طالبت بعض الفئات المهمشة فى مصر الدكتور محمد مرسى، الرئيس المنتخب، بأن يقف إلى جانبهم وألا يتم تهميشهم كما كانوا فى النظام البائد وتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم باعتبارهم إحدى ركائز نهضة البلاد. رصدت "المصريون" آراء بعض العمال وساكنى المقابر والباعة الجائلين والفئات الكادحة فى الرئيس الجديد، وكذلك مطالبهم منه وتطلعاتهم، فأكد جمال عبد الظاهر عامل بورش السكة الحديد ب "أبو زعبل " فرحة عمال الورش جميعهم بفوز الدكتور محمد مرسى؛ لأنه "ظُلم من قبل من النظام فلن يظلمنا ولن يجير على حقوقنا، ونطالبه بالعمل على تحسين المرتبات والحوافز وتطوير الورش وتجديد المعدات وتغيير القيادات الفاسدة وفرض العدل والمساواة". ويقول شعبان محمد (43 سنة): إننى أعيش بالمقابر منذ 31 عامًا وكل ما أريده هو توفير وظيفة لابنى الذى أتم تعليمه ولم يتمكن من العمل فظل معى يساعدنى فى أعمال المقابر ولكنى لا أرضى هذا العمل له لأنه لا يمكنه من تكوين أسرة وحياة بسيطة وهذا ما أتمنى أن يتحقق، وأكد ثقته فى الدكتور مرسى مناشدًا إياه أن ينظر إليهم ويضعهم ضمن أولوياته من أجل بناء مصر وتحقيق مشروع النهضة الذى ينادى به قائلا: "ليست هناك نهضة والآلاف من الناس يعيشون مع الأموات. وتقول الحاجة أمينة عبد الحميد 65 سنة إنها تسكن المقابر منذ 35 عامًا وأنها قد رزقت بسبعة أولاد وتوفى زوجها وهم صغار واستطاعت أن تستر بناتها وتزوجهن بعمل يدها لأنه ليس لديها دخل، وتضيف أننى أطلب من الرئيس أولاً، وقبل كل شىء أن يوفر لنا الأمن والأمان لسكان المقابر الذين يسيطر عليهم البلطجية وأرباب السجون، قائلة: "أنا أطلب من أولادى البنات ألا يزورونى ليلاً لخوفى عليهم من السرقة والاعتداءات المتكررة كل يوم"، وتتابع أمينة أننا إن لم نتمكن من سكن بديل يأوينا ويحفظ كرامتنا الإنسانية فعلى الأقل نريد توفير الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحى والكهرباء التى لا توجد إلا بالشوارع الرئيسية فقط، وأبدت تفاؤلها بالدكتور مرسى، وقالت إننا نثق به ونقدره لأنه سوف يتقى الله فينا وعندما سمعت بفوزه سجدت لله شكرًا. ويقول شريف محمد، أحد الشباب الذين يسكنون المقابر، إنه أنهى تعليمه الثانوى ولم يستطع أن يكمل تعليمه الجامعى نظرًا لضيق العيش، ولذلك يطالب الرئيس بتوفير وظيفة ومسكن مناسب يجعله يعيش حياة كريمة وليست خارج نطاق الآدمية التى يعيشها حسب قوله. "أنا نفسى أعيش عيشة نظيفة بها أمان" بهذه الكلمات عبرت الحاجة هويدى عبد اللطيف (55 سنة) عن أملها التى تريد أن يتحقق، وقالت إننا انتخبنا الدكتور مرسى لأننا نشعر أنه سوف يعطينا حقوقنا المهضومة ونأمل أن ينظر إلينا قبل كل شىء، لأن أملنا فى الحياة الكريمة كنا قد فقدناه ولكنه رجع إلينا بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية. وعبر سعيد عامر عامل بهيئة نظافة القاهرة عن فرحته هو وزملاؤه، الغامرة بفوز مواطن بسيط مثلهم وهو الدكتور محمد مرسى وليس أحد الفاسدين وتمنوا منه أن يشعر بهم وبمعاناتهم من الظلم الذى تعرضوا له من قبل ومازالوا يتعرضون له من القيادات القديمة التى مازالت تمارس عملها. وقال محمد سعد، عامل بشركة غزل: إن يوم تولى الرئيس مرسى هو بحق يوم عيد العمال الحقيقى متمنين من الرئيس مرسى ألا يخذل آلاف العمال فى صناعة الغزل والنسيج التى دأب النظام المخلوع على تدميرها طيلة الأعوام السابقة وأن يساعد المصانع على النهوض وفتح مجالات جديدة. وطالب إبراهيم كمال، عامل بشركة الكهرباء، الدكتور مرسى بتحديث مستشفى الشركة وتوفير تأمين صحى شامل للعمال وأسرهم وزيادة مكافأة نهاية الخدمة وتمنى من الدكتور مرسى ألا يخذل عمال مصر الذين وضعوا ثقتهم فيه. وقال وليد على صاحب عربة كشرى إنه يتمنى من الرئيس أن يحقق أهداف الثورة وهى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية لأنه إذا حقق هذه المطالب سيرضى الشعب عنه لأن كل مواطن لا يريد سوى حياة كريمة. وأضاف أنه يريد فقط كشكاً لترويج بضاعته حتى يستريح من المشى فى الشوارع وتوفير سكن بسيط يأويه هو وأسرته، كما طالب الرئيس بألا ينسى حقوق الشهداء وأن يحاكم قتلة الثوار. ويقول عبد العال محمد صاحب عربة فول إن مطالبه بسيطة من وجهة نظر الكثيرين فهو لا يريد سوى شقة ووظيفة بسيطة حتى يضمن عدم تشريد أولاده الصغار وزوجته من بعده. وأضاف أننا نريد رئيسًا يتقى الله فى هذا الشعب الذى قضى عليه النظام السابق، ونتمنى أن يكون الرئيس محمد مرسى هو الذى ينتشل الشعب وخصوصًا الفئة المهمشة، مما آلت إليه أوضاعهم وتدهور أحوالهم وهذه هى الفرصة الأولى والأخيرة إذا لم يثبت للشعب جدارته، وقال: "إننى أتمنى أن ينظر لنا الرئيس قبل أن تنهى علينا الحياة بقسوتها. "أنا سيدة كفيفة لا أرجو سوى الخير لهذه البلاد" بهذه الكلمات عبرت أم محمد بائعة مناديل عن سعادتها وفرحتها وأن مصر قد تخلصت من الظالمين ولسنا بحاجة إلى أكثر من حياة كريمة. وطالبت أم أدهم بائعة عصائر الرئيس مرسى بأن يخلصها من تحكم صاحب الشقة التى تسكنها وأن يحمى الرئيس شباب هذه البلاد من خطر المخدرات والسرقة والجرائم، وكذلك طالبته بتوفير الطعام قائلة: "نحن شعب جائع نريد أن نأكل ونطعم أولادنا يا ريس". أما عن ماسحى الأحذية فكانت طلبتهم موحدة وهى توفير عمل يحترم آداميتهم، حيث قال عوض خلاف أحد ماسحى الأحذية إنه عاش عمره يمسح أحذية الناس وأن أمنيته أن يستريح، موضحًا أن ليس له معاش ولا تأمين ولا محسوب على الدولة على حد قوله.