لايختلف إثنان على أن الأشهر الثمانية الماضية الماضية منذ ثورة الثلاثين من يونيو و الإطاحة بالرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسي كانت من الأشهر الأكثر دموية فى مصر والتى أحدثت شرخا عميقا فى جسد الأمة المصرية لم تشهده مصر طوال تاريخها الحديث وإتجاه غالبية الشعب لتأييد جيشه و قواته المسلحة التى تدافع عن وحدة الوطنوسلامة أراضيه والتمسك بثوابت الأمة المصرية فى وطن للجميع وتمسك شريحة صغيرة بدعم جماعة الإخوان التى كانت تتجه بالبلاد إلى الهاوية ولكن العناية الإلهية وتدخل الجيش فى الوقت المناسب أفسد هذا المخطط وتم حظر نشاط الجماعة وإعتبارها إرهابية بعد تزايد أعمال العنف المسلح فى الشارع المصرى نتج عنها عزلة شبه مجتمعية للمنتمين إلى هذه الجماعة. وعلى الرغم من أنه طوال هذه الأشهر خرجت العديد من المبادرات التى تهدف إلى المصالحة وتوقف العنف ولكنها جميعا بائت بالفشل نتيجة لإصرار قادة الإخوان فى السجون وخارج البلاد على الرفض التام أووضع شروط تعجيزية أمامها لتضيع الفرصة تلو الأخرى وتستمر وتيرة العنف فى التصاعد ضد قوات الجيش والشرطة وسقوط المئات وحرق المنشآت والمعدات وهو ما ساهم فى تأجيج مشاعر المجتمع ضد المنتمين والمؤيدين للجماعة المحظورة وبالتالى تصاعدت صيحات الرفض التام لآية مبادرات للمصالحة لتصبح بعيدة المنال بل مستحيلة على الأقل فى الوقت الحالى ولسنوات قادمة حتى أنه وعلى المستوى الشعبى يقول كثير من أنصار مرسي أنهم باتوا يشعرون بأنهم منبوذون لدرجة تمنعهم من التحدث مع من يخالفونهم فى الرأى. ومن الواضح أن ما يحدث على أرض الواقع من عنف وإرهاب مسلح فى الشارع من المنتمين لجماعة الإخوان أو لتنظيمات إرهابية تابعين لها يكذب كل الأقاويل التى تدعي سلمية المظاهرات التى دائما ما يخلف عنها قتلى وجرحى فكل يوم يسقط الشهداء من الجيش والشرطة فى حربهم ضد الإرهاب فى سيناء أو فى المحافظات الأخرى وخاصة بعد أن أضحى ذعر القنابل والهجمات الإرهابية مثل التفجيرات الانتحارية وإطلاق النار من مركبات متحركة تستهدف قوات الأمن في المقام الأول سمة غالبة في الأشهر الماضية كما أُضيف المسيحيون ومؤخراً السياح إلى أهداف تلك الهجمات وهو ما يؤكد أن المتظاهرين ليسوا سلميين وأن جماعة الإخوان المسلمين مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الهجمات الإرهابية الأخيرة على الرغم من إعلان جماعات جهادية مختلفة تتخذ من سيناء مقراً لها مثل أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عن العديد من تلك الهجمات. وأعتقد أن غالبية الشعب المصرى أصبحت تشعر بالإرتياح ويحدوها الأمل فى غد أفضل بعد التأييد الكاسح فى الاستفتاء على الدستور الجديد الذي أسفر عن موافقة 98 بالمائة من الناخبين عليه وهو ما يؤكد أن خارطة الطريق تسير فى الطريق الصحيح إضافة إلى مزيد من الأمل بعد إعلان المشير عبد الفتاح السيسى عزمه الإستجابة لمطالب الشعب بالترشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة بإعتباره الأمل الوحيد للمصريين للخروج من هذا النفق المظلم الذى تمر به البلاد . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.