«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جسد السفاح شارون يتعفن ..
نشر في صوت الأمة يوم 30 - 03 - 2009

· بين حياة حافلة بالمجازر الدموية البشعة ونهاية لا تقل في دراميتها عن حياته يرقد آراييل شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق في أحد المراكز الطبية يعاني جسده التعفن، وتسيطر الأوساخ عليه، ليعيش - جثة - عالقة بين الحياة والموت.ترفضها الأرض كما ترفضها السماء، حتي لا يهنأ بالراحة مع المعاناة الجسدية، وكأنه عقاب إلهي لما اقترفه من مجازر بشرية في حق الفلسطينيين.
· الأطباء يطالبون الحكومة الإسرائيلية بنقله إلي مزرعته في صحراء النقب بعد أن امتلأ جسده بالعفن والأوساخ صلاة اللعنة قتلت رابين.. ويزعمون أنها قتلت جمال عبدالناصر وانقلبت عليهم عندما صلوها علي حسن نصرالله الصلاة يقيمها 10 حاخامات في جوف الليل علي أضواء الشموع السوداء.. وتنقلب عليهم إذا لم يعرفوا الملاك الذي يحرس النار!
هيام محمد أحمد
مايكل فارس
الحاخامات اليهود المتطرفون يصلون عليه صلاة اللعنة والهلاك يستجلبون بها نار جهنم من السماء لتكويه، قبل أن يلقي ربه وقبل أن يلقي عقابه السماوي يلقي عقابا مضاعفا في الأرض: المرض من جانب وصلاة اللعنة التي يقيمها الحاخامات من جانب آخر للانتقام منه.
ما بين بداية سطور حياة شارون ونهايتها كتاب حافل بالجرائم الدموية.
صلاة اللعنة التي أداها الحاخامات اليهود للانتقام من شارون أثارت جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والاجتماعية والدينية وكذا طالب المستشفي الذي يقيم به بالتخلص منه بنقله من مستشفي تل هاشومير «شيبا» - في تل أبيب- إلي مزرعته الخاصة داخل قرية هشكيم في صحراء النقب. مع إرسال ممرضة وحيدة معه لرعايته وذلك نظرا لما تحملته إسرائيل من أعباء مالية منذ دخوله في غيبوبة مستمرة منذ عام 2006، مما كلف إسرائيل أكثر من ستة ملايين شيكل «حوالي تسعة ملايين جنيه مصري».وهو الأمر ذاته الذي دفع الحاخامات للمطالبة بنقله من مستشفي تل هاشومير «شيبا» إلي مزرعته «هشكيم» في صحراء النقب، وإخلاء السرير الذي يحتله منذ ثلاث سنوات لينتفع به مريض آخر، وبذلك أصبح شارون شخصا منبوذا من المجتمع الإسرائيلي وقالها أحد الحاخامات صراحة إن شارون غير مرغوب فيه لا في الأرض ولا في السماء، لبقائه بين الحياة والموت منذ السادس من يناير 2006، عندما اصابته جلطة دماغية ادخلته في غيبوبة عميقة علي مدي سنوات ثلاث، مما أدي في النهاية إلي استياء الأطباء المعالجين والمرضي من حالته، ومطالبتهم لعائلته باستلام جثته من المستشفي ونقلها إلي مزرعته الخاصة وذلك لأنهم أصبحوا يتعاملون معه كجثة عفنة لفظت الروح، وأعربت إدارة المستشفي عن رغبتها الشديدة في إخلاء سريره في الرعاية المركزة لأنه لم يعد لديهم جديد يقدمونه إلي جثة أصابها العفن في أنحاء كثيرة من الجسد - الميت - كما انتشرت الأوساخ في جسده.
ولكن ما هي صلاة اللعنة، وما هي جذورها في الديانة اليهودية، ولماذا يصليها الحاخامات وهل أصابت الذين صليت عليهم باللعنة..وهل قتلتهم كما يزعم الحاخامات؟ وهل لاقت قبولا بين المؤمنين والملحدين داخل المجتمع الإسرائيلي؟ وهل يوافقون علي أداء طقوسها.. أم أنهم يعتبرونها جريمة؟ وماذا لو اصابت صلاتهم الشخص المقصود باللعنة - هل يعتبرونها عقابا من السماء؟ وهل يمكن معاقبة الحاخامات الذين يؤدون تلك الصلاة أو تقديمهم إلي المحاكمة بمقتضي القانون الإسرائيلي؟...
تساؤلات كثيرة ومثيرة للجدل اثارتها صلاة اللعنة - علي شارون - داخل المجتمع الإسرائيلي.
وبداية فإن اليهود يطلقون علي هذه الصلاة «بولسادي نورا» أو صلاة الضرب بسياط من نار، ويقولون إنها تصيب من تصلي عليهم باللعنة وتؤدي بهم إلي الموت السريع بصورة طبيعية، ويقال إن الحاخامات الذين يؤدون تلك الصلاة هم أناس صوفيون يهتمون بالحكمة الباطنية ولديهم القدرة علي جذب النار من جهنم ويضربون بها المخطيء من خلال تمتعهم بقوي خفية روحانية يسلطونها علي الشخص المقصود فتصيبه لعنتهم.
وفي الأدبيات اليهودية يقصد بها إنزال عقاب سماوي علي شخصية مغضوب عليها، وتشير أدبيات حكماء اليهود القدامي إلي أن الرب عاقب بها عددا من الملائكة والأنبياء منهم جبريل - كما يزعمون - لأنه وقف مكتوف الأيدي أثناء خراب أورشاليم.
ويقولون إن الرب عاقب بها النبي الياهو، لأنه أفشي أسرارا كان ينبغي عليه الاحتفاظ بها.
ويشير كتاب التصوف اليهودي إلي أنها صلاة تهدف إلي عقاب المخطئين من الملائكة والبشر، ولكن إذا كانت الديانات السماوية تدعو إلي المحبة والسلام، فهل هناك ديانة تدعو للانتقام من البشر أو الملائكة؟ الأمر حقا مثير للدهشة، وان كان شارون يستحق الإعدام ألف مرة في ميدان عام نظرا لما ارتكبه من مذابح في حق أطفال فلسطين ونسائها وشيوخها في صبرا وشاتيلا وقرية قيبية وغيرها من المجازر.
صلاة اللعنة التي أقامها الحاخامات للانتقام من شارون لم تكن الأولي من نوعها في مواجهته فعندما أبرم اتفاق الانسحاب من غزة أقام الحاخامات صلاتهم طلبا من الرب الانتقام منه، لأنهم كانوا يرون أن الانسحاب من غزة يهدد أمن وسلامة إسرائيل، والأكثر من ذلك أنهم أهدروا دمه بفتوي دينية، فأصبح من حق أي يهودي قتل شارون، وهي فتوي أصدرها الحاخامات المتطرفون والتي استخلصوها من الكتب القديمة، وسبق لهم إصدار فتوي مشابهة عام 1995 بإهدار دم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين بزعم أنه عرض حياة اليهود للخطر بسماحه للشرطة الفلسطينية بحمل السلاح تنفيذا لاتفاق «أوسلو» ليلقي رابين مصرعه علي يد متطرف يهودي تنفيذا للفتوي، وربما استجابت السماء لصلاة اللعنة التي أقامها الحاخامات في ذلك الوقت ليلقي رابين مصرعه بعد شهر منها.
ومن قبل وتحديدا في عام 1959 أقام ثلاثة من القضاة الحريديم صلاة اللعنة والانتقام في مواجهة رئيس بلدية القدس جرشون أجرون ومات أمام منزله بعد اقامتهم الصلاة بأسبوعين.
وفي عام 2006 أقام الحاخامات ذات الصلاة ضد ايهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وبعدها بأسبوعين اشتعلت حرب لبنان الثانية واطاحت بمستقبله السياسي.
ولكن من الذي يقيم تلك الصلاة، وما هي طقوسها ومن يؤديها.. الحكاية أن طقوس هذه الصلاة لابد أن تتوافر لها شروط، وعلي رأسها أن الذين يقيمونها هم عشرة من رجال التصوف اليهودي، يجتمعون في جوف الليل، يضيئون شموعا سوداء، ويشترط فيهم التمتع بالعدل والصدق، وهذه الصفات لابد توافرها في الكهنة ليتمكنوا من إلحاق اللعنة والأذي بالشخص المقصود.
ويؤدي المتصوفة اليهود صلاتهم عندما لا يكون أمامهم خيار سواها، لردع الشخص الذي يريدون الانتقام منه، وذلك عن طريق تلك الصلاة.
أما إذا كان الحاخامات لا يتوافر لديهم العدل والصدق، فإن لعنة نار جهنم تصيبهم وتنقلب الصلاة عليهم، كما أنهم مطالبون بمعرفة الملاك الذي يحرس النار وإلا انقلبت النار عليهم.
ولكن كيف ينظر القانون الإسرائيلي لتلك الصلاة؟
المستشار القانوني ل «إسرائيل» عرضت عليه القضية لبحثها وما إذا كان يمكنه تقديم من يؤدونها إلي المحاكمة فقرر عدم محاكمتهم واستند في رأيه إلي أنهم لا يلجأون إلي إنسان لإلحاق الأذي بآخر، ولكنهم يلجأون إلي الرب واعتبر ذلك نوعا من التعبير وحرية الرأي.
أما الكتاب الإسرائيليون فهم يرون أن صلاة اللعنة ليست سوي تقليعة إسرائيلية مستحدثة اخترعها بعض رجالات الأحزاب ورجال الدين.
وقالوا إنها ليست طقسا من الشريعة اليهودية، وأشارو إلي أنها ظهرت مع بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، عندما بادرت جماعة «ناطوري كارتا» بأداء تلك الصلاة ضد إحدي الشخصيات العامة ومنذ ذلك الوقت تؤدي الصلاة لأهداف سياسية، وتحولت فيما بعد من مناجاة الله إلي مناجاة وسائل الإعلام بهدف التأثير علي الجمهور، وهو الأمر ذاته الذي فعله الحاخام يوسف ديان بعد انتهاء مفاوضات رابين في أوسلو، عندما ظهر علي التليفزيون الإسرائيلي مهددا بإقامة صلاة اللعنة والهلاك ضد رابين لأنه يقضي بهذا الاتفاق - ومن وجهة نظره - علي حلم إسرائيل الكبري، وهو نفس الحاخام الذي أقام الصلاة ضد شارون.
ويزعم الحاخامات المتطرفون أنهم أقاموا صلاة اللعنة علي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بهدف الخلاص منه لتصريحاته النارية في مواجهة إسرائيل، ولقوله «سنلقي بإسرائيل في البحر» وغيرها من المواقف التي أصابت العدو الإسرائيلي بالذعر والهلع، وكذا أقاموا ذات الصلاة ضد حسن نصرالله أثناء الغزو الإسرائيلي للجنوب اللبناني، إلا أنها لم تصبه بأي أذي بل أصابتهم صلاتهم باللعنة والهزيمة والانسحاب المخزي من الجنوب اللبناني، بعد أن لقنهم نصرالله درسا يستحق الدراسة في حرب الشوارع، والتي أذلهم من خلالها فأسر جنودهم قبل الحرب وأثنائها.
ومن الأمور التي أثارت استياء المستشفي الذي يتلقي فيه شارون علاجه عدم جدوي بقاء الجسد الميت وأن المستشفي لم يعد لديه ما يقدمه، إضافة إلي أن جلعاد شارون «ابن الجزار» يستغل غرفة الرعاية المركزة لإدارة أعماله من خلالها رغم أن المستشفي في حقيقته مركز خيري، إضافة إلي احتلال قوات الحراسات الخاصة للعديد من غرف المركز الطبي علي مدي 24 ساعة وكذا أبدت إدارة المستشفي استياءها نظرا لكاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان في المستشفي والتي يعتبرونها اعتداء علي خصوصية مرضاهم.
كما طالب رئيس جمعية أوميش الخيرية - أريا أفنري - بتوقف إسرائيل عن دعم علاج شارون والذي يكلفهم مليوني شيكل سنويا، أي أنه كلفهم ستة ملايين شيكل علي مدي ثلاث سنوات، وبذلك أصبح شارون مرفوضا من رجال الدين والأطباء - أصحاب الرسالة الإنسانية - ومن المجتمع الإسرائيلي غير مرغوب فيه في الأرض من الناس وغير مرغوب فيه من الرب في السماء.
ومما يذكر أن شارون عندما اصابته الجلطة الدماغية والغيبوبة العميقة كان مقدرا له البقاء في المستشفي لمدة ثلاثة أشهر فقط، من قبل الأطباء إلا أن اقامته امتدت إلي ثلاث سنوات أصبح خلالها شخصا ملفوظا من مجتمعه.
ورغم ذلك فإن عائلته مازالت متمسكه بالأمل وتزعم أنه لم يغادر الحياة بعد ، وأنه يحس بهم أثناء زيارتهم له ويشعر بمن حوله ويصدر إشارات تنبئ عن احساسه بهم وربما يرجع تمسك شارون بالحياة لطبيعة شخصيته الصلبة القوية التي عرف بها منذ صباه حينما شعر برفض الآخرين له، تلك الحقيقة، وذلك الدرس الذي تعلمه في مقتبل عمره دفعه للاعتماد علي نفسه دون الالتفات إلي الآخرين أو انتظار العون منهم وهو ذات الدرس الذي حرص علي تذكير نفسه به طيلة حياته ولأنه كان يعلم يقينا أنه شخص مكروه بين أقرانه فلم يكن ينتظر الحب من الآخرين، ولعدم إيمانه بالحب تحول شارون إلي وحش كاسر في حياته يحطم من حوله لا يدين لأحد بالولاء وقيل أن بن جوريون - أول رئيس وزراء لإسرائيل - كان يخشاه خصوصا عندما علم بقسوته البالغة التي تعامل بها مع سكان قرية قيبية الأردنية، والتي شهدت أول مذبحة يقودها شارون ضد الشعب الفلسطيني عندما حصدت رصاصاته عشرات الأطفال والنساء والعجائز بقلب بارد، وفيما حاول بن جوريون التنصل أمام الرأي العام العالمي من الجريمة، كان شارون يفخر بجريمته بقوله أنه علي العرب أن يفهموا أن دماء اليهود غالية.. وليذهب العالم كله إلي الجحيم»!!
وربما كانت الحكمة التي اتخذها في حياته أن أحدا لن يساعده هي ذات الحكمة التي يستمد منها شارون تمسكه بالحياة، بعد أن يئس الأطباء من شفائه، وهو الأمر الذي أثار حوله العديد من التساؤلات عن سر بقائه حتي الآن معلقا بين الحياة والموت، علي مدي ثلاث سنوات دون أن يفيق نصف أو ربع إفاقة ولو لمرة واحدة... والأكثر من ذلك إنه أجريت له عدة عمليات جراحية اثناء غيبوبته الطويلة، إضافة لتعاطيه مضادات حيوية مكثفة لا يقوي حصان أو بغل علي تعاطيها دون أن تفقده حياته.
ولأنه رجل قوي أدار شارون صراعاته داخل المؤسسة العسكرية منذ انخراطه في الهجانة - مؤسسة الدفاع الإسرائيلية - بالسخرية من منتقديه ودائما ما كان يواجه اللوم الذي يوجه له عن أدائه حال تقصيره في مهامه العسكرية بالاستخفاف والثورة، لاعتقاده أن منتقديه حاقدون عليه، ولا يعترفون بعبقريته، كما لم يجرؤ قادته عقب خوضه إحدي المعارك في ممر مثلا أثناء حرب يونيو 67 عندما تسبب في قتل أكثر من 40 جنديا إسرائيليا، اضافة إلي سقوط 110 جرحي دون دواع عسكرية.
وفي الوقت ذاته كان لدي شارون شعور قوي بالاضطهاد، ومما يؤكد ذلك أنه كان يتوقع بعد تنفيذه لعملية الثغرة - غرب قناة السويس اثناء حرب أكتوبر ان تكافئه إسرائيل علي جسارته، إلا أنه تلقي النقد من رؤسائه بعد تركيزهم علي استعراضه للقوة، وقتله أكبر عدد من جنود المصريين دون الاعتناء بالأ'همية العسكرية لما يفعله بينما كان يري شارون أن الثغرة أخرجت إسرائيل من أسوأ هزيمة في تاريخها - إن كان لها تاريخ - بزعمه أن الثغرة دفعت السادات إلي توقيع اتفاقية السلام.
ورغم تمسك عائلته بالأمل إلا أنها استعدت إلي النهاية الحتمية لنهايته بشراء مقبرة، وخاصة عندما أعلن الأطباء اقتراب نهايته بعد أن تعفن جسده وامتلأ بالأوساخ.، وبعد التعامل معه بإعتباره جثة فاقدة للحياة، ليرفضه المستشفي الذي يقيم فيه، بينما ترفض السماء استقبال روحه، وهو الأمر الذي دفع الحاخامات لقولهم إنه شخص مرفوض في الأرض والسماء..
كما يواجه شارون معارضة عنيفة من الحاخامات المتشددين الذين أقاموا ضده صلاة الهلاك واللعنة، فإن المجتمع الإسرائيلي يرفض دفنه داخل مزرعته إلي جوار زوجته في صحراء النقب لأنها أرض غير مخصصة للبناء، لإعتبارهم دفن زوجته حدثا استثنائياً لا ينبغي تكراره مع شارون، حتي لا يتحول الأمر إلي عرف يجيز لأي مواطن أن يطالب بالدفن في مكان مماثل.
وعن حياته الاجتماعية، فقد تزوج شارون مرتين، وتوفيت زوجته الأولي في حادث سيارة عام 1964، أما الثانية فتوفيت عام 2004 بمرض السرطان، والزوجتان شقيقتان، وترددت شائعات أن شارون كان سببا غير مباشر في موتها، وأن السيارة صدمتها بعد اكتشافها خيانته لها مع اختها "ليلي" الزوجة الثانية، وانها قادت سيارتها تحت تأثير صدمة نفسية عنيفة.
ولكن ماذا عن حياة شارون الاجتماعية ومولده وطفولته وجذور عائلته والمجازر التي ارتكبها في حياته .. وهل كانت نهايته عقابا من السماء لما اقترفته يداه من جرائم؟
السطور التالية توضح لنا الكثير عن حياته الشخصية..
ولد شارون لأب بولندي هو صموئيل مردخاي شرايبر في عام 1928 في قرية كفار ملاك بفلسطين أيام الإنتداب البريطاني، أما والدته فهي ريفور اشينروف الروسية، وتزوج والداه في روسيا.
أما جده - لوالده - مردخاي فكان يعمل مدرسا للغة العبرية في مدينة برست لينوفس في روسيا القيصرية، وكان صهيونيا نشيطا، وانتقل إلي فلسطين 1912 ليدرس العبرية لأطفال المهاجرين اليهود في فلسطين، وينشر الفكر الصهيوني بين آبائهم، واستقر في تل أبيب، ولقن ابنه صموئيل - والد شارون - مبادئ وتعاليم الصهيونية والتوراة، والذي عمل مزارعا والتحق بكلية الزراعة، وفي الجامعة ألتقي صموئيل بديفورا الطالبة بكلية الطب وتزوجا في مدينة تفليس في روسيا، وعندما قامت الثورة البلشيفة تحرك الجيش الأحمر الي مدينةة تفليس وكان الشيوعيون يعتقلون الصهاينة، مما دفع والد شارون للهروب مع زوجته في فبراير 1922 إلي فلسطين، وظل صموئيل يحكي لشارون قصصا تزيد كراهيته للعرب، مما دفع شارون إلي حمل السلاح في عمر 10 سنوات مع أهل قريته للمشاركة في عمليات الحراسة الليلية، وكان يبحث عن العرب الذين يهددون حياة المستوطنين لقتلهم.
وفي الرابعة عشرة انضم إلي عصابات الهجانة التي سبقت تأسيس الجيش الإسرائيلي عام 1945، وهي المسئولة عن تهجير العرب من فلسطين.
وفي شبابه انضم إلي لواء الكسندروني في شرطة البلديات العبرية 1948، وعين قائد سرية عام 1949، كما عين ضابطا للمخابرات 1951، وتولي وحدة العمليات الخاصة 1953 وهي وحدة خاصة بالمتطوعين الإسرائيليين المحكوم عليهم بالسجن لمدة طويلة، وكان علي رأس مهامها الهجوم علي مخيمات اللاجئين، وأشهر عملياتها مجزرة قيبية، والتي راح ضحيتها 69 فلسطينيا وهدم فيها 41 منزلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.