أفادت مصادر استخبارية غربية بأنه تم اكتشاف جهاز تنصت ذكي كان مخبأ داخل حجر في منشأة فوردو النووي الإيرانية. وذكرت صحيفة "صاندي تايمز" اليوم الأحد أنه بعد أن اكتشفت السلطات الإيرانية الجهاز قامت بتفجيره ذاتيا . ونقلت الصحيفة عن مصادر مخابراتية لم تسمها، أن دورية للحرس الثوري الإيراني وجدت صخرة عرقلت عملها، وهي تقوم بالتحقق الروتيني من سلامة الخطوط الهاتفية والكهربائية الممتدة إلى "فردو" من مدينة قم المجاورة، وعندما حاولت نقلها من مكانها انفجرت، لأن الجهاز بداخلها من نوع يدمر نفسه متى تم لمسه، كما يبدو. وأدى الانفجار إلى قطع الكابلات الرئيسية وعطل عام في شبكة الكهرباء بالمحطة، التي زارها خبراء متفجرات وعثروا بعد فحص المكان على قطع وأجزاء متناثرة اتضح لهم بعدها أنها من جهاز بإمكانه نسخ معلومات وبيانات تتداولها الحواسب الالكترونية، وكان موضوعا عند تلة تغفو تحتها منشآت "فردو" ليتنصت على اتصالاتها. وكانت اتهمت إيران فى السابق شركة "سيمنس" الألمانية بزرع عبوات ناسفة صغيرة داخل معدات زودت بها إيران لغرض تفجيرها في منشأة لتخصيب اليورانيوم غير أن الشركة رفضت الاتهام جملة وتفصيلاً. ويأتي الكشف عن جهاز التنصت بعد أن أعلن فريدون عباسي رئيس الوكالة النووية الايرانية، في كلمة ألقاها باجتماع عقد الأسبوع الماضي داخل مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، عن ما اسماه "عملية تخريب" طالت الأسلاك الكهربائية الممولة "محطة فردو" بالطاقة، فتوقف بسببه تخصيب اليورانيوم وقتها طوال أسابيع في "فردو" البعيدة بجوار مدينة قم 130 كيلومترا عن طهران. واتهم أعضاء لم يسمهم من لجان التفتيش التابعة للوكالة بتدبير الحادث ، قائلا "إنهم أبدوا استعدادهم بعد نصف ساعة من الحادث بتقديم الخدمات، فكيف علموا به بعد دقائق من حدوثه"، ثم اتهم "إرهابيين ومخربين بأنهم توغلوا في الوكالة، وقد يتخذون قرارات سرية تعوق سيرها وتقدمها" بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء. وتجدر الإشارة الى أن "فردو" هي إحدى أهم محطات التخصيب الايراني، فبناؤها تم سرا في 2006، تحت عمق 80 مترا أسفل هرم جبلي غني بصخور صلبة لحمايتها من أي هجوم، لكن المخابرات الغربية كشفت في 2009 عن وجودها.