حذرت القوى والأحزاب الناصرية في لبنان من أن إصرار أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي على جر مصر إلى الفوضى الهدامة يخدم أمريكا واسرائيل ويوقف عجلة الأمن والاستقرار في مصر التي تطالب بها الغالبية العظمى من الشعب المصري. واعتبرت القوى اللبنانية أن هذا الإصرار يسقط العملية السياسية برمتها التي دعت اليها الحكومة الانتقالية الشرعية التي أتت بنتيجة تحرك 30 يونيو الشعبي تمهيداً لبدء الحوار السياسي بين كل مكونات الشعب المصري والتحضير لانتخابات نيابية ورئاسية جديدة يقول فيها الشعب المصري فيها كلمته في اختيار نظامه السياسي ويعيد لمصر دورها الرائد والمتميز في المنطقة على كافة الأوجه. وأدانت القوى والأحزاب الناصرية في لبنان - في بيان لها عقب اجتماع استثنائي عقدته اليوم في مقر حركة الناصريين المستقلين المرابطون في بيروت - أعمال الشغب التي تمارسها "المجموعات المتأسلمة" في مصر من جماعة الإخوان والمتحالفين معهم من الأحزاب والتيارات الدينية المتطرفة الذين عاثوا في مصر فساداً مستخدمين الشارع لزرع الرعب والفوضى. واتهمت جماعة الإخوان وحلفائهم باستخدام الدين السياسي لتحقيق مآربهم الخبيثة في زرع الفتنة بين أبناء الشعب العربي المصري الواحد، شعب الوحدة والتضامن العربي، شعب مقاومة العدو الإسرائيلي ، هذا الشعب الذي قال فيه جمال عبد الناصر بأنه مصدر الشرعية وصاحب القرار، بحيث تسعى تلك المجموعات الى تقزيم دوره الوطني والقومي لحساب أجندة اسرائيل في مصر والمنطقة. ولفتت إلى أن الحدث المصري قد أعمى الكثير من الناس عن الحقيقة لاسيما المؤيدين لجماعة الإخوان الذين نسوا أو تناسوا بأن التغيير هدفه الديمقراطية والحرية وليس اقتحام وحرق الكنائس والمؤسسات العامة ومداهمة أقسام الشرطة والاعتداء عليها واخراج المساجين من داخلها وقتل وجرح قادة هذه الأقسام من ضباط وعناصر شرطة إلى جانب ارتكاب جرائم القتل وسفك الدماء في العديد من ميادين وشوارع مصر. وأكدت أن الشعب المصري هو الذي يدفع الثمن بكل انتماءاته ومن ثم الوطن العربي ككل من خلال اضعاف مصر ودخولها في أتون الفوضى الداخلية والتي من الممكن ان تتطور إلى فوضى هدامة. واعتبرت هذه الاحزاب - في بيانها - أن حلم قيام دولة الخلافة الاخوانية بدءاً من مصر قد سقط بقرار من الشعب العربي المصري المقاوم الذي انتفض لثوابته ولمبادئه الوطنية والقومية رافضاً لما يتناقض مع طموحاته الوطنية ومشروعه القومي ، مشددة على أن واقع الحال في هذا القطر العربي الغالي الذي استجد اليوم يؤشر بوضوح إلى أن حركة الإخوان ومن يواليها في الداخل والخارج يسعون بكل الوسائل الإجرامية واللاأخلاقية إلى نقل التجربة السورية والليبية إلى مصر لخلط الأوراق وزجها في حالة من الفوضى لا تبقي ولا تذر خدمة لمتطلبات المخططات الجهنمية التي رسمها المحافظون الجدد في واشنطن بالتعاون مع رعاة الإرهاب الدولي الرسمي في تل أبيب تحت مسمى "الشرق الأوسط الجديد". وخلص البيان الى دعوة كافة الأقطار العربية على امتداد الوطن العربي وبالأخص ساحات دول الطوق الى توحيد الجهود في مواجهة العدو الإسرائيلي وإلى الاقتداء بالتجربة اللبنانية في قدرة المقاومة على كسر شوكة هذا العدو وإلحاق الهزيمة به والتي تحققت بفعل العزم والارادة على الانتصار وصولا لتحرير فلسطين وتحقيق العودة واستعادة الحقوق الى أصحابها كاملة غير منقوصة.