بالصور .. أفارقة يكشفون إبداعاتهم في وسط البلد محيط – رهام محمود افتتحت مجموعة "تكل" للفنون البصرية المعاصرة مؤخرا معرضها الأول في مقر الجماعة بمرسم الفنان السوداني وليد فاروق في وسط العاصمة المصرية القاهرة، وهي جماعة غير ربحية تهتم بكل أنواع الفنون البصرية المعاصرة، تتناول بصورة خاصة كل ما له علاقة بالفن الإفريقي وطرحه بشكل معاصر. تهتم الجماعة بخلق مساحة للفنانين الأفارقة المهتمين بالفن الإفريقي لطرح أفكارهم في مساحة متواضعة عن طريق الحوار والتواصل الفني والثقافي فيما بينهم. يضم المعرض مجموعة كبيرة من الفنانين السودانيين، بالإضافة إلى فنانين من دول أخرى، فهناك فنانة من سيراليون، وآخر من جزر القمر، وغيره من أريس. ومجموعة أخرى من دول إفريقية مختلفة مع بعض الفنانين المصريين. ويشمل المعرض حوالي أربعين لوحة. وقال الفنان وليد فاروق منظم المعرض ل"محيط" : اخترنا "تكل" اسما للمجموعة لأنه يعني "المطبخ الصغير" في السودان، أي أشبه بالأستوديو الصغير للفنان الذي ينتج فيه طبخته الفنية. والمكان يساعد الفنانين السودانيين الذين لا يجدون مكانا للعرض في مصر رغم أنها بيت كبير مفتوح للفن، لكن مجال العرض له واقع مختلف، كما أنه يعد ورشة لهؤلاء الفنانين. يواصل فاروق: راسلت فنانين سودانيين للمشاركة في إقامة ورشة فنية في مصر، إلى أن نجحت الفكرة ، وكان جميلا أن معظمهم تبرع بعمل فني لصالح المكان، ليستطيع غيره شراء خامات الورشة ، وقد تخطينا الخمسة عشر فنانا إلى الآن ، وهؤلاء جميعا يعبرون عن أن مصر وأفريقيا قارة واحدة ذات مصير مشترك . وعن الورش الفنية التي ستقام في الفترة المقبلة، فهي ورشة للنحت بخامات بسيطة وأخرى تصوير فوتوغرافي، وتصوير، بالإضافة إلى ورش أخرى للأزياء. تنوعت أعمال المعرض بين اتجاهات ورؤى الفنانين المختلفة، إلا أنها تجمعها جميعا الروح الإفريقية. ففي عدد من الأعمال نجد الأفارقة بصورة واقعية يمارسون حياتهم العادية أمام منازلهم. وأحيانا أخرى يصور الفنان الفتيات حينما تعملن في الحقول بأسلوب تعبيري غير مهتم بتناول تفاصيل الحقل مثلما اهتم التعبير عن المرأة وهي تسير في الحقل وكأنها في استعراض حركي. عبر أحد الفنانين عن الأشخاص الأفارقة وصورهم وكأنهم رموز في اللوحة يتحركون ويشكلون في اللوحة لخدمة التكوين فقط، متناثرين في كل اتجاه بجانب بعض الرموز الأخرى كالدائرة والهلال. في حين يرسمهم فنان آخر صامتين دون حركة أشبه بتماثيل العرض البلاستيك التي توضع في فاترينات العرض مستخدما بعض الرموز والمساحات اللونية المدروسة التي تطغى على خلفية كل جزء باللوحة. كما تناول أحد الفنانين تقنية "الكولاج" – تجميع قصاصات الجرائد والمجلات ولصقها على سطح اللوحة لتخدم العمل – للتعبير عن الجسد الإنساني باسلوب آخر. وفي عدد من اللوحات رسم الفنانون البورتريه ليعبر كل منهم عن الإنسان الإفريقي بطريقة مختلفة، فمنهم من يرسم مجموعة من البورتريهات في لوحة واحدة في واجهة العمل تنظر للمشاهد وكأنها في وضع التقاط صورة بينما يرسمه آخرون أقرب للواقعية. بالإضافة إلى وجوه أخرى ظهرت مزخرفة باللون الساخن الذي تناوله الفنانون تقريبا في جميع الأعمال تعبيرا عن الجو الإفريقي الحار، أو عن طريق زخرفة الوجه ببعض الخطوط وكأنها تعبر عن الوشم الذي يشتهر به الأفارقة. ظهر الخط العربي والحروف في قليل من اللوحات تائهة ومندمجة في المجموعات اللونية باللوحة. في حين ظهرت بعض الأعمال تجريدية معتمدة على استخدام تكوينات لونية فريدة وعلاقاتها ببعضها البعض مستلهمة من البيئة الإفريقية؛ حيث نشهد بعض الملامح من مسكن أو زخرف أو رمز إفريقي.