في معرضه الخامس والثلاثين مازالت المرأة ذات حضور كبير في أعمال الفنان لطفي أبو سرية، الذي جاء مؤخرا من بلجيكا، ليقيم معرضه في قاعة "بيكاسو" تحت عنوان "ألوان الحضارة". المعرض يضم نحو 50 لوحة، بالإضافة إلي 21 لوحة صغيرة رسمها علي ورق البردي، كما قام بعمل كتيب صغير من الأعمال الصغيرة، يضم حوالي 88 لوحة أغلبها بورتريهات. قسم الفنان المعرض إلي عدة مراحل انتجها طوال مشواره الفني، المرحلة القديمة عرض فيها لوحتان من مشروع تخرجه، الذي تكون من خمسة لوحات، أنجزها عام 1964، تناول فيها النوبة بأسلوب واقعي يظهر فيه ملامح أهالي النوبة السمراء عندما كان يتم تهجيرهم. وفي مرحلة أخري تميزت بالرمزية والتعبيرية تناول الفنان الكتابات من جميع انحاء العالم وسماها لوحات "الحضارة"، حيث استخدم وجه المرأة التي تعد بطل أغلب لوحاته ورسم عناصره ورموزه فوق شعرها وكتفها وملابسها، ففي إحدي لوحاته جمع عناصر فنية متنوعة كالأزياء، الرسم، الطباعة، السينما، النحت، الغناء، الموسيقي وغيرها، وجعل المرأة تحتضن بفرشاة الرسم، وكأنها هي المسئولة عن وحدة كل هذه الفنون التي تحيطها. وفي لوحة أخري رسم الفنان تكوين يعبر عن رقصة "البالية"، فنجد راقصة البالية تجلس في حالة من الراحة، واضعا رموزا متصلة بفن البالية، كالنوتة الموسيقية في الغناء والحركة. كما استرجع الفنان لوحة ال"الجورنيكا" لبيكاسو، والتي رسمها علي ملابس امرأة في إحدي لوحاته الدرامية تحت عنوان "العالم يغني رغم..."، ورسم في دائرة شعرها أغلب أنواع الموسيقي والفن من الشرق إلي الغرب، لافتا إلي أن العالم مازال يغني رغم الحروب. أما لوحة "الوحدة" فهي تمثل أمرأة وحيدة في الحياة، تمسك بمرآة دلاله علي أنها تتحدث مع نفسها طوال الوقت، كما يوجد ساعة بدون عقارب دلالة علي أوقاتها التي لا تمر، كما يوجد رموز أخري كالكوتشينة والساعة الزمنية، وفي الجزء الأيمن من اللوحة يوجد ثلاثة صقور صورهم الفنان علي أنهم المستغلين الذين يحاولون استغلال المرأة سواء جنسيا أو عاطفيا فهي مهددة منهم، لذلك يرسمهم بشكل قاص ليست به ليونة أو نعومة لاتصافهم بالعداء. ويشمل المعرض خمس لوحات جرافيكية "حفر بالألوان"، كما يضم مجموعة من اللوحات الصغيرة جدا، المرسومة علي ورق البردي، يحاول فيها الفنان تقديم أعماله في أقصي حد من الصغر، وفي بعض الأعمال لم يستخدم الفنان الألوان، بل استخدم المحاليل الكيماوية، صانعا منها مجموعات لونية جمالية تبدو كالألوان الطبيعية الموجودة في الصخور وغير ذلك. عرض الفنان مجموعة من اللوحات عن "الجرنة" تلك البلد التراثية المبنية بين جبال الأقصر، رسم بعضها بالألوان الباستيل الزيتية، والبعض الآخر بألوان الجواش، خاصة بعد أن قررت الدولة هدمها في عام 2007، فحاول أن يوثق هذه المباني في لوحاته، فرسم عنها حوالي 13 عملاً، عرض منها ستة لوحات في المعرض. في مرحلة الموسيقي استخدم الفنان آلة من كل بلد، كالبيانو، الكامنجا، القانون، السكسفون، وغيرها، كما رسم الفنان وجوة العازفين تعبر عن بلدة كل آلة، كما استخدم رقائق ورق الذهب في خلفية اللوحات، بالإضافة إلي القلم الذهبي الرفيع الذي يأخذ اللون الذهبي ليمتد به ويغوص في مناحي اللوحة.