القاهرة – اجمع غالبية المصريين على أن السنة التى تولى فيها الرئيس المعزول محمد مرسى حكم البلاد كانت من أسوأ السنوات التى مرت على هذا الشعب على الرغم من أن الأمل كان يحدوهم فى تحقيق ولو جزء يسير من الأهداف التى قامت من أجلها ثورة الخامس والعشرين من يناير التى أطاحت بالرئيس الاسبق مبارك وعصابته ولكن الرئيس المعزول وجماعته غرتهم السلطة وسعوا الى احكام قبضتهم وسيطرتهم على كافة مقاليد الحكم وتقسيم الشعب بين مؤيد ومعارض فصموا آذانهم عن مطالب هذا الشعب الذى أعطاهم صوته أملا فى حكم يحقق أحلامه البسيطة فى العيش والحرية والعدالة الإجتماعية ولم يحاولوا أن يقدموا للمواطنين البسطاء شيئ سوى تصدير الأزمات واحدة تلو الأخرى ورفض مرسي وجماعة الاخوان المسلمين الإستماع إلى مطالب الناس والعمل على تضييق هوة الخلافات العميقة مع الشارع لاقتناعهم بأن نصرهم الانتخابي يمنحهم شرعية كافية للحكم لكن بعد أن استنفذ معهم الجيش كل المحاولات المخلصة لوقف تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية قرر الجيش عزله إستجابة للمطالب الشعبية وحفاظا على أمن مصر القومى الذى تعرض للخطر بعد خروج عشرات الملايين إلى الشوارع تعلن احتجاجها باحثة عن الخلاص. وأعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين ومعها بعض المنتمين لتيار الإسلام السياسى الذين يبكون الآن على اللبن المسكوب ويملئون الدنيا ضجيجا بتظاهراتهم التى تتسم بالعنف وتسال فيها الدماء لا يحق لهم ذلك لأنهم تجبروا واستكبروا وغرتم السلطة والنفوذ فصموا آذانهم عن سماع صوت العقل المطالب بوضع حد للانقسام والتفاوض مع قوى المعارضة وكان آخر هذه المحاولات منذ نحو ثلاثة أشهر والتى كان قد توصل اليها مبعوث الاتحاد الاوربى برناردينو ليون بعد أشهر من الدبلوماسية المكوكية حيث وافقت قوى المعارضة على المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي هددت بمقاطعتها مقابل تعيين حكومة جديدة وإقالة النائب العام السابق الذى عينه مرسى وتعديل الدستور ولكن اصرار الجماعة وعنادها أدى إلى رفض هذه المحاولة . إننى أشفق على هؤلاء البسطاء المعتصمون فى رابعة العدوية وفى النهضة المغرر بهم الذين غيبوا عقولهم وساروا وراء مرشد الجماعة وقادتها الذين يدفعونهم دفعا للاحتكاك بالجيش والهجوم عليه لإخراج مرسى والعودة به الى كرسى الحكم وصدقوا أنهم سيدخلون الجنة إذا ماتوا وهم يحتضنون صورة الرئيس المعزول. خططت الجماعة لمظاهرات الجمعة الماضية التى وافقت العاشر من رمضان والتى اطلقوا علها "كسر الانقلاب" لكنهم إصطدموا بالواقع على الأرض من استعدادت وخطط محكمة لوقف آية محاولة للاحتكاك مع المتظاهرين المؤيدين للثورة والذين خرجوا يحتفلون بنصر العاشر من مضان مع قواتهم المسلحة .. اللهم أحفظ مصر وألهم أهلها الحكمة والرشد. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.