مشاجرة هنا وهناك أنا على صواب وأنت خطأ والعكس..اختلافات تصل لحد التشابك بالأيدي والتراشق اللفظي والخلاف حتى بين الرجل وزوجته والأب وأبناؤه والإخوة فيما بينهم ، وننسي جميعا إننا نعيش على ارض وطن واحد تجمعنا همومه وآماله المشتركة وطموحات المستقبل وان الخلافات السياسية الطارئة ربما تزول بمرور الوقت ويبقي لنا التماسك والنسيج الوطني الواحد .. استطلعت محيط آراء البعض حول تأثير الخلافات السياسية على التماسك الوطني داخل الوطن والقرية والشارع الواحد : الخلاف لا يذهب المحبة والمودة أبدا يقول أيمن عبد الرحمن طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية :"الانتماء السياسي لا يذهب بالمحبة والمودة أبدا فهذا لا يحدث بين الناس التي لها قدرة أن تفصل بين عقلها وقلبها وفى عقيدتنا بند للسياسة وهو أن الاختلاف لا يؤثر على حياتنا إطلاقا فالسياسة جزء من حياتنا لكن دون تدخل المحبة والمودة ، وهناك فرق كبير بين أن تتعامل مع إنسان يختلف معك دينيا وهذا أيضا غير موجود فى مجتمعنا الذي يتعايش فيه المسلم إلى جوار المسيحي ، وفى أن يختلف معك اقتصاديا وسياسيا فهذا موجود ولكن ينبغي ألا يضر لأنه بدون المودة فلن تكون هناك حياة والإنسان العاقل هو الذي يبعد عواطفه عن توجهاته الفكرية والسياسية". زيادة الاحتقان بين أطياف الشعب المصري بينما ترى أمنية ابراهيم باحثة اجتماعية ان الانتماء السياسي لأي فصيل واعتناق فكرة والولاء التام له أيا كان هذا الفصيل قد يؤدى إلى كثرة الخلافات مع الفصائل الأخرى وزيادة الفجوات بين الشعب المصري وهذه الخلافات تؤدى إلى انقسام المجتمع وتفرقه وهذا يؤثر على وحدة المجتمع ككل فالسياسة لاتنطبق مع الحالة الاجتماعية لان السياسة لها فكرها وإستراتيجيتها". السياسة لا تنفصل عن المجتمع ويري محمد على السعدنى موظف بالتموين ان الجانب السياسي هام فى حياتنا لا ينفصل عنها لكن ليس له علاقة بالمحبة والمودة الموجودة بيننا فاختلاف الفكر السياسي لا يمكن ان يسبب خلافات بين الناس ويزرع الكره والحقد والبغضاء فى قلوبهم ويجعلهم يتعاملون فيما بينهم بقسوة وشدة . ويضيف :" يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله " صدق الله العظيم ، فيجب على كل إنسان أن يحكم عقله وكلنا إخوة يجب علينا أن نتكاتف ونتماسك لمواجهة الأخطار الخارجية. وتقول إسراء سيد ربة منزل " من وجهة نظرى هذه ليست ظاهرة على مستوى الشعب كله فهؤلاء قلة بسيطة جدا من يتعاملون بهذه الشدة والتعامل لان هذه ليست من أخلاق الشعب المصري واعتبر هذه سلوكيات منحرفة من قبل البعض دخيلة على الشعب المصري العظيم الذي يتصف بروح المحبة والمودة والتعاون والتسامح". لا يوجد انشقاق تماما يري الكاتب الصحفي محمود صلاح أن الشعب المصري على مدار تاريخه شعب زراعي معظم سكانه من المزارعين والفلاحين وهذا التكوين الديموجرافى جعل له طبيعة خاصة يتصف بها وهى الحب والوئام والتسامح هكذا كان المصريون طوال عقود حيث شهد الشعب المصري كثير من التأثيرات الخارجية منها الغزو والاحتلال ولكن امام تلك الصعوبات كان دائما هناك تألف ومحبة بين المصريين فى ايام الشدة والخطر الذي يتعرض لها الوطن . ويضيف لم نعرف الشقاق إلا مؤخرا خلال العامين الأخيرين وهى فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين مصر فبدأت تلك الصراعات والخلافات لأنه كان هناك طرف وهم جماعة الإخوان يعمل بالعنف المسلح وهذه ليست طبيعة الشعب المصرى حيث حدث نوع من الانشقاق حتى داخل أعضاء الجماعة الواحدة فهناك الآن من يرون ان الناس يجب ان يتسامحوا ويتصالحوا مع فصيل الإخوان والجماعات الإسلامية لمواجهة المؤامرات الخارجية وتفتيت وحدة البلاد وبناء شرق أوسط جديد وعلى النقيض الطرف الأخر يعترض على ذلك ويرى ان المصالحة معهم ليست فى مصلحة البلاد. وبالتالي ليس صحيحا فى حدوث انشقاق بين عنصري الأمة والدليل على ذلك هو المشهد الرائع الذي لم يحدث منذ سنوات كثيرة وهو أن تدق أجراس الكنائس مع أذان المغرب فى رمضان ويفطر المسلمون مع المسيحيين في وقت واحد. الفيس بوك والتويتر ارض خصبة للخلاف بينما يري عمرو عبد المنعم باحث سياسي ان الخلافات السياسية أثرت كثيرا على التماسك الأسري فقد ظهر ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر فقد قام كثير من المشتركين بحذف أقارب وأصدقاء لهم يختلفون معهم فى الانتماء السياسي بسبب خلافات حادة ما بين مؤيد ومعارض وانعكس ذلك على بنيان الأسرة الواحدة وقد شاهدنا فى رمضان مثلا كثير من الأسر كانت تجتمع للإفطار وبسبب الشقاق يتم إلغاء هذه العادة المصرية الأصيلة كذلك في عيد الفطر لم يتزاوركثير من الأقارب بسبب ان هناك مؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي وهناك مؤيد للفريق عبد الفتاح السيسي . ويكمل عمرو أن ذلك انعكس حتى على رنات الهاتف المحمول فالمؤيدون للفريق السيسي يضعون رنة "تسلم الايادى" ويرد عليهم المؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي بنغمة "تتشل الايادى" وهذا يدل على انقسام حاد فى المجتمع المصري نتيجة لمثل هذه الحالة التي يجب أن يفكر الخبراء المجتمعيون ورجال الدين فى حلها بشكل سريع لالتئام نسيج المجتمع المصري الذي لا يوجد به على الإطلاق طائفية مقيتة او صراح عقائدي .