بيتنا كان بيت علم وثقافة وسياسة بداياتي كانت مع القرآن والسنة والأدب مصروفنا القليل كان اللبنة الأولى للمكتبة المكتبة بها من أصناف العلوم والبحوث والمؤلفات الكثير والكثير. أكثر الاشخاص الذين تأثرت بهم العلامة عبد الله دراز والشيخ الغزالي وأخي رحمة الله عليهم. الباطل انتفش في هذا الزمان لأن الأزهر ترك الساحة العلمية والشرعية لغيره. العلماء ورثة الانبياء ، والأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، بل ورثوا العلم فمن نهل من هذا العلم فقد فاز ، وقليل من البشر من تعلم العلم وعلمه ابتغاء مرضاة الله -عز وجل- وكثير منهم تعلم العلم ليقال عالم . التقت شبكة الإعلام العربية "محيط" واحداً من هؤلاء الأفذاذ الذين شهد بعلمهم القاصي والداني ، ولقد حفلت مكتبته بشتى أمهات الكتب وشتى أنواع التصنيفات. إنه الدكتور عبد الفتاح خضر -استاذ التفسير وعلومه بجامعة الأزهر الشريف- الذي حدثنا عن رحلة كفاحه مع الكتب والقراءة ، وكيف بنى صرح من الكتب خلال تاريخه الطويل ؟ قال خضر في بداية حديثه ، القراءة مرتبطة ارتباطاً كلياً بالنشأة الأولى لي ، والجو العام الذي صاحب الطفولة ، فبين أب مثقف فاهم يرشدنا إلى أن العلم نور من نور الله ، وبين أخ أكبر يشتري لنا مجلة الإسلام التي كانت تصدر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بثلاثة قروش ، فكنا بفضل الله نتهجى في المجلات الدينية وفي الكتاب. القرآن والسنة والأدب وكان أول كتاب تعلقنا به في الصغر كتاب الله عز وجل ، أصل أصول القراءة ومفتاح باب العلم والمعرفة ، وبعد ذلك ضم بيتنا المثقف رياض الصالحين ، هذا الكتاب الذي اكتنز لنا السنة ، فكنا نجلس كل ليلة يقرأ كل واحد منا حديثاً لتعلم العلم والقراءة والسنة والشريعة ، فكانت النشأة مع القرآن ممثلاً في المصحف ومع كتاب رياض الصالحين وبعض قصص السيد الوالد مثل سيف بن ذي يزن ، وعنترة العبسي ، وذات الهمة ، وزرقاء اليمامة وغير ذلك من تراث العرب. نشأة المكتبة ومن خلال توجيهات أساتذتي في الجامعة بدأت أصنع مكتبتي العامرة بكل فنون المعرفة والموسوعات التى يزيد بعضها عن 52 مجلداً ، ففي السنة الأولى من الجامعة ومن مصروفنا اليومي كنت أنا وأخي الذي يكبرني بعامين ، نجمع مصروف الشهر ونشتري كتباً تراثية ، فكانت أولي كتبنا التي اشتريناها فتح الباري شرح صحيح البخاري ، ثم النووي علي مسلم ، ثم فتح المنعم لمولانا الدكتور موسي شاهين لاشين ، ثم روح المعاني للآلوسي ، ثم الحواشي القديمة كالشهاب وزاده ، وغير ذلك مما يتصل بالتخصص الدقيق في التفسير والحديث . كل الفنون ظلت المكتبة تنمو وتثمر وتزيد إلى أن أصبحت مليئة بعيون كتب التراث العلمي ، أصول الفقه بحواشيه ، والفقه بمطولاته على المذاهب الأربعة ، وكتب التاريخ الإنساني والإسلامي ، وكتب الدعوة والثقافة الإسلامية ، واللغة العربية وآدابها ، و التفسير وعلوم القرآن الكريم ، وكتب العلوم الحديثة وتراجم معاني القرآن ، والقواميس العربية الإنجليزية والعربية الروسية والعربية والفرنسية ، وكان هناك ركناً كاملاً يخص المصاحف بأحجامها وخطوطها ورواياتها الدوري وقالون وحفص وورش ، وركن كامل يخص الدوريات والمجلات المحكمة فيوجد في مكتبتي مجلات الأزهر والمنار الإسلام والوعي الإسلام والحوار ومنبر الشرق كل ذلك في مجلدات مسلسلة بحيث يسهل علي المطلع أن يجد فيها بغيته وبمنتهي النظام . موسوعات علمية وأوضح العالم الأزهري ، أن المكتبة موسوعية تحمل موسوعات علمية في كل فن فأبرز الكتب التى هي على أرفف مكتبتي موسوعة الفقه الكويتية 52 مجلداً ، وموسوعة شروح الموطأ 50 مجلداً، وموسوعة مسند الإمام أحمد 52 مجلداً ، وموسوعة الذهبي 22 مجلداً ، وموسوعة فتاوي ابن تيمية 32 مجلداً ، وموسوعة القرطبي 20 مجلداً ، وموسوعة تفسير البسيط للواحدي 23 مجلداً ، غير موسوعة نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم ، وموسوعة التفسير الموضوعي بالشارقة . أقسام المكتبة وأضاف ، الكتب في مكتبتي وضعتها بحكمة وحنكة ، حيث الأقسام الرئيسية بالمكتبة كالآتي: التفسير وعلوم القرآن يجد فيه القارئ معظم التفاسير المطبوعة حول العالم ، رتبتها بحسب تاريخ ميلاد ووفيات أصحابها ، حتى تريح من أراد معلومة سابقها أو لاحقة ، ولدي في هذا القسم الطبري مروراً بالكشاف ورموز الكنوز والبحر والنهر والتحرير والتنوير وانتهاء بالتفسير الميسر لنخبة من العلماء ، وهنا جمعت بيت الأصالة والمعاصرة ، وازدانت المكتبة التفسيرية بأكثر من 23 بحثاً لي بين مودع بدار الكتب المصرية ، ومحكم داخلياً بمجلات مصر ، وخارجياً من خلال المؤتمرات والمجلات العلمية المحكمة . قسم البحوث في مكتبتي جزء مخصص للأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المحكمة مثل ، عادات عربية في ضوء القرآن الكريم محكم ومنشور بمجلة معهد الشاطبي للدراسات القرآنية بجدة 1428ه 2007م ، العلامة برهان الدين البقاعي وكتابه نظم الدرر بحث محكم ومنشور بمجلة كلية أصول الدين بالمنصورة سنة 2005م ، وصايا الرحمن في سورة لقمان محكم ومنشور بكلية أصول الدين بطنطا 2003م k غاية المطلوب في حديث القرآن عن القلوب بحث محكَّم ومنشور بمجلة كلية أصول الدين بالمنوفية سنة 1999م ، أدب القرآن في حديثه عن الجنس بحث محكَّم ومنشور بمجلة كلية أصول الدين بالمنوفية 1998م بحوث المؤتمرات وكذلك هناك قسم للأبحاث المنشورة في واقع المؤتمرات مثل ، المبادئ العسكرية في ضوء القرآن الكريم محكم ومنشور بمجلد الملتقى القرآني ، وقد نال جائزة سمو الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن بالرياض 1428ه ، المسابقة الرابع الجوانب التشريعية والنظامية لأخلاقيات المهنة في عصر العولمة بحث أعد لمنتدى أخلاقيات المهنة في عصر العولمة 1428ه/2007ه 19 ا، لأمن الفكري في ضوء القرآن الكريم بحث أعدَّ للملتقى الرابع للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية، المنعقد في الفترة 23 26/ 2/2009م بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة بالمملكة العربية السعودية ، محور حفظ الأمن على مستوى الفرد الكتب والدراسات والمؤتمرات : 1] الشباب وتحديات المستقبل أعدّ لجائزة أبها للثقافة لعام 1428/1429ه. 2] الدخيل في تفسير القرآن الكريم . الجزء الأول. [مطبوع] 3] التطرف أسبابه ودوافعه . [ نال به جائزة شيخ الأزهر مطبوع] 4] أحسن القصص . دراسة تحليلية لسورة يوسف عليه السلام [مطبوع] 5] منحة المنان بتفسير سورة الإنسان . دراسة تحليلية [مطبوع] 6] نصيحة وتوجيه إلى الدعاة إلى الله تعالى. [مطبوع] 7] الإعجاز البياني في الحزب الثاني من القرآن الكريم[ بحث مرجعي أعد لنيل درجة الأستاذية] 8] مظاهر الرحمة للبشر في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم بحث أعد للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة برابطة العالم الإسلامي 1428/2007م18] " 9] الحكمُ الشرعيُّ للنصيحةِ وضوابِطُها بحث مقدم للمؤتمر الدولي " النصيحة المنطلقات والأبعاد"برعاية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المحور الثاني 10] المؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية جامعة الملك سعود كرسي القرآن وعلومه في الفترة من 16/2وحتى 21 /2/2013 م بالرياض . المؤلفات العلمية وأما عن مؤلفات الدكتور فالطبع في مكتبته مؤلفاته العديدة التي نهل الجميع منه وهي فقه الموازنات ومشروعيته ، وهو بحث ليس في تخصصي وتم قبوله وسيتم طبعه بمؤتمر كلية الشريعة بمكة قريباً ، وبحث عن أهمية الحوار وآدابه منذ يومين أجيز للنشر بحول الله في مؤتمر الحوار وآدابه في الرياض . كتب مؤثرة وأما عن الكتب التي أثرت في حياتي فهي كتب الدكتور القرضاوي والغزالي أكثر ما أثر في ثقافتي العامة ، أما كتب التفسير التى تأثرت بها كثيراً القرطبي والشهاب الخفاجي والزاد ، الذي لا أمّله وهو ما كتبه العلامة محمد عبد الله دراز ، فأنا أعشق كتب الدكتور دراز ومحاضراته وتقدمته للتلاوة وكل قصاصة ورق كتبها في حياته. رموز لا تنسَ كما كان هناك كتاب غيّر مثار حياتي ، كتاب مع الله دراسات في الدعوة والدعاة للشيخ محمد الغزالي ، طالعته وأنا حزين من مستوي الطلاب المتدني ومن مستوى الإدارات الأزهرية التى لا ترقي كثيراً إلى درة القدوة ، فوجدت وأنا في هذه الحال قول الشيخ الغزالي عن طلابه ، إبان كان أستاذاً للثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالقاهرة ، وكان التلميذ من تلاميذه بأمة كاملة قال مقولته التي زلزلتني حينها " وإن كنت أعترف بأن حال الطلبة تقبض الصدر وتملأ النفس كآبة . وهيهات أن يتكون منهم بهذا الوضع جهاز للدعاية الإسلامية الناجحة " مضيفاً هذا الكلام قاله الغزالي وأمامه من أساطين الكلمة وشجعان الفكر من يملأ طباق الأرض علماً كالدكتور محمود عمارة ، وطبقة العلماء الذين أصبحوا شيوخ مشايخنا في الوقت الراهن هذه العبارات جعلتني أكثر جدية وإصراراً على عدم التفريط في البقية الشاحبة المتبقية في جديدة التعليم بصفة عامة والتعليم الأزهري بصفة خاصة . أخي صاحب فضل عليّ ولم ينسَ الدكتور عبد الفتاح صاحب الفضل عليه بعد الله سبحانه وتعالي الذي سهل عليه مهمة القراءة وأوصله الي هذه النعمة حيث قال أخي موجه اللغة العربية المرحوم الأستاذ محمد محمد خضر الذي لبى نداء ربه منذ شهور ، كان من المثقفين من الفاهمين لبقاً في حديثه يعرف العربية والإنجليزية ويجيدهما بطلاقة ، وكان سياسياً بارعاً عمل بكل وسعه ليجد نفسه فينا أنا وأخي فكنا من غراسه بعد الله ثم الوالدين ، فشحذ الهمة نحو المجلات والكتب وسماع الأخبار والتأثر بمن حولنا وما حولنا فكان البيت بيت علم وثقافة وسياسة بامتياز رحمه الله رحمة واسعه . دور الأزهر وختم الدكتور كلامه بما أن أمتنا هي أمة "اقرأ باسم ربك" وهي أمة "ن والقلم" وهي أمة "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" ، فإنني أهيب بكل مخلص في مصر عموماً ، وفي الأزهر خصوصاً أن يحترم رسالته ويقف الطلاب على بوابات العلم والقراءة ، ولا يجوز أن يكون الأستاذ تاجراً بل يجب أن يكون أباً رحيماً صدراً حنوناً لطلابه ، وإلا فما بلغ رسالة الإسلام ، وما انتفش الباطل في هذا الزمان إلا لأن الأزهر قد انزوى جانباً تاركاً الساحة العلمية والشرعية لغيره من أطياف لا تحسن.