أنه عمل خسيس وجبان وقذر ان تقوم مجموعة إرهابية باغتيال المقدم محمد مبروك بجهاز الأمن القومى بالقرب من منزله بمدينة نصر، ولا أعتقد أن أى مصرى بل إنسان لم يغضب أو يحزن على هذه الجريمة البشعة. إلا أن ما حدث من عملية قتلة مدبرة ومخططة ماذا تعنى؟ وهل هؤلاء الإرهابيون يستهدفون منها إرسال رسالة معينة؟. إن هذا العمل الخسيس يجب ان ندرسه جيدا ونكشف كل ملابساته وأسبابه، اننى أرى أن هذه العملية جديدة فى القاهرة قد تم التخطيط لها بدقة.. هؤلاء القتلة لديهم معلومات عن تحركات الضابط ومسكنه ومواعيد عمله ومن ثم قاموا بفعلتهم القذرة.. وهذا يعنى أن هؤلاء يريدون أن يبعثوا برسالة قتل إلى جهاز الأمن الوطنى.. ما هى ومن هؤلاء؟ إنهم يريدون ان يقولوا إن الإرهاب لن يكون فى سيناء فقط ولكن فى القاهرة ايضاً وان نشاطهم لم يتوقف عقب عملية الاغتيال الفاشلة لوزير الداخلية وإنهم مستمرون فى عمليات الاغتيال.. إلا أن توقيت إرسال الرسالة يضع علامات استفهام مثيرة.. كيف يحدث هذا عقب إعلان تحالف الإخوان عن مبادراتهم للمصالحة؟ هناك أحتمالان لا ثالث لهما الأول أن يكون هؤلاء من المتطرفين الذين يرفضون أى عمل سياسى لأحتواء الأزمة التى تمر بها البلاد ويستهدفون تكريس العنف داخل المجتمع.. وهؤلاء إما أن يكونوا من تشكيل أو تنظيم جديد خرج من تحت عباءة الإخوان أو مجموعة من جنسيات مختلفة وبالطبع معهم مصريون.. فاستخدام القنص أو القتل عن بعد يدخل فى دائرة الاحتراف ومن ثم لا يستبعد ان يكون هؤلاء ينتمون إلى الفريق الذى فشل فى محاولة اغتيال وزير الداخلية عبر سيارة مفخخة. إن توقيت العملية.. يدفعنا إلى الشك بأن يكون ذلك حدث فى إطار مناورة قام بها فريق من التيار السياسى الإسلامى تحت غطاء مبادرة الصلح يريد بها أن يقولوا اننا مستمرون ولن نترك حقنا أو ثأرنا كما يردد البعض منهم ذلك. إلا أننى أميل إلى الاحتمال الأول باعتباره القريب من الواقع والمنطق ومن ثم فهذا يشير إلى ان مثل هذه العمليات القذرة لن تتوقف وسوف تستمر لمدة وما أشبه اليوم بالبارحة أى ما حدث من موجة الإرهاب التى أعقبت اغتيال الرئيس السادات.. هذه محاولة لفهم ما حدث فى عملية استشهاد المقدم المبروك