تباينت ردود الأفعال العالمية والدولية حول مراسم تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوليه مقاليد البلاد أمس في مشهد تاريخي كثامن حاكم لجمهورية مصر العربية منذ ثورة 1952التي أطاحت بالنظام الملكي ورصدت الصحف العالمية ووكالات الأنباء الأجنبية مراسم تنصيبب الرئيس المصري وكذلك خطابه عقب حلفه لليمين الدستورية فقالت وكالة الأنباء الفرنسية أن السيسي رجل شديد التدين وحريص علي آداء الصلوات في أوقاتها وان زوجته تشبه معظم النساء المصريات وترتدي الحجاب حسبما أكد أحد مساعديه الذين خدموا معه في الجيش. بالإضافة إلى ذلك أكد العديد من مؤيدي السيسي للوكالة الفرنسية، أنهم يرون في السيسي أملهم في تحقيق الاستقرار والقضاء على الإرهاب وإنعاش الاقتصاد الذي تحطم خلال السنوات الثلاثة الماضية. كما أكدوا أن السيسي يشبه في شخصيته وأفعاله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في وطنيته وعشقه لوطنه مصر ونشرت وكالة أنباء رويترز أنه جاء الوقت أن تتنفس مصر الصعداء بعد سنوات مديدة من الثورات وعمليات العنف والاضطرابات وانهيار اقتصادي شرس منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وترى الشبكة الإخبارية أن الشرطة والجيش المصري قد أثبتوا جدارتهم بحماية مصر من الأعمال الإرهابية حتى ذلك اليوم المشهود بتاريخ مصر الذي قام الجيش فيه بحماية موكب الرئيس السيسي وتأمين طريق الوفود إلى القصر الرئاسي بالمدرعات والدبابات والقوات العسكريه المنظمة. وأعربت منظمات حقوق الإنسان العالمية من جانبها، عن أملها لدخول مصر إلى عهد جديد ينعم بالحرية والديمقراطية وإنقاذ الاقتصاد من عبث الأيادي المخربة، مشيرة إلى رغبتها في رؤية مصر جديدة تنأى بعيدا عن انتهاكات حقوق الإنسان. وعلقت الشبكة الإخبارية، أن السيسي أصبح مصب أنظار المصريين والعالم لتحقيق إنجازات غير مشهودة بمصر - كما يتطلع إليها المصريون وأضافت رويترز.. أن السيسي أمامه 100 يوم يراقبه فيها العالم عن كثب ولو لم ينجز بتحقيق مصالح المصريين وتحسين أوضاع المواطن المصري المتدهورة فإنه سيلاقي مصيره كغيره من الرؤساء المخلوعين السابقين الذين أطيحوا من الحكم على أيدي ثورات شعبية عنيفة. وأضافت الشبكة الإخبارية: أن الدول الغربية كانت تعيش على أمل الإطاحة بنظام مبارك وبناء نظام جديد قائم على أسس راسخة من الديمقراطية، الأمر الذي دفع الدول الغربية لترقب إحياء عهد الديمقراطية خلال عهد التحول السياسي بمصر وتنصيب السيسي لحكم البلاد. فيما رصدت إنترناشيونال بزنس تايمز مراسم تنصيب السيسي رئيسًا لمصر وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، في كلمة له بمناسبة الحدث: "نحن نتطلع أن يتخذ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطوات إيجابية لتنفيذ الحقوق الواردة في الدستور المصري من خلال فتح المجالات السياسية أمام بلاده وخاصة فيما يتعلق بحرية التعبير وتكوين الأحزاب". وفي النهاية، شددت الصحيفة على التحديات الكبيرة التي ستواجه السيسي أمام العالم العربي نظرا لدور مصر الريادي بين الدول العربية، التي بدأت تترنح بعد مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية طوال الثلاثة أعوام الماضية، موضحة أن السيسي لديه العديد من المشكلات الاقتصادية ومشاكل أخرى مثل مكافحة الفقر لمعالجتها وسط المخاوف بظهور معارضة من النوع الذي قد يعوقه للتغلب على هذه المشكلات - حسبما زعمت الصحيفة وذكرت صحيفة دايلي تيلجراف البريطانية أن الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسى" أدى اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا، متوليا حكم مصر في دولة تعاني سلسلة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وأضافت الصحيفة أن مراسم اليمين الدستورية جاءت بعد أقل من عام من الإطاحة بنظام حكم الإخوان المسلمين استجابة لمطالب الشعب المصري. وتابعت الصحيفة قائلة إن "السيسى" تعهد بالسعي لإنعاش الاقتصاد المصري، متعهدا ببناء 26 منتجعًا سياحيًا, 8 مطارات جديدة، 22 منطقة صناعية. ونوهت الصحيفة أن مؤيدي السيسى تجمعوا خارج المحكمة الدستورية العليا ملوحين بالأعلام المصرية، حاملين صور الرئيس الجديد. ونشرت وكالة بلومبرج الأمريكية أن حب وتقدير الدول للسيسي سيجلب على مصر نهضة غير مسبوقة حيث أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن دعمها لمصر بمليارات الدولارات للمساعدة في إحياء ونهضة الاقتصاد المصري المنهار الذي عانى ويلات أعمال العنف والاضطرابات . ومن جانبه أعلن وزير الخارجية الإماراتي أحمد جابر تقديم دولته دعم عاجل للحكومة المصرية مثل صندوق النقد الدولي لإبراز مرونة دولته في التعامل مع الإدارة الجديدة - حسبما ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية - . وأضافت الوكالة أن السعودية تسير على نفس المنوال، وتتبع نهج الإمارات في التضامن مع الحكومة المصرية الجديدة مشيرة إلى عقدها مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر في الأزمات المتلاحقة التي ضربتها خلال العقدين الماضيين. وتناولت الوكالة الإخبارية أنه بفضل مساعدات دول الخليج قد نهضت البورصة من جديد حيث سجلت ارتفاعًا مؤخرًا، محققه بذلك أفضل أداء في العالم مشيرة إلى أن حب السيسي الشعبي بالداخل والخارج سيجلب على مصر الرخاء والنهضة غير المسبوقة من خلال مساندة دول العالم له في طريقه خلال الإصلاح والإنجازات . فيما لخصت وكالة أسوشيتد برس" تاريخ مصر منذ تنحي مبارك حتى تسلم السيسي السلطة حيث نشرت وكالة "أسوشيتد برس" جدولًا زمنيًا للأحداث والتحولات الرئيسية التي شهدتها مصر على مدار 3 أعوام، بدءًا من تنحي الرئيس الأسبق مبارك عن السلطة حتى أداء المشير عبدالفتاح السيسي، اليمين الدستورية كثامن حاكم لمصر منذ ثورة 1952 التي أطاحت بالملكية أمس الثامن من يونيو للعام الحالي رئيسا للبلاد لمدة. قال موقع "دبكا" الإسرائيلي، إن الرئيس المصري الجديد، عبد الفتاح السيسي، هو الرئيس الوحيد في الشرق الأوسط الذي يتخذ خطوات حقيقية للحرب ضد حكومة المصالحة الفلسطينية، التي تم تشكيلها هذا الأسبوع، بتأييد من فتح وحماس، وهو الوحيد الذي يعمل من أجل إقامة الحقائق على الأرض بواسطة الخطوات التي يتخذها على حدود مصر مع قطاع غزة على حد وصفه. وأضاف الموقع الإسرائيلي، أن مصادره بالشرق الأوسط تؤكد أن السيسي إذا استمر في خطواته يستطيع أن يبطئ من حكومة المصالحة الفلسطينية الجديدة، وخاصة في منعها من العمل في بقطاع غزة