رغم ضغوط التراجع التي تعرض لها سعر المعدن الأصفر في الأسواق العالمية على مدى الأسبوعين الأخيرين والتي لم يكن هناك ما يبررها كما يرى البعض، إلا أن المعدن الذي وصلت ارتفاعاته منذ بداية العام الحالي إلى أكثر من 10%، مازال مؤهلاً لمواصلة الصعود في ظل حالة القلق الراهنة إزاء المؤشرات الأخيرة غير المواتية المتعلقة بأداء العديد من الاقتصاديات الكبرى ومن بينها اقتصاد منطقة اليورو الأمر الذي قد يشكل تهديداً لاستمرارية تعافي الاقتصاد العالمي بنفس الوتيرة السابقة وهو ما يعزز من مكانه الذهب كملاذ آمن للاستثمارات بعيداً عن مخاطر تقلبات أسواق المال. وفي ظل الانخفاضات التي تعرض لها سعر المعدن الأصفر حيث انخفض ب3.5% الأسبوع الماضي يرى أحد المحليين أن السوق قد شهد عملية تصحيح سعري جيد مع استبعاد حدوث أية انخفاضات جديدة خاصة وأن هناك عمليات اقتناص للصفقات تعكس استمرارية الطلب على المعدن. ومن جانبه يشير أحد المتعاملين في سوق المعدن الأصفر بكوريا الجنوبية كما ورد في تقرير لشبكة "بلومبرج" الإخبارية إلى أن سعر الذهب قد تمكن من البقاء فوق مستوي ال1200 دولار للأونصة وذلك حتى خلال مرحلة التصحيح السعري التي تعرض لها وهو ما يعد مؤشراًَ على أن المعدن مازال يحتفظ بالقوة التي تؤهله للصعود. وأشار إلى أن التوقعات المتعلقة بالأداء الاقتصادي مازالت قاتمة وتقدر ارتفاعات سعر المعدن الأصفر العام الحالي بحوالي 10% حتى الآن حيث وصل المعدن لمستوي قياسي في 21 يونيو/حزيران الماضي مسجلاً 1265.3 دولار وذلك مع استمرار تحرك المستثمرين نحو أسواق المعدن لتأمين استثماراتهم من تداعيات أزمة الديون السيادية التي مازالت تواجه أوروبا في الوقت الذي تساور فيه الأسواق بشكل عام حالة من القلق إزاء احتمالات تباطؤ وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي. فقد أظهرت بيانات حديثة تباطؤ نمو القطاع الصناعي في كل من الولاياتالمتحدة والصين خلال يونيو/حزيران بينما شهدت أسواق العمل الأمريكية تراجعاً في فرص العمل الجديدة الشهر الماضي وذلك للمرة الأولي العام الحالي. ومن المتوقع أن يتلقي المعدن الأصفر دعماً إضافياً من خلال عودة عمليات الشراء التى ستأتي من الهند بعد توقفها في الأسابيع الأخيرة. وتشير التوقعات إلى أن المعدن الأصفر مهيأ لمواصلة ارتفاعاته بعد أن احزز خلال الربع الثاني من العام الحالي أكبر مكاسب منذ نهاية 2007 في ظل استمرار حالة القلق إزاء مدى قدرة الاقتصاد العالمي على الاحتفاظ بوتيرة الانتعاش التي حظي بها مؤخراً في معدلات النمو وهو ما عزز من مكانة المعدن كملاذ آمن للاستثمارات خاصة وأن أزمة الديون السيادية في أوروبا كان لها تأثير سلبي على أداء أسواق المال.