لاعب موهوب ك «الثعلب» يجيد اقتناص الفرص وأنصاف الفرص أيضًا، معلق نادر لديه حس كوميدي يجذبك على متابعته دائمًا والبحث عن صوته بين عشرات المعلقين، تعليقاته على الأهداف والفرص ستظل خالدة في أذهاننا، ولعل أشهرها «غمزة وهمزة ولمزة» و «خش التاريخ يا راجل». توفي، اليوم، الكابتن حمادة إمام، العلامة البارزة في تاريخ كرة القدم المصرية، بعد أن أمتع جمهور كرة القدم المصري بأهدافة الجميلة، وتعليقاته الاستثنائية على المبارايات المصرية والعالمية، حيث كان لثعلب الملاعب تعليقات حفرت بحروف من نور في وجدان كل مصري عاشق للساحرة المستديرة. تلك الكلمات التي قالها إمام أثناء تعليقه على مباراة الأهلي وريال مدريد الأسباني التي أقيمت في القاهرة في 4 أغسطس عام2001، وفاز الأهلي بهدف دون رد، فعندما راوغ حسام غالي حارس مرمى الفريق الأسباني وجد إمام أن الفرصة سانحة للأهلي لإحراز الهدف في مرمى نادي القرن في العالم فقال: «وهوبااااااااا.. خش التاريخ يا راجل» وعندما تصل الكرة إلى «صنداي» ليجد المرمى خاليًا فيسكن الكرة الشباك ليتلوه صوت المعلق بين صيحات الجماهير التي ملأت ستاد القاهرة. أودع «روماريو» الكرة في مرمى السويد ليتحول حارسها «توماس رافيللي» ابن بلدة «فيميربي» في جنوب البلاد إلى اسم فائق الشهرة لدي الجمهور المصري، وتتحول جملة حمادة إمام إلى جملة كلاسيكية متعددة الاستخدمات، بداية من عالم كرة القدم حتى العلاقات الشخصية، خاصة فيما يتعلق بإظهار روح التشفي والانتقام وإعداد الأسافين والمكائد. في برنامج السهرة الرياضية، كان إمام يعلق على هدف في الدوري الياباني، فكان إحدى الفريقين، والذي أحرز هد المباراة، يلبس «تي شيرت» يحمل إعلان لشركة «هوندا» للسيارات مكتوبًا على الظهر فحصل لبس لدى الكابتن حمادة، وقال الآتي : هوندا ماشي بالكورة، لعبها ناحية اليمين، راحت لهوندا، لعبها عرضية نموذجية، دخل و حطها جوووووووووون، مين اللي حطها ده ؟، مش ممكن !!، هوندا برضه، أصل هوندا ده اسم منتشر قوي في اليابان زي أحمد و محمد عندنا كده. كان إمام يعلق علي إحدى مباريات المنتخب المصري، وكان ولده، الكابتن حازم إمام، يلعب وكان هناك لاعب يتقدم نحوه ليلتحم معه بقوة، فصرخ إمام وسط كلامه بإنفعال: حاسب يابني ! وحين يكون الثعلب يعلّق على مباراة في بورسعيد، وسط الجمهور، تنهمر عليه تعليقات الجمهور مثل: «والله يا كابتن حماده إنت وشك حلو علينا، بس الحكم أبن ال(...) اللى ما هيورد على جنه ده هو اللى مبوّظ الماتش»، وآخر يسأله فى وسط المباراة «يرضيك كده يا كابتن حمادة اللعيب المكسّح ابن ال(...) اللى مش عارف يشوط الكوره ده» .. فيقوم الكابتن حمادة بشكر الرجل الذي شتم، وشكر الحكم الذي شُتم، وطلب المسئولين، كالمعتاد: «اعملوا كابينه للمعلّقين، عشان ماينفعش اللى بيحصل ده». سيظل ثعلب الملاعب، الكابتن حمادة إمام، معلقًا في قلوب محبية بمواقفة الطريفة وتعليقاته المحفورة في الأذهان، وأهدافه الذهبية، طوال مسيرته الحافلة بالإنجازات.