أم محمد سيدة مصرية تبلغ من العمر 55 عام توفى زوجها منذ مايقرب من 14 عام وترك لها 4 بنات فجأة وبدون مقدمات وجدت نفسها بلا عائل وبلا مأوى ولاتملك من حطام الدنيا سوى (صندوق ماسح للأحذية ) تركه لها زوجها الذي كان يعمل ماسح للاحذية وامام ظروف الحياة الصعبة وصرخات اطفالها الصغار من شدة الجوع . قررت ام محمد ان تحمل صندوق الاحذية وتنزل الى الشارع فالبداية لم تكن سهلة بالنسبة لسيدة بسيطة خاصة وانها تعلم جيدا ان النزول الشارع والتعامل مع الناس وبصفة خاصة الرجال الذين سوف تتعامل فى الشارع لم ولن يكون سهلا ولكنها عقدت العزم فى المضي قدما ً فى اختراق عالم مساح الاحذية وبالفعل اختارت لنفسها موقع استيراتيجى فى وسط مدينة دمنهور وبعيد عن المنافسين وبالقرب من بعض المصالح الحكومية. وجلست ووضعت الصندوق الخشبي المتواضع امامها وبدأ يتعرف عليها المواطنين والموظفين فى المنطقة شيئا فشيئا ً حتى تفوقت على أقرانها من زملاء مهنة ماسح الاحذية ورغم المضايقات التى تتعرض إليها أى أمراة تنزل للعمل فى الشارع إلا انها استطاعت تتقمص شخصية قوية تشبه شخصية الرجال التى تتعامل معهم وكانت تستطيع ان تلقن أى شخص يحاول معاكستها درسا ً فى الاخلاق لم ولن ينساه طليلة حياته كما تقول بل ان البعض تاب نهائيا من معاكسة السيدات بعد الدش الساخن البلدي الذي تعرض له من أم محمد . وتطالب أم محمد - حكومة الدكتور حازم الببيلاوى بتوفير فرص عمل للشباب بجانب شقق اقتصادية بإسعارمنخفضة وبالتقسيط المريح وعن رأيها فى ثورة يناير وثورة 30 يونيو تقول ام محمد - لم نرى منهما شيئا حتى الاّن فالفقر و البطالة والحياة الصعبة مازالت كما هى موجودة ، هذا بالاضافة الى تقاعس المسئولين وعدم اهتمامهم بالمواطن محدود الدخل وشباب كتير زى الورد استشهدوا واصيبوا فى الثورة ورغم ذلك انا شايفة ان المسئولين العواجيز وكبار السن مازالوا بيحكموا البلد - نفسي أشوف كده وزير شاب قبل ما أموت أو وزيرة شابه كده عندها صحة وتقدرتلف وتدور على الغلالبة وتساعدهم وعن رأيها فى الاحزاب - فهى غاضبة جدا ً من مرشحة حزبية سابقة فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة . وتقول جاءتنى وقالت لى سأهتم بمشكلتك وسأساعدك حتى لو لم أنجح وحتى الاّن لم أراها ولم تفى بوعدها وتضيف – محدش بيخدم حد فى الزمن ده يابنى غير لما يكون عاوز منه مصلحة أو خدمة أما باقى الاحزاب فهى لاتعرف أى شئ عنهم سوى من خلال برامج الفضائيات فقط أما بالنسبة للرئيس القادم الذي سوف تنتخبه فتقول سوف انتخب الرئيس الجدع إبن البلد (الدكر) الى يستطيع ان يرجع الامن والاستقرار مرة ثانية للناس فى الشارع ويوظف الشباب الغلبان فأنا أريد فقط تشغيل الشباب العاطل واتاحة الفرصة لهم بعد الثورة لأن الأمل فى الشباب وانا وان كنت فى هذه الحالة ولا أجد قوت يومى سواء من العمل او من مساعدات أهل الخير فما بالك بالأخرين مما لا يجدون رغيف الخبز!!! . ولقد استطاعت هذه السيدة البسيطة ذات الملامح المصرية الأصلية ان تجهيز وتزويج 3 فتيات ولم يتبقى لها سوى فتاة واحدة عمرها 29 عام ولم تتزوج حتى الان نتيجة ارتفاع اسعار المعيشة واحجام الشباب عن الزواج وتقول ام محمد - أعانى من امراض خشونة فى الركبة وقدمى تؤلمنى كثيرا . وايضا يوجد اختلال فى أعصاب يداى نتيجة العمل والجلوس لفترت طويلة تصل فى بعض الاحيان الى 12 ساعة واتمنى ان يستمع مسئول إبن حلال لمشكلتى ويوفر لى معاش شهرى استطيع به ان انفق على اسرتى واجلس فى البيت فلقد تعبت من الجلوس فى الشارع صيف شتاء والبهدلة كما أتنمى الحصول على رحلة عمرة . ونحن بدورنا نهدى قصة الكفاح هذه الى اللواء مصطفى هدهود محافظ البحيرة ولاصحاب القلوب الرحيمة لعل وعسى أن يوفر لها معاش ودخل شهرى يغنيها عن سؤال الناس فى أيامها الاخيرة ويرفع عنها العناء.