حفريات تحت المسجد الاقصى اكد الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ان السلام مع اسرائيل هو مجرد سراب والدليل عدم انسحابها من الاراضي العربية المحتلة واستمرارها في ابتلاع المزيد من الاراضي كل يوم والمزيد من الاجراءات التي تستهدف تهويد مدينة القدس مشيرا إلي أن قضية فلسطين عامة والقدس خاصة هي قضية كل العرب والمسلمين بل وقضية الإنسانية جمعاء .
واشار في كلمته امام ندوة "القدس ومخاطر التهويد "التي عقدها امس في القاهرة اتحاد الاطباء العرب بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية إلي صدق المقولة المأثورة عن الشيخ أمين الحسينى بأن "فلسطين ليست وطنا بغير شعب حتى تستقبل شعبا بغير وطن " لافتا إلي الامور تتدهور بسرعة فبعد أن كانت اسرائيل مزعومة اقترب الأمر من أن يكون العرب هم المزعومين فى أوطانهم مؤكداًعلي أن إسرائيل كيان باطل وما قام على باطل فهو باطل مشدداً على ضرورة تكاتف العرب جميعا من اجل إزالة اسرائيل من الوجود .
وأشار القرضاوي إلي أن الأية انقلبت واصبح حديث العرب ليس ازالة إسرائيل وإنما إزالة آثار حرب 67 موضحاً أن كل العرب يطالبون بعودة الحدود إلى ما قبل 67 وكأن هذا العدوان اضفى الشرعية على عدوان 48.مؤكداًعلي حقيقة أن هذه القضايا لا يصلح فيها الإ تحاد لأن الإتحاد قوة مصداقا لقول الله تعالى " ان الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص " صدق الله العظيم .
وأوضح أنه لايمكن تشتيت القوى وبقيت قضية القدس معلقة ضمن نتائح اوسلوا ومنتقدا تعويل البعض على "اتفاقية أوسلو في حل القضية الفلسطينية"، موضحا بأن "الاتفاقية أجلت القضايا الأساسية (القدس، وعودة اللاجئين، والحدود) وهو ما يعنى فشلها مطالبا العالمين العربي والإسلامي بتثبيت المقدسيين في بيوتهم حتى لا تضيع القدس.
واشار إلي أن قضية القدس خطيرة جدا فهى عاصمة فلسطين وعاصمة عربية للثقافة العربية وعاصمة للثقافة الأسلامية موضحاً أن لدينا ثلاث عواصم دينية مكهالمدينةالمنورةالقدس لافتا إلي أن المدينة لها مكانتها الخاصة فهي مدينة الإسراء إلي جانب أن إسرائيل تهدد القدس من الظاهر والباطن ومن فوق ومن تحت و من كل مكان موضحاً أن اسرائيل لا تسمح لأحد بالبناء فى القدس ومع ازدياد اعداد الناس وعدم السماح لهم بالبناء اضطر الناس للفرار منها .
كارثة كامب ديفيد
وانتقد القرضاوي أخطر ما فى كامب ديفيد من نتائج وهو اخراج مصر من المعركة وقزم دورها فاصبح مجرد وسيط بعد أن كانت شريكا وفاعلا واصفاً العرب بانهم فى غمرة ساهون ولا يدرون ما يفعلون محذرا الأمة من مخاطر التهويد لمدينة القدس كلها وهي المدينة المقدسة التي تعتبر حامية للمسجد الأقصى .
واضاف بأن الفلسطينين لا يستطيعون مقاومة اسرائيل وامريكا والفيتو وحدهم مؤكدا أن واجب كل العرب والمسلمين وواجب من يحرص على اقامة العدل فى هذه الأرض حماية القدس عروس المدائن المقدسة المباركة مما يجري لها من تهويد يتم بخطي متسارعة داعياً الله أن يفيق رؤساء هذه الأمة من سكرتهم مؤكداً أننا لانيأس لأن هذه الأمة باقية إلى يوم الدين .
واكد علي أن المقاومة واجبة شرعا لاستعادة القدس،وأن فقهاء الأمة أجمعوا على أنه إذا انتزع من الأمة أرض فعلى من فيها المقاومة؛ فإن فشلوا وجب على من يليهم حتى يعم الجهاد الأمة كلها، وفلسطين لا تستطيع مقاومة إسرائيل ومن ورائها أمريكا؛ فوجب على العرب خاصة المقاومة لاستعادة القدس.محذرا من ان تصاب المقاومة باليأس لان هذا اليأس اول خطوة علي طريق ضياع الحقوق.
د يوسف القرضاوى وكشف النقاب عن أن هناك دائما دوافع صليبية وراء المؤامرات التي تحاك ضد العالم الإسلامي وقيام اسرائيل هو مؤامرة من تلك المؤامرات لافتا إلي أن بوش عبر عن الروح الصليبية الكامنة في الغرب ضد المسلمين عندما ذكر كلمة الحملة الصليبية في حربه المزعومة على الإرهاب وغزوه للعراق وافغانستان ".
وطالب الشباب بأن يكونوا دعاة وأن يضعو فى أذهانهم أن قضية القدس هي قضية ايمانية ولا يمكن التنازل عنها بالرغم من المشاكل الذي يعاني منها المسلمين فى كل مكان لاننا جميعا سنحاسب عنها بل إن الدفاع عن القضية يعد فرض عين فلابد ان نتحد لحماية مقدساتنا.
وقال الدكتور حمدي السيد رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس فى القاهرة إنه اذا كانت الأمة تعاني حاليا من حالة ضعف وتفريط وافراط فإن هذا الوضع مؤقت ولن يدوم للابد لافتا إلي أن النصر في النهاية سيكون لنا مبديا انزعاجه من ظاهرة ذهاب بعض الشباب العربي للعمل فى اسرائيل موضحاً أن مؤسسة القدس الدولية تعمل على أن تكون القضية حاضرة فى اذهاننا فى كل وقت .
واشار إلي أن المؤسسة تحاول التصدى للمحاولات الصهيونية لإحتواء القدس وهدم جدرانه وبناء الأنفاق اسفله فى محاولة لزلزلة اركان المسجد وهدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانه لافتا إلي أن المؤسسة تقوم بجهد كبير من اجل وقف تلك المخططات .
تواطؤ دولي مع العدوان
ومن جانبه كشف الدكتور جمال عبد السلام رئيس لجنة القدس باتحاد الاطباء العرب النقاب عن رصد الحكومة الصهيونية ل 1.2مليار دولار لبنا ء 50 الف وحدة سكنية فى القدس لتغيير طبوغرافية المكان فى الوقت الذى يقف فيه العالم كله لمناقشة كيفية وقف الاسلحة التى يتم تهريبها إلى قطاع غزة المحتل مؤكداً أننا لا نسمع كلمة واحدة عن الأنفاق التى تقام تحت المسجد الأقصى البالغة مساحته 144 الف متر مربع .
وأشار إلى أن مايحدث من تهويد للقدس وهدم لبيوت المقدسيين العرب والسعي الصهيوني الدؤوب لتشييد هيكلهم المزعوم محل المسجد الأقصى المبارك واخرها الاستيلاء على حجارة من المسجد الاقصى ووضعها في الكنيست الصهيوني كل ذلك يستوجب يقظة الأمة للدفاع عن مقدساتها.
وقام الدكتور حمدي المرسي رئيس مكتب مؤسسة القدس الدولية فى القاهرة بعرض اوضح فيه الاهميه الدينية والسياسية والجغرافية للمسجد الاقصي عند المسلمين و اهم المحطات التاريخية التى أثرت فى قضية القدس وماقام به الاحتلال من عمليات تهويد مدعومة بالوثائق والصور والرسوم مؤكدا علي حقيقة أن الامل لم يسقط والحلم سيظل قائما وسيتحقق هذا الحلم ويتم تحريرالقدس باذن الله لان التجارب التاريخية تثبت ذلك خاصة وأن صمود الشعب الفلسطينى والميزان الديموغرافى يقدم الادلة الدامغة علي قرب هذا التحرير وهذه المعطيات قادرة علي حسم القضية لصالح المقدسيين.
وفى إتصال هاتفي تم خلال جلسات الندوة بالمطران عطا الله حنا عضو مجلس امناء مؤسسة القدس الدولية من مدينة القدس المقدسة قدم التحية لكل الحضور شاكرا اياهم لدعمهم لقضية القدس .
الحفريات والاستيطان يحاصران المسجد الاقصى وأضاف في كلمته للحضور : إننا نشكر للاخوة فى مصر هذه التظاهرة التضامنية مع مدينة القدس خاصة فى هذا العامالذي وقع فيه الإختيار على مدينة القدس بأنها عاصمة الثقافة العربية موضحاً أن المقدسيين أرادوا قبل ايام التعبير عن هذه الإحتفالية فقامت قوات الإحتلال الصهيوني بالإعتداء علينا ومنعت المتظاهرين والصحفيين من الاقتراب .
وأكد قداسة المطران على الوحدة الوطنية الإسلامية المسيحية داخل مدينة القدس موضحاً أن الجميع متحدون لمقاومة العدو الصهيوني الغاشم الغادر لافتا إلي أن الجميع يعلم أن هناك مؤامرة كبيرة لهدم المسجد الاقصى المبارك هذه المؤامرة لا تستهدف الاقصى فقط ،وأنما تستهدف الجميع فاليوم يريد الصهاينة المسجد الاقصى وغدا كنيسة القيامة .
وكرر التحية للمشاركين رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مدينة القدس واهلها العرب وطمئنهم علي قوتهم وصمودهم ، داعياً الفصائل الفلسطنية للتوحد وتوجيه الجهودالمشتركة لمحاربة العدو الصهيوني . وختم قائلاً :ايتها الامة العربية مسلمون ومسيحيون القدس امانة فى اعناقكم فلاتتركوها يتيمة تواجه أعتى قوة عسكرية غاصبة في هذا القرن .