الغرب تراجع عن موقفه المضاد لمصر حماية لمصالحه. ما يفعله "الإخوان" انتحار سياسي والعنف سيستمر لأعوام. إخلاء سبيل مبارك أساء للثورة المصرية. التنظيم الدولي للإخوان هو المُخَطِط للتظاهرات وأعمال العنف التي تحدث في مصر. أرفض العودة إلى الدولة العسكرية مرة أخرى. الموقف الأوروبي تغير عقب مساندة الدول العربية لمصر. مازالت أصداء عزل الدكتور محمد مرسي، وما تلاه من فض اعتصامي رابعة والنهضة مستمرة حتى الآن، فمظاهرات "الجماعة" تزداد يوماً بعد الآخر سواء في القاهرة أو باقي المحافظات، كما انتشر العنف في سيناء التي تشهد عمليات إرهابية يومياً، بالإضافة إلى اضطراب الأوضاع السياسية والاقتصادية . حول هذه الأوضاع ناقشت شبكة الإعلام العربية "محيط" الدكتور فريد زهران -نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي- وعن كيفية الخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها مصر؟، وأنباء ترشح الفريق عبد الفتاح السيسي -وزير الدفاع في الانتخابات الرئاسية المقبلة- وغيرها من الأمور في هذا الحوار التالي : بداية ..كيف يمكن الخروج من الأزمة الحالية في مصر؟ لكي تخرج مصر من المأزق الحالي الذي نمر به، نتيجة لتصرفات الإخوان الغير مسئولة، يجب أولاً أن يكون هناك حلًا أمنياً، إلى جانب الحل السياسي الذي يصل بنا في نهاية المطاف أن نصبح دولة مدنية وديمقراطية؛ تتحقق فيها الحرية والعدالة الاجتماعية، ولكن ما تفعله جماعة الإخوان المسلمين منذ 30 يونيو، حول دون ذلك، وانتحارها السياسي سيقضي على مسار تاريخها السياسي. التنظيم الدولي وهل ترى أن هناك من يدعم تحركات الإخوان المستمرة؟ بالطبع.. التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، هو من يضع خطة التظاهرات وإثارة الفوضى في الشارع المصري، وتناست الجماعة أن ما تقوم به أقرب إلى العمليات الإرهابية، وليست تظاهرات سلمية. هل تتوقع استمرار العنف في البلاد خلال الفترة المقبلة؟ نعم العنف سيستمر لعدة سنوات مقبلة، خاصة بعد القبض على العديد من قيادات الإخوان، بالإضافة إلى أن الجماعات الإرهابية المتواجدة في سيناء لها امتدادات في كافة المحافظات المصرية، وهناك عدد من قيادات الإخوان قد انضموا لتلك الجماعات. هل توافق على استقالة الفريق عبد الفتاح السيسي من منصبه وترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة؟ أتمنى أن يَثبت الفريق عبد الفتاح السيسي، على موقفه الذي سبق، الذي أكد عليه في أكثر من مناسبة وهو أنه لا يُفكر في الترشح للرئاسة، وهذا ليس رفضاً لشخصه، ولكن رفضاً للعودة إلى الدولة العسكرية مرة أخرى حتى لو استقال من المؤسسة العسكرية. حرفية فض الإعتصام هل ترى أن طريقة فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" ساهمت في زيادة حالة الاحتقان وارتفاع أعداد الضحايا؟ بالعكس..أرى أن طريقة فض اعتصامات الإخوان تمت بحرفية عالية من قبل قوات الشرطة بمساعدة الجيش، فقد استطاعوا السيطرة على الوضع رغم انتشار السلاح داخل الاعتصامات، فالشرطة لأول مرة في التاريخ تسمح بتصوير فض الإعتصام وإذاعته مباشرةً، لكي تكشف للعالم أجمع ما يحدث داخل رابعة العدوية فضلا عن تحول الإعتصامين لبؤر إجرامية قبل فضها. لكن هناك من يدّعي أن الشرطة أفرطت في العنف؟ من قال ذلك، الضحايا الذين سقطوا خلال فض الإعتصامين ليس بسبب استخدام السلاح ولكن بسبب القنابل المسيلة للدموع، كما استخدمت السلاح للدفاع عن نفسها ضد من يطلق عليها السلاح. الموقف الأوروبي من وجهة نظر سياسية كيف تُحلل تراجع الموقف الأوروبي تجاه ما يحدث في مصر؟ هناك عدة أسباب لهذا التراجع، أولها مواقف البلدان العربية، وعلى رأسها السعودية، وليبيا، والإمارات والأردن وغيرها بتأييدها لضرورة مكافحة الإرهاب في مصر، هذا بجانب وجود مصالح لأوروبا مع مصر ودول الخليج، وبالتالي فإن تراجع موقفها ما هو إلا حماية لمصالحها في منطقة الشرق الأوسط. السبب الثاني، هو أن الحقائق بدأت تتكشف، فكان هناك أشياءً كثيرة غير معروفة، باتت الآن معروفة ومعلومة للجميع، خاصةً عقب تداول اللقطات المصورة لجماعة الإخوان المسلمين وهي مسلحة، وللأسلحة التي وُجدت خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة، وبالتالي أصبحت الحقيقة واضحة أمام الرأي العام العالمي. أما السبب الثالث والأخير، فهو أنهم ليس لديهم قناعة أن الحكم في مصر سيكون حكماً مدنياً بما يكفي، وكل هذه الاعتبارات كانت سبباً في تحسن موقفهم. وهل أتت المبادرة التي قام بها الحزب المصري الديمقراطي لإيضاح الصورة الحقيقية للخارج بنتائج إيجابية؟ الحزب قام بمبادرة من أجل نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في البلاد، وذلك عن طريق لقاءات مع عدد من الدبلوماسيين الأجانب في القاهرة، لإيصال الحقيقة وتوضيح أن جماعة الإخوان المسلمين هي من تقوم بأعمال العنف والتخريب، بالإضافة إلى عقد الحزب عدة لقاءات مع السفراء الأجانب، لتوضيح الحقيقة، وبالفعل جنت هذه المبادرة ثمارها، وتم إيضاح الكثير من الحقائق وسيتم توسيعها خلال الفترة المقبلة، لتصل إلى إمكانية السفر للخارج لشرح وعرض الحقائق. قرار سيء وهل لك تعليق على قرار إخلاء سبيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك؟ قرار إخلاء سبيل الرئيس الأسبق مبارك، أمر سيء ويسيء لثورة 25 يناير، وأدى إلى إثارة غضب بعض الشباب الثائر، لاعتقادهم بأن في ذلك ضياع لحق الشهداء، بجانب جماعة الإخوان المسلمين، التي تحاول استغلال هذا القرار، للتشكيك في القضاء وتغيير مسار ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي، ولكن الحكم أيضاً يدل على أن القضاء المصري لا يتأثر بالأحداث السياسية الجارية. في الختام هل تؤيد فكرة إجراء انتخابات رئاسية قبل الانتخابات البرلمانية؟ هذا مقترح جيد، ولكنه أمر يستحق النقاش بشكل موسع في الوسط السياسي، للتوصل إلى إيجابيات وسلبيات كل قرار سيتم اتخاذه حتى نستطيع تلاشي الأخطاء التي وقعنا فيها في السابق.