لندن: سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء على أوضاع العراق وتداعيات ست سنوات من الغزو الأمريكي ، مبرزة معاناة العراقيين العاديين من تفشي ظاهرة الرشوة داخل مجتمعهم. وقالت "الإندبندنت" في مقال نشرته الأحد بقلم كبير مراسليها باتريك كوكبيرن: "إن الرشوة انتشرت في كل مفاصل الدولة العراقية حتى في الدوائر العليا من السلطة" ، مشيرة إلى أن الحصار الذي عاناه العراق لمدة 13 عاما دمر الإقتصاد والمجتمع العراقي ، كما أن الحرب على العراق وإحتلاله أديا إلى استعداد ملايين العراقيين لفعل أي شيء من أجل ضمان سبل معيشتهم. وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير منظمة "الشفافية الدولية" تضع العراق بين أكثر الدول فسادا وأن الدولتين الوحيدتين اللتين تأتيان بعد العراق في سلم الفساد عالميا هما الصومال وهاييتي. وأكدت أن سقوط بغداد وإحتلالها عام 2003 شكل الفرصة التي أدت إلى إشاعة مصطلح "الحواسم" وهو اللقب الذي أطلق على الذين كانوا يقومون بالسرقة. وأورد الكاتب عددا كبيرا من حالات سرقة المال العام مثل سرقة مليار وثلاثمائة مليون دولار لشراء أسلحة من بولندا عامي 2004 و2005 ، و ما تم توريده من أسلحة ومعدات كان أقرب إلى الخردة.