لجنة الاغاثة: فتح معبر رفح مسألة حياة أو موت للفلسطينيين محيط ابراهيم علي
قتلى المحرقة الصهيونية جهود حثيثة قامت بها لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة يوم 27 ديسمبر 2008 وحتى الآن لإغاثة المنكوبين الفلسطينيين ضحايا المجزرة الصهيونية سواء كان ذلك عبر إرسال شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية أو عبر إرسال الأطباء لإقامة نقاط إسعاف متقدمة أو حتى التطوع لدخول الأراضي الفلسطينية ومشاركة الأطباء الفلسطينيين في أداء رسالتهم . التقت (محيط )عددا من المسئولين عن لجنة الاغاثة والطواريء باتحاد الاطباء العرب للتعرف علي الوضع الانساني في غزة في ظل القصف الاسرائيلي والحصار العقبات التي تواجه العمل الاغاثي عند معبر رفح وكيف يمكن التغلب عليها ومطالبهم لتفعيل الدور الانساني في البداية يقول الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح الامين العام لاتحاد الاطباء العرب إن فترة الحصار الطويلة التي قاربت الستة شهور والتي منعت خلالها اسرائيل وصول اي مواد غذائية او ادوية او معدات طبية او الوقود اللازم للحصول علي الكهرباء اوجد وضعا انسانيا ماساويا وصفه الامين العام للامم المتحدة بأنه جريمة ضد الانسانية قاربت الابادة الجماعية ومما دفع وزارة الصحة في غزة بارسال مناشدات واستغاثات للعالم كله تطالب فيها سرعة انقاذ سكان غزة من هذا الحصار الوحشي الذي اوقف النشاط الطبي بسبب نفاد الادوية وعدم وجود الكهرباء لتشغيل الاقسام المهمة في المستشفيات خاصة العناية المركزة ووحدات الاطفال المبتسرين والغسيل الكلوي . ويقول الدكتور سيد رأفت رئيس وفد لجنة الإغاثة العائد من رفح :أن فريق الإغاثة اتجه إلى رفح فى عصر اليوم الأول من القصف الصهيوني لغزة مشيراً إلى أن القافلة الطبية المنطلقة من اللجنة كانت تضم عدد من استشاري الجراحة وشاحنات الأدوية والمستلزمات طبية ، وبالفعل وصلت فى المساء إلى العريش ثم توجهت إلي منفذ رفح البري وانضم إلي وفد اللجنة قافلة نقابة الأطباء ، فوصل عدد القوافل إلى 12 قافلة محملة بالأدوية وبلغ عدد الأطباء المتطوعين إلى 28 طبيب منعوا من دخول معبر رفح. ويضيف بأنه تم التفاوض بين الجانبين المصري والصهيوني للسماح لنا بعبور معبر رفح ،وقد أخبرنا بذلك المسئولين عن المعبر واستمرت هذه المفاوضات إلى الحادية عشر صباحا إلى ان حصلنا على التصريح من الجانب المصري بعبور المعبر وإدخال الشاحنات إلى قطاع غزة وبمجرد سماح السلطات المصرية لنا بدخول بوابة معبر رفح فوجئنا بالضرب الصهيوني الذى سقطت قذائفه على بعد 100 متر فقط من شاحنات الإغاثة . ويستطرد : وقامت مفاوضات اخرى بين الجانبين المصري والفلسطيني واثمرت عن الدخول عبر معبر كرم سالم ؛ولكن الجانب الفلسطيني اصر على معبر رفح لأن معبر كرم سالم عبارة عن مخزن كبير للمساعدات الإنسانية التي لايصل منها للفلسطنيين شىء . وقائع إنسانية د. ابراهيم الزعفراني مع وفد الاغاثة ويحكي الدكتور سيد رافت أنه بمجرد سماح السلطات المصرية لنا بإدخال الشاحنات تكاتف كل الموجودين أمام معبر رفح من مصريين وفلسطنيين فى مشهد انساني مؤثر وتم نقل ال 12 شاحنة فى 45 دقيقة فقط ، مؤكدأ أننا كنا ننقل الادوية رغم أن الجانب الصهيوني كان يقوم بقصف الشريط الحدودي بين مصر وفلسطين . ويروي واقعة إنسانية عن طفل فلسطيني وجد بعض الأدوية ملقاة على الارض فقام بالتقاطها وأعطاها له قائلا " ياعمو ده وقعت منكم " مؤكداً أنه رغم الحصار والضرب لم يتجرأ الطفل على أخذ شىء لايملكه وهو فى احلك الظروف لافتا إلي إلي أنه كان معنا طبيبة سيناوية أصرت على اصطحابنا إلى رفح ، وكانت تساعدنا فى نقل الأدوية بنشاط وهمة عالية جدا وفى تمام الخامسة وجدتها جالسة بتأكل وعندما تقصيت فى الامر علمت انها كانت صائمة وقال :ً إن موقف الطبيبة السيناوية يدل على انه لا يمكن لاحد مهما اوتى من قوة أن يمنع اي شخص من فعل الخير خاصة وأن الدين يحض ويدعوا إلي ذلك فالمولى عز وجل يقول في القرآن الكريم " وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " نقص الكوادر طبية ويؤكد د/ رأفت أن الشعب الفلسطينى ينقصه الكثير من الكوادر الطبية داعيا المخلصين والعقلاء من ابناء هذا الوطن أن يسمحوا للكوادر الطبية المصرية بتأدية الواجب الإنساني والوطني لمساعدة هؤلاء الجرحى الذين ينزفون متسائلاً من سينصر غزة فى هذا الوقت غير شعب مصر الذي كان عبر التاريخ وسيظل دعما لكل الشعوب العربية والإسلامية . ويضيف أنه منذ صباح الإثنين كانت اللجنة تقوم بإرسال قافلة ادوية يومية مؤكداً أن هذه القوافل من تبرعات وإسهامات المواطن المصري الفقير الذى يعاني من أزمات إقتصادية إلا أنه لا يتوانى عن دعم الخير ونصرة قضية فلسطين مؤكداً أن اللجنة تلعب دور الوسيط بين المتبرع وتقديم الإغاثة فى المكان الصحيح . وطالب بالسماح بتوفير الاحتياجات الإساسية من الكوادر الطبية المصرية وهي 20 استاذ جامعي فى التخصصات جراحة المخ والاعصاب وجراحة اوعية دموية وجراحة مسالك بولية ، وجراحة قلب وصدر وطب الحروب والكوراث طب الطوارىء وعناية مركزة وعظام مؤكداً أنه قد تطوع بالفعل قرابة ال100 طبيب مصري للسفر إلى غزة ، ووصف د/ رأفت ما يحدث فى غزة من قتل للنساء والاطفال بهذه الوحشية غير المسبوقة في تاريخ البشر وتدمير البنية التحتية والمساجد والمدارس وقصف عربات الاسعاف المحمية بموجب القانون الدولي واتفاقية جنيف يعد عارا على الانسانية جمعاء . وفود عربية ودولية ومن جانبه اكد الدكتور إبراهيم الزعفراني آمين عام لجنة الإغاثة والطوارىء باتحاد الاطباء العرب انه توافدت على اللجنة وفود طبية من العديد من الدول العربية ومنها المغرب ولبنان والاردن وتركيا والاسودان وموريتانيا ، ودول غير عربية مثل تركيا وماليزيا ودول اوروبية اعلنت عن استعداداها للمشاركة بوفود طبية وكذلك دول اوربية منها بليجكا والسويد والنرويج مشيراً إلى أن عدد القوافل وصل إلى 20 قافلة طبية و10قوافل غذائية . ويضيف أننا خاطبنا الجهات الرسمية من اجل السماح لقافلة بلجيكا والسويد والنرويج؛بالدخول إلي غزة لتادية دورها الانساني في علاج الجرحي والمصابين جراء القصف الصهيوني لأنها تعبّر عن المجتمع الإنساني خاصة اننا نحتاج إلى تلك الكوادر الطبية من هذه الدول لانقاذ المريض فيما يعرف باسم " الساعة الذهبية للعلاج " . لا لخلط السياسة بالاغاثة لجنة الاغاثة تنقل الادوية ووصف الدكتور ابراهيم الزعفراني ما يحدث فى غزة بأنه مذبحة ويجب علينا الا نخلط السياسة بالإغاثة مشدداً على ضرورة تطبيق " الممر الآمن" الذي ينص عليه القانون الدولي والإنساني والذي يسمح بمرورالمساعدات الإنسانية والطبية دون المرور على قوات الاحتلال بالتنسيق بين الهلال الأحمر والجهات الإغاثية الغير حكومية والصليب الأحمر الدولي حتى ولو لسويعات يوميا . ويؤكد أن اللجنة تريد تقديم إغاثة انسانية صادقة مؤكداً على تبرع أحدى الفنانات المصريات واصدقائها بخمسة سيارت إسعاف موضحاً إننا فى إحتياج شديد لتكاتف كل فئات المجتمع المدنى من أجل إنقاذ الوضع فى غزة وضرورة فتح المعبر بصفة دائمة امام المساعدات الانسانية والطبية خاصة مع تزايد اعداد الجرحي والمصابين نتيجة المحرقة التي ترتكبها اسرائيل في غزة . ودعا إلى فتح معبر رفح بموافقة دولية بما يعرف "بالممر الآمن "وتحت منظومة الدولة المصرية ؛ لأننا نعمل تحت رعايتها وبالتنسيق معها ومع جامعة الدول العربية والصليب الاحمر المصري ؛موجها رسالة إلى وسائل الإعلام بأن يكون دورها إيجابي داعماً للدور الإنساني لآننا لا يمكننا الإستغناء عن الإعلام الإيجابي الهادف . حملة تبرعات واوضح أنه فى إطار دعم غزة دشن اتحاد الأطباء العرب فى مقره بالقاهرة حملة تبرع للفلسطنيين المحاصرين فى غزة ، وشارك بالحملة عدد كبير من الشخصيات العامة فى المجتمع المصري منهم الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي والانبا ارميا عدلى وكيل مطرانية شبرا وعضو المجلس الملي الفرعى ، ورجل الاعمال محمد قورة عضو المجلس الاعلى للتخطيط بالحزب الوطني وزوجته الفنانة منى عبد الغني والدكتورة رانيا علوانى عضو مجلس ادارة النادي الأهلي والمفكر القبطي د/ رفيق حبيب والفنان وجدي العربي . واشار إلي أنه سيتم بث هذه الحملة عبر عدد من القنوات الفضائية ومواقع الانترنت والصحف لحث باقي المواطنين على الأسراع بتقديم الدعم المادي والمعنوي للاهالى غزة الذين يتعرضون لجريمة ابادة جماعية . حتى الأطفال لم ينجو من المذبحة كما أعلنت اللجنة عن حملة للتبرع بالدم لإرسالها للجرحى الفلسطينيون الذين تخطى عددهم 2500 جريح فى الأيام العشرة الأولى من العدوان الصهيوني. اجتماع طارئ وعن الفعاليات الاخري للاتحاد لنصرة غزة اوضح الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح الامين العام للاتحاد بأن الاتحاد تفاعل مع القضية منذ اللحظة الاولى في اكثر من اتجاه فقامت لجنة فلسطين التابعة للإتحاد بتنظيم ندوتين عن العدوان الصهيوني الاولى ناقشت الخيارات الفلسطينية شارك والثانية عن مسئولية النظام الاقليمي العربي عما يجري فى القطاع. كما أصدر الاتحاد عددا من البيانات قبيل العدوان وخلاله اكد فيها أن الأوضاع الصحية والإنسانية المتردية فى قطاع غزة محذراً من انتشار امراض وبائية بسبب التدمير شبه الكامل لل بنية الاساسية للقطاع والحصار وهذا يفاقم من حجم الكارثة التى يتعرض لها القطاع وهى المعلومات التى اكدتها ايضا منظمة الصحة العالمية في تقرير صادر عنها أنّ النظام الصحي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة خصوصا في غزة يعتمد اعتماداً كبيراً على التحويل إلى المستشفيات خارج المنطقة .