تتباين آراء الكتل النيابية داخل المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) ، بين مؤيدة لسحب الثقة ، وأخرى تتخوف من عدم الاتفاق على بديل في هذه المرحلة. وقد تداولت الأنباء داخل أروقة المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) أمس أن رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات نوري العبار قد أعطى موافقته المبدئية لكتلتي "العدالة والبناء" و"الوفاء"على الترشح لمنصب رئيس الوزراء ، بعد أن يتم سحب الثقة من الرئيس الحالي علي زيدان- حسبما أفادت وكالة الشرق الاوسط. وذكرت تقارير إخبارية أن مصادر بالمؤتمر الوطني العام ، قد أشارت إلى أن اجتماعات عديدة جرت بين "العبار" والكتلتين المذكورتين لطمأنته بالحصول على النصاب الذي يؤهله لتولي رئاسة الوزراء. وذكر الإعلامي الليبي محمود شمام على صفحته على الفيسبوك أن أخباراً تتحدث عن اتفاق الإخوان وتحالف القوى الوطنية على تسمية علي العيساوي رئيساً للحكومة بديلا عن علي زيدان . من جهة أخرى ، أكد عدد من أعضاء المؤتمر الوطني ، أن رئيس الحكومة الحالي علي زيدان مازال يحظى بتأييد عدد من أعضاء المؤتمر بما يكفل له البقاء في المنصب ما لم تحدث مفاجأة تطيح به. وقد تكرر طرح حجب الثقة عن رئيس الحكومة علي زيدان داخل جلسات المؤتمر الوطني العام طيلة الأشهر الثمانية الماضية ، إلا أن هذا الطرح لم يعتمد كمقترح يصوت عليه المؤتمر بشكل رسمي. وفي السياق ذاته ، ترى كتلة "يا بلادي" أن الوقت غير مناسب لسحب الثقة من الحكومة ، وأن من يطالب بذلك فئة لها مآرب أخرى لا تصب في مصلحة الوطن، محذرة من أنه إذا حجبت الثقة عن الحكومة فإننا سنواجه إشكالاً في الاتفاق على شخصية بديلة لتولي هذا المنصب. و قال رئيس كتلة "يا بلادي" أبوبكر مدور إن إخفاقات الحكومة مسؤولية مشتركة مع المؤتمر فهو من انتخبها، منوها إلى أن من المؤتمر لم يضع حتى الآن السياسات العامة للدولة التي ينبغي أن تعمل الحكومة في إطارها. وتؤكد الكتلة أن طرح سحب الثقة عن الحكومة دون مراجعات نقدية شاملة لأداء المؤتمر "لا يمنحنا حق وضع اللوم كله على حكومة زيدان". وبدورها أوضحت "كتلة ليبيا" أن موقفها من رئيس الحكومة لم يتبلور بعد ، وأن الرأي السائد داخل المؤتمر هو استياء من أداء الحكومة خاصة في تعاطيها مع الملف الأمني الذي لم يُلبِّ تطلعات الشعب الليبي لعدم وجود خطوات عملية. ولحداثة تشكيلها فإن موقف كتلة "المبادرة الوطنية" من مسألة حجب الثقة عن زيدان لم يتبلور بعد، حيث أنها متخوفة من حدوث فراغ سياسي إن جرت إحراءات حجب الثقة عن رئيس الحكومة دون توافق، وهو ما صرح به عضو المجلس الرئاسي بالكتلة عبدالله جوان. في المقابل ، استبشر حزب العدالة والبناء بإمكانية قرب التوصل إلى اتفاق لحجب الثقة عن حكومة زيدان ، بعد التصريحات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لتحالف القوى الوطنية التي تسير في الاتجاه نفسه، ضمن تأكيدات للحزب أنه لا توجد كتلة بالمؤتمر "تتمسك وتتردد" في مسألة سحب الثقة عدا كتلة التحالف. وأكد رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان ، أن كتلة حزبه بالمؤتمر ما زالت مصرة على حجب الثقة عن رئيس الحكومة ، موضحا أن ما يمنعهم من الانسحاب منها هو عدم رغبتهم في تسجيل موقف انفرادي. وأضاف أن سبب اتجاههم لحجب الثقة عن زيدان هو عجز الحكومة عن حلحلة أهم الملفات، كما أن فشل الحكومة بات واضحا لكل مواطن ليبي رغم توفر الميزانيات والإمكانيات لها بحسب صوان. وبدورها أكدت كتلة" الوفاء للشهداء" أنها كانت وما زالت مع حجب الثقة عن رئيس الحكومة وأنها ستتمسك بموقفها خلال خارطة الطريق، إلا أنها لن تخالف موقف المؤتمر الوطني العام. وأضافت أن الكتلة منحت الحكومة فرصة كافية بعد إقرار ميزانيتها، لتثبت تبنيها لخطة واضحة لصرف الميزانية وفق معطيات معينة فيها، غير أنها لم تثبت ذلك. وتتجه كتلة "الرأي المستقل" نحو حجب الثقة عن رئيس الحكومة بقولهم إنه أمر مقبول، فيما أكد رئيس الكتلة عبدالعالي الدرسي أن زيدان أصبح عاجزا عن رؤية المستقبل وغير قادر على تسيير الحكومة.