سيارة بخامات صديقة للبيئة تخفض وزنها وسعرها هوندا إف سي إكس الإختبارية لندن: تواجه الكثير من الشركات المصنعة للسيارات ضغوطا عالية من أجل الحفاظ على البيئة وتطبيق شروط الاتحاد الأوروبي للحد من معدل انبعاث ثاني أكسيد الكربون من العوادم، في الوقت الي أصبح فيه شعار سيارة المستقبل الألتزام بأستخدام الوقود الأسلم والأرخص. وقد باتت السيارة الهجين منظراً مألوفاً على طرقات الولاياتالمتحدة والعديد من الدول الأوروبية. ويبرز اهتمام متزايد في أوساط شركات السيارات الكبرى للاعتماد على الوقود الحيوي، خصوصا الوقود المعروف ب "إي 85"، وهو مزيج بنسبة 85% من الإيثانول و15% من البنزين، من جهة، وعلى خلايا وقود الهيدروجين. وتعتزم الكثير من الشركات المصنعة للسيارات في الوقت الحالي تصنيع السيارات من مواد يمكن أن تتحلل حيوياً بديلاً عن المواد التقليدية، مثل الصلب والبلاستيك والزجاج. وشهد معرض فرانكفورت الأخير للسيارات، الذي كان المناسبة الأفضل لعرض بعض نماذج للسيارات الصديقة للبيئة، إعلان شركة "ستروين" الفرنسية عن نموذج سيارة "ستروين" التجريبي "سي كاكتيس"، والتى تم في تصنيعها استخدام المواد التي تتحلل بيولوجياً، وبهذه الطريقة تم خفض وزن السيارة وخفض تكاليفها أيضا، كما ذكرت الشركة الفرنسية المصنعة لها. معرض فرانكفورت فقد سلط في الوقت نفسه الأضواء على احتمال تحول الوقود الحيوي إلى مصدر رئيسي لوقود السيارات العقد المقبل. وأشارت الشركة في تقرير أوردته صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن فرش أرضية السيارة مصنوع من الجلد الذي أعيد استخدامه على اعتباره مصنوعاً من قطع الجلد المتبقية من التصنيع، التي لا يمكن للمدابغ أن تستخدمها، في حين أن مقاعد السيارة مصنوعة من مواد يعاد تدويرها. وتحتوي السيارة على الكثير من الأجزاء المصنوعة من الفلين والصوف، وهي جميعا مواد يمكن إعادة استخدامها، وبهذه الطريقة تم خفض وزن السيارة وخفض تكاليفها أيضاً. أما السيارة "باندا أريا" التي أنتجتها شركة "سيات" الإيطالية، كانت مصنوعة أيضاً من مواد طبيعية، ففرش السيارة مصنوع من الكتان والقطن. وتعتبر صديقة للبيئة لأنها قابلة لأن تتحلل بيولوجياً وتنهي دورة حياتها من دون أن تنتهي في أكوام النفايات. ولا يقتصر التفكير في استخدام مواد جديدة على الشركات الكبرى المنتجة للسيارات مثل "فيات" و"ستروين" و"كيا"، بل إن بعض الشركات المنتجة للسيارات الرياضية مثل "بوجاتي"، تتطلع أيضاً لهذا الاتجاه الجديد من خلال سلسلة خاصة من سياراتها يطلق عليها اسم "بور سانج"، ترتكز على طراز "فيرون". وبقدر ما كان معرض فرانكفورت منطلقاً لمناقشة دور الوقود الحيوي في سيارة المستقبل كان معرض لوس انجلوس، من بعده، منطلقاً مناسباً لكشف شركتي "جنرال موتورز" الأمريكية و"هوندا موتورز" اليابانية عن مدى التقدم الذي حققتاه على صعيد الإنتاج التجاري للسيارات العاملة بنظام خلايا وقود الهيدروجين التي لا تنتج أي انبعاثات ضارة بالبيئة. وتعتمد تكنولوجيا خلايا الوقود على عملية تفاعل بين الهيدروجين والأكسجين تنتج عنها طاقة كهربائية تشغل محرك السيارة كبديل لعملية الاحتراق الداخلي للوقود الكربوني في المحركات التقليدية، ولا ينفث عادم السيارة في هذه الحالة سوى بخار ماء. وسيكون العام المقبل، عام التحدي لشركتي "جنرال موتورز" و"هوندا" معاً، فقد ذكرت "هوندا" أنها ستبدأ بطرح سيارتها "إف.سي.إكس كلاريتي" للتأجير في جنوب كاليفورنيا ابتداءاً من صيف العام المقبل. ولم تكشف "هوندا" عن عدد السيارات الذي سيتم طرحه في إطار برنامج التأجير المحدود الذي تعتزم تنفيذه في ولاية كاليفورنيا، فقد اوضحت انها تعتزم تأجير سيارات من طراز الصالون الذي عرضته في معرض لوس أنجلوس، أي السيارة السيدان، ذات الأربعة أبواب، المسماة FCX Clarity والتي يبلغ مدى سيرها بالبطارية الواحدة من خلايا الوقود 270 ميلا من دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود. جنرال موتورز وفي الوقت نفسه، تعتزم "جنرال موتورز" طرح 100 سيارة تحمل اسم "شيفي إيكوينوكس" وتنتمي لفئة السيارات الوعرية متعددة الاستعمالات (SUV) وهذه السيارة هي الأولى في مجموعة سيارات تعمل بالهيدروجين تعمل بخلايا الوقود للتجارب العملية في شوارع كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن ابتداءاً من العام المقبل، سوف تخصص منها 10 سيارات لبنقل زوار مدينة ديزني لاند الترفيهية. وتسعي الشركة الأمريكية "جنرال موتورز" إلى طرحها في الأسواق بحلول 2012، حيث تأمل الشركة بدء إنتاج مليون سيارة هيدروجينية في ذلك العام. وأعلن برنهارد ماتيس، مدير شركة "فورد" الأمريكية في ألمانيا أن الجيل الأول من سيارات الوقود الحيوي يعاني من مشاكل ويتسبب في ارتفاع أسعار الأغذية. ويأمل في أن يصبح الجيل الثاني من السيارات التي تعمل بالوقود الحيوي - والتي ستطرح في الأسواق في غضون خمسة أعوام - أفضل أداء من الجيل الحالي. وقال اتحاد الوقود الصناعي الأوروبي، وهو اتحاد يضم شركات منتجة للسيارات ومنتجة للوقود الحيوي الصناعي، إنه بمجرد أن يتوافر الوقود الحيوي بكميات تجارية فإن من شأن ذلك أن يخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. لكن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (أويسد) لا تشارك الاتحاد الأوروبي رأيه فقد أصدرت تقريراً يدعو لوقف دعم هذا الوقود، محذرة من أن الاتجاه العالمي المتسارع لاستعمال الديزل الحيوي والإيثانول أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وإلى إلحاق الأذى بالبيئة. تصنيع سيارة صديقة للبيئة وأكد التقرير أن الآثار البيئية للإيثانول والديزل الحيوي تتجاوز في مجملها الآثار الناجمة عن استعمال البنزين والديزل العادي إذا ما أخذ في الاعتبار استخدام الأسمدة (الضرورية للزراعات) والخسائر الناجمة عنها في مجال التنوع الحيوي، إضافة إلى السموم الناتجة عن استخدام المبيدات. وتبدو الدول الاوروبية، الاكثر حرصا على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، الدول المرشحة لان تكون الأكثر تأثرا أيضا بالنتائج الطبيعية لتعميم استعمال الوقود الحيوي، ففي السويد التي تملك نسبة وافرة من الغابات، يتم إنتاج الوقود الحيوي محليا من الأخشاب، الأمر الذي يفسر وجود شبكة كبيرة من محطات التموين التي تعرض وقود «إي 85» مما يجعل من الإيثانول وقودا مجديا اقتصاديا وتهديدا قائما للثروة الحرجية. لكن معظم الخبراء يتفقون على أن أوروبا يتعين عليها أن تستورد الوقود الحيوي لكي تلبي الطلب المتزايد عليه وذلك يتطلب نظام شهادات لحماية البيئة في الدول النامية. وكان تقرير لصندوق الطبيعة العالمي قد ذكر أن الملايين من الهكتارات من الغابات الاستوائية تم قطعها من أجل زراعة نخيل الزيت والصويا وقصب السكر، وكلها من المصادر الرئيسية للوقود الحيوي، الامر الذي يؤدي إلى خسائر فادحة في التنوع الحيوي.