بغداد : كشف قائد عسكري عراقي بأن الحصار الدولي الذي فرض على العراق منذ التسعينيات أضعف القدرات القتالية للجيش وتسبب في سقوط بغداد بأيدي الاحتلال الأمريكي في أبريل/نيسان 2003. وأضاف في حديث لجريدة "الشروق" القطرية :"العراق قبيل الغزو الأمريكي كان في حقيقته هشا وفي الظاهر قويا متماسكا قادرا على التحدي والصمود ، وكان جميع القادة في مزاد كبير لعرض القوة لطمأنة الرئيس السابق صدام حسين ". وقال الفريق الركن رعد مجيد الحمداني في كتابه "قبل أن يغادرنا التاريخ":" التفوق العسكري للقوات العراقية لم يصمد أمام التفوق الهائل للجيش الأمريكي الذي وصلت أرتاله الى مداخل بغداد ليلة الخامس من أبريل لتسقط عاصمة العراق بعد أربعة أيام". وأشار الحمداني إن الرئيس العراقي صدام حسين كاد ان يقتل في مقر اجتماع سري في حي المنصور ببغداد بفعل المتعاونين مع القوات الأمريكية". ومضى القائد العسكري بالقول :" في الخامس من أبريل بدأت معنويات المقاتلين في الانهيار وخاصة الجنود الذين بدؤوا بترك دباباتهم وأسلحتهم منذ ذلك اليوم وبشكل تدريجي حتى وصلت أعداد المقاتلين يوم التاسع الى بضعة جنود وعشرات الضباط في كل لواء قتال". واستطرد الحمداني بالقول :" المشهد يوم التاسع من أبريل كان معدا بإخراج سينمائي في إسقاط التمثال الكبير لصدام الذي شوهد في الوقت نفسه في حي الاعظمية ببغداد يشق طريقه وسط مئات من المواطنين الذين كانوا يحيونه بإخلاص". في سياق متصل ، كشف أحد مرافقي صدام إنه لم يهرب ويترك العاصمة العراقية بعد إحتلالها كما أُشيع ، بل ظل يقاتل مع 40 من عناصر المقاومة . وأضاف في حديث لجريدة "القدس العربي"إن الرئيس صدام حسين التقي في أحد منازل اعضاء القيادة مع ثلاثة من قادة ألوية الحرس الجمهوري ونجله قصي، وأمرهم بأن يرسلوا ضباطهم إلي مدنهم وان يشكلوا فرقا من اجل مقاومة الاحتلال والعودة برجال إلي بغداد". ومضى بالقول :" صدام لم يغادر منطقة الاعظمية حتي يوم الجمعة الموافق 11 أبريل/ نيسان ، حيث وقف الرئيس وسلم علي باقي فريق الحماية وعدد كبير من فدائي صدام وامرهم بالانصراف ورغم محاولتهم من اجل البقاء معة لكنه رفض وقال لاتخافون علية الله موجود.. اني ادبر اموري وبيوت العراقيين كلها بيوتي" . وقال: تنقل الرئيس بين مواقع بديلة كانت منتشرة في أحياء الكرادة والمنصور واليرموك والسيدية والخضراء والجهاد والدورة، الا إنه كان مهتما بتقوية جيوب المقاومة العراقية ".