لماذا هذه المدرسة استحقت العقاب؟! عرفات حجازي والله عندما استمعنا لتصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أعلن فيه وقف المفاوضات مع القتلة أصحاب المحرقة تذكرت في اللحظة كل نصائح الرسول محمد عليه افضل السلام الذي كانت كل دعواته أن يحفظ الإنسان كرامته حتى يستطيع ان يحافظ على حياته وتذكرت على الفور الشهيد ياسر عرفات الذي صدق أن ليس لليهود عهد ووعود وتذكرت جمال عبدالناصر الذي أطلق قولته المشهورة أن التصفية النهائية للقضية الفلسطينية تكون قد تمت فعلاً يوم الجلوس مع إسرائيل على مائدة المفاوضات.. وتذكرت صدام حسين الذي كان يؤكد على الدوام بأن الأعداء لا يسمحون لنا أن نتكلم بل كل عطاياهم لنا أن نستطيع أن نتألم.. ولا أظن فلسطينياً لم يرتفع بالرئيس محمود عباس إلى منزله قادة المقاومة العظماء لأنه عقب إعلان المحرقة للفلسطينيين لم يعد إلا إتقاء شر هؤلاء الذين ملأوا صفحات التاريخ عظات وعبر عن غدرهم وحقدهم وكيف أنهم فطروا على قتل الأطفال منذ ايام هيرودوس الذي قتل كل اطفال الناصرة ممن لم يتجاوزوا العامين والغاية حينها كانت قتل السيد المسيح الذي لم يبلغ العامين في ذلك الحين ولهذا أرادوا قتل أطفال فلسطين لعل المسيح يكون واحداً منهم.. كونداليزا رايس.. الساحرة المتسلطة على الزعماء، ولكن عندما وصلت كونداليزا رايس وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة واعلنت أن المفاوضات مع اسرائيل لن تتوقف تذكرنا ايام الهوان عندما كانت تدعو لجلب المسؤولين والقادة العرب إلى إجتماع في شرم الشيخ لتضع بين أيديهم المخطط الجديد للمؤتمر الجديد مع جدول أعماله وملخص قراراته حتى ينقلب الأخ على أخيه وحتى تسود ثقافة الكراهية بين أبناء العائلة الواحدة وبين صفوف أبنائه حتى تتمكن إسرائيل من السيطرة على كل بلد عربي بأن تتفشى الفتنه في أرجائه ويجري تدمير مفاهيم الوحدة الوطنية والعلاقات الإنسانية حتى يعود المجتمع إلى شريعة القتل والغاب وطبعاً حتى تكون دوافع هذا الحديث هو إعلان نائب وزير الحرب الإسرائيلي عن ضرورة اشعال المحرقة في صفوف الشعب الفلسطيني وهو حرق جميع الطلاب الفلسطينيين في مدارسهم كما فعل اليهود منذ أيام هيرودوس عندما قتلوا كل أطفال الناصرة ممن لم يتجاوزوا العامين الذين كانوا في عمر السيد المسيح عندما قرروا قتل المسيح عليه السلام الذي لم يتجاوز العامين من عمره تماماً كما يفعلون اليوم في أطفال الفلسطينيين الذين أخذوا يحرقونهم لأنهم فطروا على ارتكاب الجرائم وابشع المجازر منذ أيام هيرودوس يوم أن قتل كل أطفال الناصرة لعل السيد المسيح يكون واحداً من ضحاياهم؟ ولكن لماذا يحرقون الأطفال بدون شفقة أو رحمة حتى اليوم ولماذا يستشهدون طلاب المدارس ولماذا المدارس بالذات يقومون بتحويلها إلى منطلقات للقتل والدمار. مدارس الخليل تحولت إلى معتقلات، ونحن لو اخترنا مدينة الخليل بالتحديد لوجدنا أن الاحتلال الإسرائيلي للمدينه حاول منذ البداية تحويل مدارسها إلى ثكنات عسكرية للاعتداء على السكان الآمنين ولعل أول مذبحة شنها اليهود في الخليل عام (1967) بعد الإاحتلال كانت من مدارس وكنيس الدبويا عندما قاموا بالاعتداء في شارع الشلالة وحوالي المقبرة الرئيسية على السكان وكانت المرة الأولى بعد الاحتلال التي جرى فيها استعمال الأسلحة الرشاشة من طلاب المدارس اليهودية في المدارس الدينية أما الأممالمتحدة فقد بلغها استهداف العصابات الصهيوينة والاستيطانية المدارس الفلسطينية في العدوان على المواطنين الفلسطينيين وحاولت الأممالمتحدة استطلاع هذه الحقائق فاوفدت المنسق الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط تيري لارسن للتحقيق في الشكوى التي قدمها سكان الأحياء القديمة في الخليل التي تؤكد أن المستوطنين وقوات الجيش الإسرائيلي احتلوا مدرسة أسامة بن منقذ الواقعة قبالة بلدية الخليل وسط المدينة وطردوا الطلاب ومنعوهم من دخول المدرسة التي تعتبر أكبر مدارس مدينة الخليل وأقاموا الحواجز لمنع المواطنين من التنقل بين أحياء المدينه كما احتلوا أسطح المباني القريبة من المدرسة وقد جاء في بيان رسمي صادر عن الأممالمتحدة أن قوات الجيش الإسرائيلي منعت المنسق الخاص للأمم المتحدة من دخول المدرسة ومن التجول في الأحياء المحيطة بها ولكن تأكد بأن الأسرائيليين من القوات المسلحة ومن المستوطنين أنهم يمنعون المواطنين من التنقل بين أحياء المدينه والوصول للأسواق لشراء حاجياتهم وكذلك منعوا الطلاب من دخول مدرستهم واستئناف دراستهم وقاموا بتحويل معظم المباني في المدرسة إلى سجن يعتقلون فيه الناس دون تقديم ما يلزم السجناء والمعتقليين من طعام وعناية صحية. المدارس اليهودية مراكز للاستيطان، وهذه الصورة للمدارس في الخليل التي قام الجيش الاسرائيلي بتحويلها إلى ثكنات للاعتداء على المواطنين جرى تحويل بقية المدارس في كافة المدن والقرى الفلسطينية وكانت المدرسة الدينية في القدس - مركز هاراف - واحدة من المواقع التي جعلوها مركزاً للارهاب والاعتداء على المواطنين خصوصاً عندما نعرف أن هذه الكلية الدينية هي واحدة من مؤسسات الاستيطان الذي يمثل العدوان الحقيقي على الشعب الفلسطيني الذي عرف منذ بداية الاحتلال باسم "غوش إيمونيم" أي الصندوق القومي اليهودي لشراء الأراضي وتحويلها إلى معاقل للمستوطنين. المدارس الدينية.. مدارس القتلة، والمدرسة الدينية التي تعرضت لغضبة الفلسطينيين بعد نشوب المحرقة النازية الجديدة مركز هاراف هي واحدة من مراكز المحرقة النازية التي تعرض فيها أبناء الشعب الفلسطيني إلى القتل والعذاب وهذه المدارس النازية هي التي بدأت في قتل الأطفال الفلسطينيين بعد أن أصدر الحاخام الأكبر غورن العديد من الفتاوى وأولاها دعوة الجيش الإسرائيلي لقتل كل الأطفال الفلسطينيين حتى لا يكبروا ويتعملوا على حمل السلاح خشية محاربة الإسرائيليين في المستقبل كما أصدر فتوى أخرى وهي الدعوة لهدم المسجد الأقصى لإقامة هيكل سليمان المزعوم مكانه وهذه الحاخام شلومو غورن وهو الحاخام الأكبر السابق للجيش الإسرائيلي كان من أشد المقربين من لديفيد بن غوريون رئيس الحكومة الإسرائيلية وأول وزير دفاع في إسرائيل وهو أول رجل دين يمنحه بن غوريون لقب ورتبة (جنرال) بالرغم من أن هذا رجل الدين من المتعصبين وكان بن غوريون من العلمانيين ولكن بسبب دعوته المتتالية لقتل الأطفال وطلاب المدارس الفلسطينيين اعتبره بن غوريون من حراس إسرائيل وأعداء العرب والمسلمين لهذا منحه هذه الرتبة العسكرية. وللحاخام غورن مؤلفات دينية عدة وكان وراء اصدار مئات الفتاوى التي جميعها تدعو إلى إقامة المدارس الدينية حتى تتحول إسرائيل إلى بلد معاد للإسلام ومنادي لقتل الأطفال ودعاة الإسلام والذي لا يعلمون مراحل إعادة هيكل سليمان المزعوم. مؤسسو المدارس الدينية ولعل من أهم نشاطات الحاخام الأكبر غورن أنه أقام حلفاً مع منافسه وعدوه الحاخام مورد خاني الياهو الحاخام الرئيسي السابق لإسرائيل لليهود الشرقيين وهو يعتبر من الشخصيات الدينية المرموقة في إسرائيل ويعتبر من كهنة التوراة وهو وراء تأسيس عشرات المدارس الدينية. وبالرغم من أن غورن كان ينتقد باستمرار بعض الحاخامات إلا أنه أقام حلقاً مع جميع الذين يعادون العرب والمسلمين ولعل كتبه الدينية التي لها طابع سياسي وخصوصاً لإقامة المدارس الدينية لتربية الأجيال اليهودية على مقاتلة الفلسطينيية وهو من أكثر رجال الدين الذين نادوا بتجنيد طلاب المدارس حتى يقاتلوا العرب والمسلمين حتى أصبح له أعوان من العسكريين من ضباط الجيش الذين كانوا ينادون بتطبيق قراراته واعطائها الأولوية على قرارات قيادة الجيش الإسرائيلي وحسب التقديرات فقد أصبح أكثر من خمسين ألف جندي إسرائيلي من القوات النظامية والاحتياط في الجيش مستعدين لتلبية قراراته حتى ولو بلغ الأمر أن ينفذوا قراراته حتى على صعيد العصيان والتمرد ضد الحكومة ومن أهم صفات هذا الحاخام أنه لا يتوقف عن كتابة مقالاته في الصحف الرئيسية وكل مقالاته تدعو إلى تحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية لمقاتلة العرب عندما يحين وقت إعلان إسرائيل دولة يهودية لا مكان فيها إلا للإسرائيليين. فتوى قتل الطفل وهو في حضن أمه، ولقد حدد الحاخام الياهو موقفه من عرب فلسطين بأنهم "شعب العماليق" أي الشعب الفلسطيني التي أعلنت الحرب ضد إسرائيل وأنه يتعين التعامل مع الأحداث التي شعلت الانتفاضة على أساس إعتبارها حرب أهلية وأنه كما يجب التعامل مع جنود العدو في المعركة كذلك الحال يجب التعامل مع شبان وأطفال الإنتفاضة وأنه حسب الشريعة اليهودية مسموح للجندي الإسرائيلي إطلاق النار وقتل العدو في الحرب حتى وإن كان طفلاً في حضن أمه لأنه من جيل معادي وجب القضاء عليه وسحقه ودعا الشعب الإسرائيلي الوقوف صفاً واحداً وراء جيشه الذي يحارب العدو. وهذا الحاخام الأكبر الياهو يكاد يكون الحاخام الأمير الذي دعا بكل صراحة إلى قتل الأطفال العرب وطلاب المدارس لان هذا الطفل أو التلميذ في نظره سيكبر ويصبح ارهابياً ومخرباً. ومدرسة مركز هاراف التي كان طلابها يتعدون على السكان العرب في مدينة القدس وأحيائها القديمة معروفون جيداً بارتكابهم الجرائم ضد الأطفال العرب وهذا يؤكد أن الذين خططوا لمهاجمة هذه المدرسة من التنظيمات الفلسطينية كانوا على علم بالتعليمات التي كان يصدرها الحاخام لطلاب المدرسة اليهودية الدينية للاعتداء على الأطفال العرب ولهذا كان ذلك الاستهداف لهذه المدرسة حتى تتوقف اعتداءات المدارس الدينية اليهودية على السكان العرب واطفالهم. عن صحيفة الدستور الاردنية 13/3/2008