الأهداف الشعواء ليست حباً في اللغة العربية إنما سلاح جديد أقوي من الحديد يضاف إلي الترسانة العسكرية وباقي الأسلحة النووية.. الغزو الثقافي وما يضمن القوة في مستقبل الصراع بين دول المنطقة العربية.. أليس في هذا إهانة للدور الثقافي المصري في المنطقة العربية وأن الكيان العربي مستهدف من الخارج والداخل بتهميش لغة القرآن وإهانة لكل من هو عربي وإسلامي!! أيها السادة نحن في تراجع لغوي رهيب جعل مثل هؤلاء الأنصاف تقفز فوق القوالب ولا تصح المقارنة وحتي لا نصاب بالإحباط.. اهتمام بالغ من إسرائيل باللغة العربية ونحن نسعي إلي تعليم أجنبي أمريكي وفرنسي وانجليزي وهندي وما خفي كان أعظم طلاق بكل الأركان للغة القرآن التي تحولت إلي ملامح بلا جذور ولا هوية ولا انتماء ولا يبقي لنا إلا البكاء علي ما ضاع وما فات.. يا أخوة العرب احترسوا من هذا الهجوم الشرس وما تبيته إسرائيل من كيد أكيد وبأس عنيد تريد مصر أولاً صاحبة الأزهر الشريف الذي تراجع قليلاً عن أشياء وهو أهم الحصون ودرع الدروع للغة العربية وثقافتها وحامي حمي تاريخها العظيم.. أفيقوا أيها الناس وعودوا إلي الحق والأصول وتضميد جراح هذا الخلل الرهيب في كل المنظومة العربية التعليم والثقافة والإعلام والرسالة والدور والأهداف.. إسرائيل يا سادة تشتري تراث مصر الثقافي وما تصنعه مؤسسة مردوخ ليس بخاف علي أحد.. نعم للغة العربية علي أرض العرب ولا لأي توليفة تحط من شأنها أو تمحو دورها سوف ينقشع كل هذا السحاب إذا نفضنا الكري عن العيون وعدنا ننظر إلي النجوم لنستعيد الرفعة كما كانت ونعمق الفكرة في نفوس الأبناء.. لغتي العريقة لا تلق بالا لتلك الأفاعي مهما تحركها الدواعي!! Email: elshudfe*gmail.ocm