محيط: اعلن دى مستورا الذى يراس بعثة الاممالمتحدة فى العراق السبت إن انتخابات مجالس المحافظات في العراق تشجع على ايجاد تسوية للصراع المرير بشأن مدينة كركوك الغنية بالنفط. وقال ستافان دي مستورا ، إن الانتخابات التي جرت يوم السبت لاختيار ممثلين في 14 من بين 18 محافظة بالعراق ربما تساعد في استمالة الاكراد والعرب والتركمان للتوصل الى اتفاق بشأن السيطرة على المدينة المختلطة عرقيا شمالي بغداد. واضاف: "اذا كانت "الانتخابات" سلمية مثلما كانت واسفرت عن نتائج مقبولة كما نأمل فانها ستوضح مرة اخرى المحاولات التي كانت الاممالمتحدة تبذلها لاقناع جميع الاطراف المعنية بكركوك بان الحل يكمن في عملية سياسية لا في العنف او في تطبيق سياسة الامر الواقع." وربما يتطلب الامر كل جهد ممكن للتوصل الى حل لواحدة من اكثر القضايا الشائكة في عالم السياسة العراقية المليء بالمشاحنات. على الجانب الاخر تريد الاقلية الكردية ان تجعل كركوك التي توجد بها احتياطات هائلة من النفط جزءا من منطقتها التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق وهي فكرة يرفضها التركمان والعرب بالمدينة ويعتبرونها بغيضة. ويسلط الصراع حول كركوك الضوء على انقسام اوسع نطاقا عبر انحاء العراق بين العرب والاكراد بعد ستة اعوام تقريبا من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 للاطاحة بصدام حسين. ويفتخر الاكراد بانفسهم بسبب هدوء الاوضاع في كردستان في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات بين زعمائهم والحكومة التي تقودها الشيعة في بغداد مع مساعي رئيس الوزراء نوري المالكي لاقامة حكومة مركزية اكثر قوة. وكان من المفترض اجراء انتخابات مجالس المحافظات في كركوك يوم السبت ايضا لكنها تأجلت بسبب عدم اتفاق المشرعين المتنافسين على برنامج للسيطرة على المدينة. وأدت الاممالمتحدة دورا بارزا في السعي للتخفيف من حدة الوضع المعقد في كركوك وطبقا لقانون الانتخابات الذي اقره البرلمان العام الماضي فانها ستقود لجنة تتألف من فصائل مختلفة بهدف رسم مسار ودي. ومن المقرر ان ترفع اللجنة التي لم يتم تشكيلها حتى الآن توصيات الى البرلمان بحلول نهاية مارس اذار. وقد ينقضي هذا الموعد بسهولة دون التوصل الى حل شأنه في ذلك شأن الكثير من المواعيد الاخرى المتعلقة بالجهود الرامية لانهاء مشكلة كركوك. وسلطت انتخابات السبت الضوء على ساحة سياسية نابضة بالحيوية انعشها التراجع الحاد في اعمال العنف والثقة المتزايدة للحكومة قبل انسحاب القوات الامريكية بحلول نهاية عام 2011. ومن المتوقع ان تمنح الانتخابات المزيد من السلطة للعرب السنة الذين جرى تهميشهم بعد الانتخابات الماضية التي جرت عام 2005 وسلطت الضوء على انقسامات بين الشيعة ربما تعزز سلطة المالكي. ومن المبكر جدا معرفة عدد العراقيين الذين شاركوا في الانتخابات او ما اذا كانت اتسمت بمزاعم خطيرة عن ارتكاب مخالفات او ما اذا كان اولئك الذين تم تجريدهم من السلطة سيلجأون الى العنف . لكن دي مستورا قال إن اجراء انتخابات ناجحة ربما يشجع الاكراد والعرب على تبني العملية السياسية التي تطرحها الاممالمتحدة بالنسبة لكركوك وربما اجراء استفتاء لتأكيد ذلك. وطالب الاكراد طويلا باجراء استفتاء بتفويض من الدستور بشأن مصير كركوك والذي تأجل. وقال دي مستورا "بعد ان تهدأ الاوضاع وتعود الانفعالات بشأن الفائزين والخاسرين الى حالتها الطبيعية سوف نخطط كأمم متحدة بطرح افكار للاسراع " بالتوصل الى تسوية.