ظلت القرية المصرية بشكل عام والدمياطة بشكل خاص تعتمد على انواع الخبزالمختلفه التى يحرصون على اعدادها وتسويتها فى المنزل لفترة زمنية طويلة واستغل اهالى القرية المحاصيل التى تنتجها أراضيهم من قمح وشعير وذره والبان الابقار فى صناعة الخبز الفلاحى الذى تتغير اشكاله واسماؤها واحجامه من منطقه لاخرى تماما كما يختلف شكل الفرن من منطقه لاخرى. بداية انقراض الخبز الفلاحى ومنذ منتصف الستينيات من القرن الماضى بدء الخبزالجاهز يدخل القرى المصريه ورويدا رويدا انقرض الخبز الفلاحى الذى يحتاج الى وقت لاعداده وارتفعت تكاليف مكوناته مقارنه بالخبز البلدى ولم يتوقف الامر على الخبز البلدى بل دخلت جميع انواع الخبز الحديثه الى كافة القرى ومنها " الكايزر" و" الفينو " و" السن " الخاص بالتخسيس . الاختلاط ادى لانتشار الخبز الجاهز يقول حسن سلامه , على المعاش زمان فى الستينات العيش الفلاحى ده كان الوجبه الاساسيه ومكنش فى بيت فى الفلاحين الا وبيخبز العيش وكانوا بيهادوه وبيتازورا به وخاصة الفطير المشلتت لو كانوا رايحين المدينه او البندر كما كان يقال زمان ولكن بعد كده نتيجه اختلاط اهالى القرى بالمدينه لما الولاد كبروا وراحوا المدارس والجامعات ودخلوا الجيش بدءوا يتعرفوا على الخبز الجاهز الذى يعد فى الافران واستسهلوه وبدءوا يشتروا كميات لاهاليهم لما فى اجازاتهم وبدل ماكانت الاهالى بتخبز لولادهم اثناء سفرهم العيش الفلاحى ليأخذوه كزواده اثناء ذهابهم الى مدارسهم او جامعاتهم او الجيش لان التعليم كان عاوز فلوس وكان العيش ده بيغنيهم عن ان يشتروا الخبز الجاهز بفلوس . يقول مديح فراج , 71 سنه فلاح كان زمان لما الواحد يروح البوليس لقضيه او يروح الجيش هوه ده اللى يشوف وياكل العيش الطرى بتاع البندر , أو يتحجز فى سجن المركز بعيد عنك , كانوا اهله يخدوا له عيش طرى من بتاع البندر وحلاوه كنوع من الترفيه والتخفيف عنه . وكان خبز البندر بيختلف عن العيش بتاعنا لانه كان بيجى من الفرن طرى وسخن , عكس الخبز بتاعنه اللى كان ناشف علشان ينفع يتخزن لفتره. تقول نعيمه السيد , ربه منزل , احنا كنا بنخبز كل شهر ونخزن العيش وكنا فى المناسبات لازم نخبز عند قدوم شهر رمضان والعيد الصغير والعيد الكبير وفى المناسبات فرح طهور واى حاجه تانيه وزمان كنا بنخبز لما يكون فى حالة وفاه ونوزع العيش رحمه ونور على المتوفى. وبرضه زمان كان عيب لو الفلح جاب عيش جاهز ولو اشتراه فبيخبيه علشان محدش يشوفه لان فى الحاله دى كان بيتقال عليه مفيش فى بيته خير المهنه والخبز . يقول حمزه خليل , من يجى 30 سنه كده بدأت المهنه والحاله الماديه هى اللى بتفرض نفسها فى موضوع العيش ده يعنى الراجل الفلاح اللى رزقه من الفلاحه مكنش محتاج يشترى عيش حتى لو كان فى مخبز ألى قدام بيته لان الفلوس مكنتش بتتوفر معاه الا فى موسم الحصاد ولان عنده الغله متخزنه فى البيت فكان العيش البيتى اوفر له لانه بيروح الغيط الفجر ومبيكنش فى مخبز فاتح. أما الصياد والنجار والحرفيين من مهن اخرى فكانو بيعتمدوا على الخبز الجاهز لانهم معاهم فلوس متوفره معظم الوقت وكمان الخبز الجاهز أوفر له فى الفلوس وكمان بيكون طرى وسخن وبيشترى كل يوم بيومه . يقول حسن المتولى موظف , اتجاه الناس للخبز الجاهز جاء نتيجه لنقص القمح وارتفاع ثمنه وكمان الدوله بتدعم الخبز الجاهز بملايين الجنيهات فهناك عيش لكل طبقه فى الرغيف 5 قروش وفى 10 قروش وفيه ابو ربع جنيه اما بالنسبه للست فالكل بيتجه للخبز الجاهر لان الست دلوقتى بتشتغل ومش فاضيه زى زمان ودلوقتى كل موظف بيشترى العيش من اى فرن قريب له والافران دلوقتى انتشرت فى كل حته فى مصر. تقول هند راضى , ربه منزل , الناس دلوقتى بتبص لبعض والناس اللى كانوا فقرا زمان واتعلموا وكانوب بيشتغلو فى البيت يروحوا يخبزو العيش فى بيت الناس الاغنياء دلوقتى بيشتروا العيش الجاهز علشان يبينوا انهم معاهم فلوس ويقولو الروس اتساوت هى طبيعه الناس فى الريف كده . انواع الخبز تقول سعاد الحجرى ربة منزل احنا بنعمل العيش الطرى اللى هوه المدوربيكون حوالى رغيف قطره 30 أو 40 سم ده كان الاول بيتعمل من الدقيق والميه وكنا بنعجنه ونحط عليه خميره ونغطيه ونبيتو لتانى يوم ونقوم نخبزه من الفجريه فى الفرن علشان الحر أو نعجنو الصبحيه ونخبزه على العصريه وكانت بيتعمل بالايد ونحطه على الطبليه ونسويه بالنشابه ونرصو على حته قماشه ويدخل الفرن ولما يستوى نخرجه لما يتهوى شويه وبعدين نرصو وبعد كده لما طلعت الماكينه بقت سهل بس العيش بقه طويل وبرضو بيتعمل طرى وناشف وفى كمان الرقاق والكيماج بس ده بيتعمل باللبن وبيكون صغير فى حجم الكعك كده بس اكبر شويه وطرىويوم الخبيز بيكون يوم حلو والاطفال بيتجمعوا وبنعملهم حاجه اسمها " الحنون " بيكون رغيف صغير كده وبيتعمل بالسكر وساعات بالابيض وكنا زمان بنخبز فى الفرن البلدى بيبقه معمول من الطين والطوب وفى لوح صاج انما دلوقتى فرن الغاز يقه فى معظم البيوت اوفر وأريح.