غاب الأزهر وفسد التعليم فأصبحت الكلمة العليا في أيدي مشايخ التكفير. الإرهاب صناعة سوداء ازدهرت في كل الأديان الصليبيون قتلوا عشرات الآلاف من المسلمين في المسجد الأقصى إرضاء للرب واليهود يقتلون الفلسطينيين تنفيذا لفتاوى الحاخامات والأخوان يذبحون ضحاياهم وهم يبسملون ويكبرون .. الحل الأمني مطلوب بشدة لمواجهة مؤامرات الداخل والخارج ..لكننا في حاجة ملحة إلى نظام تعليمي يتعامل مع الطالب كدماغ تفكر وليس ذاكرة تلقن قال الرقيب عمر محمد علي أن الإخوان وهم يقتلون صديقه أمين الشرطة الشهيد أحمد غريب طعنا بالمطاوي خلال مسيرتهم بمنطقة عين شمس يوم 13 فبراير الماضي كانوا يكبرون! وهذا ما يفعله "المؤمنون " في العراقوأفغانستانوسوريا ومالي .. البسملة ..فالتكبير .. ومنذ عدة سنوات شاهدت مقطع فيديو لبضعة "مؤمنين" ينتمون لإحدى الجماعات التي ترى أن الله اختصها بكلمته دون غيرها من البشر ينفذون " حكم الله " في "كافر" ..كانوا يصيحون وهم يحلقون حوله الله أكبر ..بينما أحدهم ينقض بسيفه على عنق "الكافر " الذي ارتعشت شفتاه.. ربما بالشهادتين ! وخلال حرب العشرية السوداء التي اجتاحت الجزائر كان "مجاهدو الجماعة الإسلامية تحت رئاسة أمير المؤمنين عنتر زوابري" تهاجم القرى المنعزلة وتقتل أهلها دون تفرقة بين شيخ وطفل وإمرأة ..وأحد أبشع هذه المجازر تلك المذبحة التي ارتكبتها الجماعة في قرية رايس في أغسطس 1997..حيث تم ذبح 400 شخص من أهالي القرية ..كان "المؤمنون " يداهمون المنازل ويذبحون الرجال و النساء والأطفال وهم يبسلمون ويكبرون حسب الشريعة الإسلامية ! ..وفي اليوم التالي أصدروا بيانا يزهون بما حققوه من نصر مبين على الكفرة في قرية الرايس..ويتوعدون كل كفار الجزائر بالذبح...وقد التقيت بالسفير العماني الأسبق في الجزائر الشيخ هلال السيابي والذي تعرض للاختطاف وآخرين خلال تلك الفترة من قبل " المؤمنين "..وحكى لي قصة اختطافه وكيفية الإفراج عنه ..وهالني ماسمعت ..قال أنه سأل أحد خاطفيه : ماذا ستفعلون بنا؟ فأجاب الشاب بهدوء مذهل : سنذبحكم !! ومنطق الجماعة الإسلامية أن الحكومة الجزائرية كافرة ..ومن لايتصدى لها حتى لو كان طفلا أو عجوزا فهو كافر ..والكافر ينبغي أن يذبح ..بالطبع على سنة الله ورسوله !وهو ليس منطق ..بل يقين ..! وأظن أن ما يجري في مصر الآن على أيدي "مؤمنوها " من قتل وتدمير ليس بعيدا عن يقين "مؤمنو الجزائر" ..لقد أعلن مرشد الأخوان الدكتور محمد بديع أن السيسي بعزله مرسي أتي بفعل يتجاوز هدم الكعبة .. ومن يهدم الكعبة فهو كافر ..وبالتالي فالسيسي موغل في كفره ..ومن يؤيدونه فهم كفرة ينطبق عليهم حكم الله ..الذبح ..لهذا ذبحوا سائق التاكسي بالمنصورة لأنه وضع صورة السيسي على سيارته ..! وأظن أن هذا مكمن المأساة ..كل يظن أن الله اختصه وحده بالحقيقة ..وبالتالي كل مختلف مع يقينه هذا الذي هو يقين الله ..فهو كافر ..ينبغي أن يقتل .. أين الحقيقة ؟ وخلال ندوة حول المصالحة الوطنية استضافتها جريدة المسائية يوم 12 فبراير الحالي ..قال الدكتور علاء رزق المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية أن مكمن المشكلة في اعتقاد البعض أنه يملك الحقيقة ..والحقيقة أنه لاأحد يملك الحقيقة ..فهبت فتاة منتقبة ..وتساءلت محتجة : كيف لايملك أحد الحقيقة ؟ وبدا من حديثها انزعاجها الشديد .. كلام الدكتور علاء رزق يمس ما تظنه بداخلها يقين ينبغي أن "تجاهد " من أجل تحقيقه ..وهذا مكمن الخطر ..لدى الشاب الذي يجلس خلفها أشياء تختلف عما لديها ..ويظنه أيضا يقينا ..وقد يكون لديه مثل ما لديها اعتقاد بأن إيمانه يظل منتقصا إن لم يجاهد لنشر الرسالة التي إئتمنه الله عز وجل عليها ..فإن نجح في الإطاحة برأس كل كافر يقف في سبيل نشر كلمة الله فهو النصر المبين ..وإذا أخفق وقتل فهي الشهادة ..أي في كلا الحالتين هو الفائز بإحدى الحسنيين .. والنتيجة ..مع يقين كل منا أنه وحده يملك اليقين يصبح هؤلاء الشباب" الجهاديون " أدوات في أيدي القوي الداخلية والخارجية المتصارعة ..لتزدهر مهنة مقاولي الأنفار ..هؤلاء الذين يغوصون في قاع المجتمعات بحثا عن شباب مؤمن متحمس لقضية كلمة الله ..وعن دار حرب تحقق له حلمه في إحدى الحسنيين ..فيرسل به مقاول الأنفار إلى سوريا أو العراق أو أفغانستان أو اليمن أو ليبيا أو مصر ..وما أكثر ديار الحرب في عالمنا العربي والإسلامي الآن ..ولأنه شاب في حاجة إلى من تشبع له غريزته في ديار حرب يتعذر فيها الزواج مثنى وثلاث ورباع ..يقوم مقاولو الأنفار بإقناع الصبايا من حرائر المسلمين بالتوجه إلى ميادين الجهاد للتسرية على "المجاهدين" تحت مسمى نكاح الجهاد.. وسيجازين على ما يفعلن بالجنة بإذن الله ! والنتيجة الكارثية عودة المئات منهم إلى تونس ..حوامل !!!! أين مكمن المشكلة ؟ ليست في القيادات ومقاولي الأنفار فقط ..بل في الشباب المؤمن الذي يتحول إلى وقود في حروب لاعلاقة لها من قريب أو بعيد بالجهاد ..بكلمة الله .بل ماهي إلا كلمة السياسيين والاستخبارات ومصالح القوى الإقليمية والدولية وكيف يصبح هؤلاء الشباب مجرد دمى في مسرح العرائس السياسي الذي لاعلاقة له بكلمة الله ؟ أظنها التنشئة الأحادية ..التي تتكيء على التلقين ..في البيت وفي المدرسة..وفي المسجد ..في مثل هذه التنشئة التلقينية ..يتحول الطفل إلى مجرد جهاز استقبال ..يعبأ بما يقال له ويحفظه عن ظهر قلب ..ليعيد تصديره إلى العالم قنابل وتفجيرات ..وغير مسموح لأحد أن يكون أيضا جهاز إرسال ..فالسؤال والحوار ممنوعان أو خروج عن الجماعة ..والجدل يؤدي إلى المروق والزندقة ..وهذا حال كل فكر عنصري أحادي ..أكثر ما يخيف أربابه الانفتاح على الآخر .. فحين أقدمت السلطات النازية يوم العاشر من مايو 1933على حرق مؤلفات 130 كاتبا في 20 مدينة ألمانية أسمت ذلك عملية تنظيف ! والمعني تطهير الروح الألمانية حسب ما أشيع في أدبيات تلك الفترة .. من أي فكر آخر لايتوافق مع الفكر النازي..ففي هذا الفكر خلاص للأمة الألمانية .. وهذا حال كل متطرف عنصري ..أحادي الفكر .. يعتقد اعتقادا جازما أن ما لديه وحده يقود شعبه أو شركاؤه في الدين أو العرق إلى الخلاص ..وغير ذلك هو الهلاك بعينه ..لذا ينبغي أن يحرق ..! وتلك الأحادية الفكرية تتحول إلى مستنقع يفوح بالكراهية لكل ماهو مغاير ..وتتأجج تلك الروح ليصبح الطريق إلى الخلاص هو التخلص من الآخرالمختلف .. والقول بأن لاأحد يملك مفاتيح الحقيقة لايعني أن عالمنا هذا بلا يقين .. لكن تختلف الرؤى حول أين هو هذا اليقين ..الإسلام ..الشيعة ..السنة ..الأباضية ..المسيحية ..الكاثوليك الأرثوذيكس ..البروتستانت ..اليهودية.. .الشيوعية ..الوجودية ..الفوضوية..كل يظن أن لديه وحده اليقين ..رغم أن غالبيتنا على ما ولدوا عليه ..وقليل منا من بحث ونقب وفكر وتوصل إلى ما يظنه الحقيقة ..بل نحن .. مسلمون أو مسيحيون أو يهود ..بالوراثة ..وكثير من المتشددين ..المتطرفين من المسلمين الآن ..لو شاءت الأقدار وولدوا في الجاهلية ..لناصبوا الرسول الكريم العداء ..وذبحوا أصحابه وهم يكبرون ..لهبل ! فضيق أفقهم يجعلهم يناصبون كل من يختلف عنهم العداء .. ..فإن كنت على يقين أن ما لدي هو الحقيقة ..فعلي أن أدرك أن هذا حال الآخر المختلف عني ..هو لديه يقين بأن ما لديه الحقيقة ..ومكمن الخطأ أن يدفعني ما أظنه يقينا وما يظنه يقينا بأن نتحارب ..ليفرض كل منا ما لديه على الآخر ! في حال مثل هذه سيتحول الكوكب إلى ميدان حرب لن ينجو منها أحد ..وثمة وصفة أكثر إنسانية وجدوى ..أن يحترم كل منا معتقد الآخر ..فإن كان يعنيه نشر معتقده فبالكلمة الحسنة .. .. ..وبدلا من الصراع بين فرقاء ..فأمامنا وصفة أخرى ..أن يحترم كل منا رؤية ..إن كان الآخر يظن أن الحقيقة لديه ..فلأحترم معتقده ..وليحترم بدوره معتقدي ..فأنا أيضا لدي يقين بأن الحقيقة معي وليست معه .. والصراع سيؤدي إلى القتل والقتل المضاد ..صراع سيمضي بنا حتى نهاية العمر ..ونهاية العمر لن تكون بعيدة ..بل قريبة للغاية ..ما دام كل منا قام بتحويل دماغه مخزنا للقنابل والمتفجرات ..للدفاع عما يظنه يقينا هو من وجهة نظر الآخر خزعبلات .. في خطبته الشهيرة في نوفمبر 1095والتي دشن بها الحملة الصليبية الأولى دعا البابا أورليان نبلاء أوربا أن يحولوا سيوفهم لخدمة الرب ..وخدمة الرب لاتكون إلا بتخليص القدس من أيدي الكفار ..لتصرخ الحشود في هيستيريا : هي إرادة الرب وزحفوا إلى القدس لتنفيذ مشيئة الرب ..ليرتكبوا بعد أن دانت لهم المدينة واحدة من أبشع مذابح التاريخ ..باسم الرب وهذا ماكتبه المؤرخ الانجليزي الشهير السير ستيفن رانسيمان في كتابه تاريخ الحملات الصليبية – الجزء الأول " عن تلك المجزرة :هذا النصر الكبير – يقصد المؤرخ اقتحام مدينة القدس – أصاب الصليبيين بمس من الجنون فاندفعوا في الشوارع واقتحموا المنازل والمساجد وأخذوا في تقتيل كل من يقابلهم ..يستوي في ذلك الرجال والنساء والأطفال ..واستمرت المذبحة طوال مابعد الظهر وخلال الليل كله ..ولم تشفع راية تانكريد في حماية اللاجئين بالمسجد الأقصى..ففي باكورة الصباح التالي اقتحمت عصابة من الصليبيين المسجد وقتلوا كل من فيه ..وعندما ذهب المؤرخ ريموند أوف جيليه في وقت متأخر من ذاك الصباح لزيارة الحرم الشريف كان عليه أن ينتقي مواطيء قدمه بين الجثث والدماء التي وصل ارتفاعها إلى ركبتيه ..وهرب يهود القدس في حشد واحد إلى كنيسهم الرئيسي ..لكن الصليبيين اعتبروا أنهم ساعدوا المسلمين فلم يظهروا تجاههم أية رحمة وأشعلوا النيران في المبنى واحترق اليهود جميعهم بداخله !!! وأمثال هؤلاء المخلصين المسيحيين لدينهم ..ثمة مخلصون يهود لدينهم ..ويصل بهم يقينهم الديني إلى حد تصور أن إرضاء الرب لايكون إلا بدمام الأطفال الفلسطينيين .. ففي 16 يوليو عام 2007أفتى حاخامات الضفة الغربية بأن الترحم على أطفال فلسطين ولبنان الذين يقتلون جراء القصف الاسرائيلي يؤذي أطفال اسرائيل ...!!! ومنذ ثلاثة أعوام أصدر أحد هؤلاء الحاخامات وهو يتسحاق شابيرا من مستوطنة يتسهار كتابا تحدث فيه عن جواز قتل الأطفال العرب والفلسطينيين باعتبارهم من " الأغيار " ..أي ليسوا من اليهود ..وذات الشيء فعله زميلاه شابيرا والحاخام يوسي اليتسو من مركز ‘يوسف' حيث أصدرا كتابا يحتوي على ارشادات لاستخدام طر ق حديثة لقتل غير اليهود تحت ذريعة أن أي إنسان غير يهودي في فلسطين ‘يشكل خطراً علي بني إسرائيل' إن كان مباشرا أو غير مباشر. وأباح المؤلفان قتل الأطفال وبنص صريح في حال استخدامهم كدروع بشرية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي .. وقالوا ان هذا مباح ومن تعاليم الكتاب المقدس وكما جاء في عشرات النصوص في الكتاب المقدس ومنها نص سفر حزقيال .. وعلى سبيل تنشيط الذاكرة فقد استخدم الجنود الاسرائيليون خلال الحرب على غزة الأطفال الفلسطينيين دروعا بشرية أثناء محاولاتهم اقتحام مواقع المقاومة الفلسطينية ..وبارك هذا السلوك كبار حاخامات اسرائيل ..مثل الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحركة شاس ..والذي كان يحرض الجنود الاسرائيليون على ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين العزل في قطاع غزة .. وفي كلمته الأسبوعية التي بثتها الاذاعة الاسرائيلية مؤخراوصف الفلسطينيين بأنهم "أشرار"، وتمنى "زوالهم من العالم". التعصب الأيديولوجي دافع الدافع للإرهاب ؟ في دراسة نشرت في دورية الشئون الخارجية الأمريكية عدد يناير /فبراير 2010 تقول الدكتورة جيسيكا سترين المحاضرة بجامعة هارفارد إن أبرز أسباب التطرف هو الشعور بالظلم سواء أكان شعورًا حقيقًيا أو حتى خياليًّا أو من نسج خيال صاحبه. وماتقوله المحاضرة الأمريكية نلمسه بجلاء في مجتمعاتنا العربية ..حيث تمثل البيئات الفقيرة والعشوائيات مفارخ للفكر المتطرف ..نتيجة لمشاعر الظلم السائدة بين أبنائها ..حتى لو كان إحساسا تعويضيا ..بمعنى أن أسباب الإخفاق في تحقيق الذات من خلال التفوق الدراسي أو المهني الاجتماعي قد يكون مرجعها الشاب نفسه ..كسله ..انتهاج الطريق الخطأ ..لكنه بدلا من الاعتراف بذلك يلقي بالمسئولية على المجتمع ..الذي حالت معاييره الخاطئة وغير العادلة دون أن يتحقق ..وقد يرى في الالتحاق بجماعة دينية متطرفة وسيلة لتحقيق الذات ..حيث يظن أن لديه ما ليس لدى الآخرين ممن تفوقوا عليه علميا ..ومهنيا ..بل ويصبح أميرا عليهم إن انضم بعضهم للجماعة ..فيأمر ويدعو..ويحلل ويحرم ..وعليهم الاستجابة على طريقة سمعا طاعة .. وينبغي التوقف أمام ماتقوله الباحثة من أن غالبية الإرهابيين والمتطرفين الذي يستندون في تطرفهم إلى الدين الإسلامي هم في أغلب الأحوال لا يعلمون عن الإسلام أي شيء ويجهلون المبادئ التي يحث عليها. فحين يعود جندي أمن مركزي من مهمة إلى مقر عمله بمديرية أمن الدقهلية ..الساعة الحادية عشرة مساء..ويتوضأ ويفترش سجادة صغيرة ليصلي العشاء ..ويهرع زميل له ليؤدي الصلاة خلفه جماعة .. وبينما هما ساجدان يسبحان بحمد الله سبحانه وتعالى ..يضغط آخر أسفل المبنى على زر التفجير وهو يبسمل ويكبر لينسف المبنى والجنديين الساجدين يسبحان بحمد الله والعشرات من زملائهما ..فيقينا ثمة خطأ .ليس في القتيل ..بل في القاتل الذي يقتل مسلما يصلي ويبسمل ويكبر ..ويقول أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..هذا يعني أن القاتل لايفهم دينه ..فدينه لايحث أبدا على قتل من يقول أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله ..! إرهابيون وضحايا ومن خلال معرفتي ببعض شباب قريتي الذين كانوا يترددون على مسجد السنيين بالقرية .. ومنهم الشاب عادل البيلي المتهم بالاشتراك في تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية ..حتى لو ثبتت التهمة على هذا الشاب فإني أراه وزملاءه ضحايا نظام تعليمي اتكأ على التلقين وليس التفكير ..فقدم خريجيه فريسة سهلة لمشايخ التكفير ..وهم أيضا ضحايا الأزهر الذي غاب عن قاع المجتمع المصري فأصبح هذا القاع فريسة سهلة لكتيبات ومشايخ التكفير .. وكثيرون يصيحون الآن عبر الميديا -عن حسن نية أو سوئها - أن الحل الأمني لن ينجح في القضاء على الإرهاب ..ولابد من محاورة واحتواء هؤلاء الشباب ! وهو قول لايجانبه الصواب ..لكن الحل الأمني حتمي الآن ..لأن غالبية الشباب الذين انزلقوا في مستنقع التطرف هم من أصحاب الفكر الأحادي الذين تحولوا إلى دمى في أيدي تنظيمات واستخبارات وقوى دولية وإقليمية لها مصالحها السياسية والقومية ..وآخر ما يعنيها تمكين كلمة الله ..وفي مواجهة هذه القوى وعملائها لاينبغي أقصاء الحل الأمني ..من الحتمي ملاحقة عملاء هذه القوى أمنيا ..على أن تبدأ الدولة من الآن استراتيجيتها لإعادة هيكلة التربة المصرية لانتاج عقول منفتحة ..تتحاور ولاتتقاتل ..تعتز بما لديها من يقين وتحترم ما يظنه الآخر أنه يقين ..ومحور هذه الاستراتيجية التعليم الذي ينبغي أن يلفظ آلية التلقين ..والأزهر الذي ينبغي أن ينزل شيوخه إلى قاع مصر ويبسطوا فكرهم الوسطي والمعتدل ..