هموم الناس سر ابتسامة صدام قبل الإعدام الشعور بالهزيمة وخيبة الأمل حيال السياسة الأمريكية سواء في العراق أو أفغانستان بات واضحا في وسائل الإعلام الأمريكية التي تتباكي اليوم علي صدام حسين وتصفه بالبطل بعد أن كان إرهابياً ومطلوب تصفيته جسديا بالأمس القريب. منذ أيام روجت الميديا الأمريكية لرسالة جندي أمريكي في العراق كان قد أرسلها لزوجته يصف فيها لحظات إعدام صدام والتي عايشها بنفسه لحظة بلحظة.. يقول الجندي في رسالته لزوجته: .صدقيني إن الرئيس صدام يستحق الاحترام، فقد فتحوا باب زنزانته الساعة الثانية صباحاً بتوقيت جرينتش، وفوجئنا بقائد المجموعة المكلفة بالإشراف علي إعدامه يطلب من الحارسين الأمريكيين الانصراف ثم أبلغ صدام بأن تنفيذ حكم الإعدام فيه سيتم خلال ساعة.. وكان صدام حتي منتصف الليل يمارس حياته بشكل طبيعي دون أن يتأثر بالمصير الذي ينتظره حيث طلب وجبة من الأرز والدجاج المسلوق بعدها تناول عدة كئوس من الماء الساخن مع العسل وهو شرابه المفضل منذ طفولته.. وفي الساعة الثانية والنصف توضأ صدام وصلي ثم جلس علي طرف سريره المعدني يقرأ في المصحف الذي أهدته له زوجته. وفي هذا التوقيت كانت فرقة الإعدام تجرب حبال المشنقة وأرضية منصة الإعدام.. وفي الساعة الثالثة إلا الربع حضر اثنان من المشرحة ومعهما تابوت خشبي وضعاه بجوار منصة الموت.. وفي الساعة الثالثة إلا عشر دقائق وصل صدام إلي قاعة الإعدام، بينما وقف الشهود قبالة جدار غرفة الإعدام وكان من بينهم ممثلون عن الحكومة ورجال دين وقضاة وطبيب.. وفي تمام الساعة الثالثة ودقيقة بدأت عملية تنفيذ الحكم التي شاهدها العالم بأسره من خلال كاميرا كانت في زاوية الغرفة، حيث قرأ مسئول رسمي حكم الإعدام، في حين كان صدام ينظر إلي المنصة التي يقف عليها بكل رباطة جأش وشجاعة تشبه المعجزة وغير مكترث بما يجري حوله.. وعلي النقيض تماماً كان جلادوه يرتعدون خوفا وبعضهم كان مقنعا بأقنعة المافيا والعصابات خوفا وذعرا من أن يراهم صدام، وأنا أيضاً كنت خائفاً وكدت أهرب جريا من غرفة الإعدام عندما رأيت صدام مبتسما بعد أن نطق شهادة المسلمين .لا إله إلا الله محمد رسول الله... في هذه اللحظة توقعت أن صدام يبتسم لأن المكان مليء بالمتفجرات وأننا وقعنا في كمين نصبه لنا أنصاره، فليس من المعقول أن يبتسم إنسان قبل إعدامه بلحظات.. ويستطرد الجندي الأمريكي في رسالته لزوجته قائلاً: .ما سر ابتسامة هذا الرجل وهو واقف علي منصة الإعدام.. أؤكد لك يا زوجتي أنه كان ينظر لشيء ما ثم كرر شعار المسلمين .لا إله إلا الله محمد رسول الله. بكل قوة وصلابة وكأنه حصل علي شحنة معنوية قوية.. كان ينظر إلي شيء ما جعله يبتسم، وظلت الابتسامة علي وجهه قبل وبعد تنفيذ الحكم.. إنني لا أعلم مدي صحة ما يردده المسلمون في العراق من أن الشهداء يدخلون الجنة مباشرة ولا يشعرون بألم الموت.. يقولون إن الشهداء هم الذين يتعرضون للقتل علي يد الكفار ونحن في نظرهم كفار ومن ثم فإنهم يعتقدون أننا قدمنا لصدام هدية عظيمة عندما قتلناه.. أكتفي بهذه المقتطفات من رسالة الجندي الأمريكي التي وصف فيها لحظات إعدام زعيم عربي فضل الموت واقفا علي الحياة ذليلا.. فطوبي لمن يفضلون الموت واقفين علي الحياة راكعين.. ورحم الله صدام حسين شهيد العروبة والإسلام.