من خلال 28 لوحة، يعمل عليها منذ فترة لصياغتها والتعبير عنها بشكل جديد، قدم الفنان عمر الفيومي المرأة كموضوع لمعرضه الأخير "كلام حريم"، الذي يقيمه في "المركز الثقافي الروسي". تشكيليا تشبه امرأته لوحات "وجوه الفيوم" الشهيرة، ذات العيون الواسعة، والنظرة المتأملة، فهي هادئة في أغلب لوحاته، تجلس في صمت، فهو يستلهم التيمة القبطية "الأيقونة"، وبورتريهات الفيوم التي يراها من وجهة نظرة مختلفة عن الأيقونة القبطية؛ ولذلك تناولها برؤية خاصة حافظ فيها علي احترامه وتقديره لرسم البورتريه. اهتم الفيومي في هذا المعرض بالتعبير عن ربات البيوت المصريات، الذي كان يسترق النظر إليهن في طفولته، فيراقب السيدات حينما يشربن القهوة، يبحثن عن الحظ من خلال أوراق اللعب وغير ذلك، وقد سجل هذه المشاهد في أعماله قبل عامين، فصورهن في جلساتهن الخاصة يتحاورن، ولم ينته في هذا المعرض من التعبير عنهم، حيث تعد هذه التجربة استكمالا لتلك المرحلة عن المرأة. اهتم "الفيومي" بخلفيات لوحاته، التي صور في مجموعة منها البيوت الشعبية القديمة، التي تظهر في اللوحة من خلال نافذة الشرفة أو "البلكونة"، حيث تجلس المرأة فيها في سكون وهدوء، مستمتعة بشرب القهوة، أو حاملة قطتها علي ساقيها، مرتاحة البال، غير منشغلة أو مهمومة بما يدور حولها من أحداث، راسخة، تجلس في مملكتها التي تديرها بنفسها بثبات، تحمل ملابسهن بعض الزخارف، التي رسمها الفنان بإتقان، فهو يلون أعماله بشكل حديث وتلقائي، كما أنه يستخدم في بعض الأحيان طبقات كثيفة من اللون تثري لوحاته، التي يفضل فيها استخدام الألوان الزيتية؛ حيث يعتبرها أرقي الخامات. أما عن البورتريهات فنجدها في كثير من الأحيان تنظر إلينا، وكأنها ترانا ننظر إليها، في قليل منها يحتل الوجه أغلب مساحة اللوحة، كما تنعكس الزخارف الأيقونية علي الخلفية، وتظهرفي خلفية اللوحة بعض الملامس التي أنتجتها التكوينات والبقع اللونية السميكة. يقول الفنان عمر الفيومي عن معرضه: هذا المعرض عن المرأة يعد استكمالا لأعمال سابقة لي تحت عنوان "كلام حريم"؛ فمعظم أعمالي في الفترة الماضية منذ عام 2002 وحتي الآن تناولت فيها بورتريهات للمرأة، أو جسداً كاملاً لها، حيث إنني كنت مهتما بالحوارات التي تحدث بين السيدات اللاتي يجلسن ليشربن القهوة، أو عند لعبهن الكوتشينة وقراءة الحظ، فأنا حاولت الكشف عن هذا العالم السري الذي يخص المرأة، فرسمت لها بورتريهات تحمل ملامح من وجوه الفيوم التي استوحيت روحها.