واشنطن: أكدت دراسة حديثة أن بقاء انبعاث الغازات الدفيئة عند معدلاتها الراهنة سيرفع درجة حرارة كوكب الأرض إلى مستويات قاتلة خلال القرون القادمة، وذلك في أسوأ سيناريو محتمل لظاهرة الاحتباس الحراري. واعتمد الباحثين في تجربتهم على قياس أعلى درجات الحرارة المحتملة لما يعرف بدرجة حرارة "المصباح الرطب" وهى تعادل درجة الحرارة المستشعرة عند تعريض جسم رطب لهواء متحرك واكتشفوا احتمال تجاوز درجات الحرارة تلك ولأول مرة في تاريخ البشرية بحال استمرار انبعاث غازات الدفيئة بمعدلها الحالي وهى معدلات حرارة عالية لا تطاق شهدتها الأرض قبل قرابة 50 مليون سنة مضت، وذلك وفقاً لوكالة الأنباء السورية "سانا" الأحد. وأضافت الدراسة أن التعرض لأعلى من 95 درجة من درجات حرارة المصباح الرطب لمدة ست ساعات أو أكثر ستخلق معدلات إجهاد قاتلة بين البشر والحيوانات على حد سواء. وحول مسببات هذه الظاهرة، ينقسم العلماء إلى فريقين أحدهما يرجح أن مناخ الأرض يشهد طبيعياً فترات ساخنة وأخرى باردة، بينما يرجح فريق آخر أن البشر هم من تسبب في هذه الظاهرة. وحذر خبراء من أن ظاهرة الاحتباس الحراري قد تؤدي إلى انتقال الأمراض المستوطنة في أماكن دافئة كحمى الضنك والملاريا نحو الشمال واتساع رقعة تفشيها جراء ارتفاع درجات الحرارة إلى جانب فتك موجات الحر الشديد بالمزيد من البشر بعدما أدت موجة الحر التي اجتاحت أوروبا عام 2003 إلى مصرع أكثر من 70 ألف شخص إلى جانب تراجع المحاصيل. كما سيرفع تراجع معدلات المياه معدلات سوء التغذية بالإضافة إلى التسبب بالمزيد من المشاكل الصحية وستصيب الفيضانات الناجمة عن التغير في نمط هطول الأمطار وذوبان المناطق الجليدية أنظمة الصرف الصحي بالخلل ما سيرفع حالات الإصابة ببعض الأمراض كالإسهال.