أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، ضرورة أن يقوم الساسة في مصر بمراعاة ما يسمى بحزب «الكنبة» قبل الإقبال على أي خطوة سياسية أو حملة انتخابية. وأقالت الهيئة البريطانية، في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، إن تعبير "حزب الكنبة"، يطلق على من يمارسون السياسة عن طريق الكلام فقط من داخل منازلهم وهم أغلبية المصريين الذين يتشدقون بعبارات اعتراض على جميع الأوضاع دون الإدلاء بآراء تبعث على التغيير، حسب قولها. وأضافت أن هذا الحزب بالتأكيد لا يملك زعيما وليست له أيديولوجية محددة. وأشارت إلى أن الانتخابات الرئاسية الديمقراطية الأولى في مصر عام 2012، جاءت أكبر دليل على توغل مصطلح «حزب الكنبة» داخل المجتمع المصري، لأن الفرصة كانت سانحة أمام جموع الشعب لاختيار رئيس منتخب شرعيا ولكن بالرغم من ذلك واحد فقط من كل اثنان ذهب للإدلاء بصوته. وأوضحت الهيئة أن الاختيار آنذاك ما بين المرشحين الذي لم يكن ملهما أو مشجعا على الانتخاب، وكذلك غياب الثقافة الديمقراطية عند الشعب المصري بعد عقود من الحكم الاستبدادي كانا من العوامل التي لعبت دورا في تعمق نظرية «حزب الكنبة». وأضافت الهيئة أن الأمر تكرر عندما عقد الرئيس المعزول محمد مرسي الاستفتاء على الدستور من تلقاء نفسه بعد بضعة أشهر من توليه منصب الرئاسة، حيث لم يشارك سوى نصف ثلث الناخبين فقط في هذا الاستفتاء. ورأت أن هذا الاستفتاء الأخير على الدستور الجديد من الممكن أن نجد له أعذارا لعدم المشاركة فيه لأن كثير من الناشطين العلمانيين كانوا يشعرون بالقلق من أن تحمل الوثيقة وقتها بصمات جماعة الإخوان المسلمين أو الرئيس المعزول. وشددت الهيئة على ضرورة أن نضع هذا الأمر في الاعتبار حين يتم النظر لنتائج الاستفتاء على الدستور الحالي، فطبقا لما أعلنته الصحف الرسمية في مصر فإن الدستور الحالي في طريقه إلى التمرير. وقالت الهيئة إن هذا الاستفتاء لم يشهد مشاركة من قطاع كبير وهو أنصار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، بالإضافة إلى بعض الفصائل العلمانية التي تخوفت من الدستور ولذلك لم تشارك في الاستفتاء. ورأت الهيئة أنه لا عجب فيما تفعله الحكومة الحالية المدعومة من الجيش في الترويج للاستفتاء على الدستور بنعم وذلك لأن الدستور يرعى مصالح الجيش بطريقة كبيرة ويمكنه من السيطرة على مقاليد الحكم، الأمر الذي أظهره السيسي في طموحاته التي جاءت بطريقة لطيفة بمجرد أنه كشف عن نيته في الترشح في حالة رغبة الجماهير على هذا الأمر.