وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الثلاثاء، إلى روسيا الاتحادية، في زيارة تمتد ليومين يعقد خلالها مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تستهدف تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات. وقد دخلت الطائرة الرئاسية المصرية المجال الجوي الروسي يُرافقها سرب من المقاتلات الروسية، مصطحبة إياها حتى هبوطها في مطار مدينة سوتشي، حيث كان سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية في استقبال السيد الرئيس. وصرح السفير إيهاب بدوي، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه عقب مراسم الاستقبال التي تضمنت استعراض الرئيس لحرس الشرف وعزف السلام الوطني للبلدين، وتفقد الرئيس عددًا من المعدات والتقنيات العسكرية داخل ساحة المطار، ثم توجه إلى مجمع "لأورا" لمنافسات التزحلق على الجليد والبياتلون بمبنى استاد البياتلون، حيث كان في استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي اصطحبه في جولة بالمجمع، شاهد خلالها الرئيسان تمرين رماية بالذخيرة الحية لفريق الرماية القومي الروسي، فضلًا عن تفقدهما لبعض الملاعب بالمجمع. وقد قام الرئيسان عقب ذلك بزيارة قصيرة إلى منطقة روزا خوتر السياحية، تناولا خلالها منفردين الشاي في أحد المقاهي قبل التوجه بالمروحية إلى قصر بوتشاروف روتشييه مقر إقامة الرئيس الروسي، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية، تلتها مباحثات موسعة على مأدبة غداء أقامها الرئيس الروسي تكريمًا للرئيس والوفد المرافق له. شهدت المباحثات المصرية الروسية استعراضًا لمجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، فضلا عن ليبيا، وذلك اتصالا بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع في العراق، وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية، وكذا الأزمة السورية، وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها. وأضاف بدوي، أن مكافحة الإرهاب كانت من الموضوعات ذات الأولوية على جدول أعمال جلسة المباحثات الثنائية، حيث توافقت الرؤى حول أهمية تضافر الجهود، وتكثيف التعاون في جميع المجالات ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، واتفق الجانبان حول أهمية قيام المجتمع الدولي بجهد جماعي لدحر الإرهاب والقضاء عليه. وأوضح، أن الزعيمين ناقشا، على الصعيد الثنائي، أطر تنمية العلاقات بين الجانبين في جميع المجالات، وقد تم إطلاع الجانب الروسي، على التطورات السياسية والاقتصادية في مصر، خاصة ما يتعلق بالشقين الاقتصادي والاستثماري، حيث نوّه الرئيس إلى الحزمة التشريعية الجديدة التي تعكف مصر على صياغتها لتحسين مناخ الاستثمار، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ومن بينها بطبيعة الحال، الاستثمارات الروسية، التي سيكون مُرحباً بها في مصر. هذا، فضلاً عن تطوير التعاون في المجال السياحي، بالنظر إلى كون روسيا من أكبر الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، وكذا التعاون في مجال الطاقة، والمجالات الثقافية والعلمية والتكنولوجية. وعقب انتهاء مأدبة الغداء، عقد الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا، أعرب فيه الرئيس السيسي عن خالص شكره وامتنانه للرئيس بوتين لحسن وحفاوة الاستقبال فى منتجع "سوتشى"، مشيرًا إلى أن أجندة المباحثات بين الجانبين كانت موسعة ومتنوعة، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، سواء بالنسبة للخطوات الحالية نحو تحرير التجارة مع التجمع الأوراسى، أو لإقامة المنطقة الصناعية الروسية فى مصر. وأوضح الرئيس، أن الموضوعات الإقليمية والدولية كان لها نصيب كبير فى محادثاته مع الرئيس "بوتين"، حيث ناقش مع الرئيس الروسي تطورات الأزمة في غزة، وكذا الأوضاع في كل من ليبيا والعراق وسوريا. وقد توجه الرئيسان عقب ذلك إلى مرسى الفرقاطة "موسكو" التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس، وعقب تفقد الفرقاطة، توجه الرئيسان إلى منطقة الحديقة الأوليمبية، لمشاهدة عرض على الجليد للفنان الروسي إيليا أفيربوخ بعنوان " أضواء المدينة الكبرى" باستاد أيسبرج، تلاه عشاء خاص أقامه الرئيس الروسي للرئيس بأحد المطاعم