إبداعات أربعة فنانين في المركز الثقافي الروسي محيط - رهام محمود افتتح الفنان عصمت داوستاشي معرض التصوير الفوتوغرافي "أربعة أيدي" الذي يقيمه أربعة فنانين هم فاطمة هنداوي، داليا رفعت، محسن عبد الفتاح، مجدي موسى بالمركز الثقافي الروسي ودروب للفنون المعاصر بالإسكندرية. فكرة المعرض جاءت من قبل الفنان مجدي موسى، وهي لم تكن عن تقديم أعمالا فوتوغرافية، بل عن فكرة العرض المشترك بين مجموعة فنانين، ولذلك سمي المعرض "أربعة أيادي". قامت فكرة الفنانة فاطمة هنداوي على أساس التفاعل مع الأشخاص، حيث أنها طلبت من بعض الأشخاص كتابة ذكرى مؤلمة يريدون نسيانها، وهذا عبر الإنترنت، حيث استجاب لها حوالي عشرين شخص ولكن بعد عدة أشهر من طرح الفكرة، وعلى هذا الأساس قامت الفنانة بتصوير نفسها في مجموعة من الصور الفوتوغرافية، يظهر فيها كفوف يدها بشكل واضح، حيث كتبت على كل منهما ذكرى مؤلمة لشخص ما، وقد اوحت إمالة الرأس والجسد بحزن الشخصية التي تعبر عنها الكلمات المكتوبة، كما طبعت الفنانة في يوم الافتتاح الورق الذي أرسله لها هؤلاء الأشخاص، والذي يحوي هذه الذكريات المؤلمة، كي يحتفظ بها زوار المعرض. اعتمدت فكرة الفنانة على محاولة نسيان الشخص الأحداث المؤلمة إذ أراد ذلك، مع اهتمامها بتفاعل الزوار مع هذه الكلمات، وهذا ما تحاول ممارسته في أعمالها الحالية وهو مشاركة المتلقي عملها الفني. داليا رفعت صورت أعمالها بالكاميرا القديمة التي تشبه "العلبة"، والتي تظهر الكثير من العيوب في الصورة، حيث استغلت الفنانة هذه العيوب من اهتزاز للصورة أو وجود بعض الشوائب للطباعة في تكوين صورتها وكأنه مقصود طرحها في العمل الفني، فهي تهدف بأن يمكنها إنتاج فن بأبسط أداة بدائية ممكنة، وقد عبرت الفنانة في صورها على المجتمع والحياة العادية التي يعيشونها، وحاولت أن تظهرها كما هي دون أي تجميل فيها، كي تصل للمتلقي بحالتها الطبيعية بصدق دون أي افتعال. لم يقدم الفنان مجدي موسى أعمالا فوتوغرافية، بل قدم عمل مركب مكون من قطعتي حذاء تحوطهما فاترينة، يضع في كل منهما زرعتين، تموت في إحدى الأحذية لتوحي بالإحباط، بينما تتفتح الزرعة في الحذاء الآخر لتصبح وردة حمراء توحي بالأمل، وبغض النظر عن وجهه النظر التي يقصدها الفنان، إلا أنه هذا الحذاء يوحي إلي بحذاء الصحفي العراقي منتصر الزيدي الذي ألقاه في وجه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، والذي عبر عنه عدد كبير من فناني العالم كصرخة في وجه الاعتداء، حيت تعبر إحدى الأحذية عن الإحباط بما يحدث في الوطن العربي من انتهاكات، أما الأخرى فتوحي بالأمل في وجود غد أفضل على الساحة العربية. أما الفنان محسن عبد الفتاح فقد صوب في معظم لوحاته الفوتوغرافية المعروضة عدسته على أشكال معينة كي تظهر وكأنها تكوينات لونية في لوحة مرسومة ذات تقنيات مختلفة، كما يكبر الفنان بعض الأجزاء من اللوحة لتعطي تكوينات متنوعة يحافظ من خلالها على اتزان اللوحة، كما صور الفنان مشاهد من الحياة اليومية العادية، كالتقاطه صورة لطفل ينظر من فتحة الورق المبرومة، وعلى وجهه ترتسم ابتسامة بريئة تحوي الأمل بالحياة.